يقصد بالسلوك تلك الحوادث الجارية في حياة الفرد اليومية، والأنشطة التي يقوم بها الفرد ويتفاعل مع مجموعة من الإفراد، ويتفاعلون معه والسلوك يتضمن:
أ-السلوك الظاهري: ونستطيع ملاحظته موضوعياً ويظهر على شكل تعبيرات لفظية أو غير لفظية وهناك اختلافات ببعض التعبيرات غير اللفظية وخاصة الإشارات حسب ما هو سائد في ثقافة الشعوب، ومثال على ذلك طريقة السلام والتحية التي تختلف من مجتمع لآخر.
ب- السلوك الداخلي: هي أي عملية عقلية يتبعها الفرد كالتفكير والتذكر والإدراك والتخيل وغيرها ولا نستطيع ان نلاحظها مباشرة و إنما نستدل على حدوثها عن طريق ملاحظة نتائجها.
ووفق تصرفات الفرد إذا كان سلوكا ظاهرياً أو نتائج العمليات العقلية إذا كان سلوكاً داخلياً و الذي يصدر عن الفرد متى نقول انه سلوك اجتماعي؟ للإجابة على هذا التساؤل ينبغي ان نتفق على ان لكل مجتمع له تقاليده واعرفه بل حتى ديانته ويمكن ان نقول هذا سلوك اجتماعي وذاك سلوك لا اجتماعي وفق ما هو سائد ومتعارف عليه، فالسلوك الاجتماعي في مجتمعنا يتطلب احترام الأنظمة والقوانين و الالتزام بالدين والأخلاق والقيم الاجتماعية المستمدة من التراث العربي الإسلامي ويمكن تحديد من يسلك سلوك اجتماعي إذا امتاز بنظرة إيجابية متفائلة تتسم بالتفكير العلمي ويتصف بشخصية قوية متعاونة مع تفضيل مصلحة المجموع على مصلحته الشخصية يعمل الخير يحافظ على الممتلكات العامة وممتلكات الآخرين وذا شرف ونخوة يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وكل الصفات التي يتصف بها المؤمن.
عناصر السلوك الاجتماعي:
يتضمن السلوك الاجتماعي مجموعة من العناصر يمكن تحديها بما يأتي:
أولاً: الشخصية:
ان استجابات الأفراد للمواقف المختلفة ليست مجرد أفعال انعكاسية شرطية منعزلة كما هو متصور من قبل، بل ان معرفة خصائص الفرد الشخصية وطبيعة الموقف الذي يواجهه تؤدي إلى اختلاف السلوك نتيجة لما يفرضه الموقف فان أحد الأفراد قد يستجيب بطريقة متسقة من الذكاء أو الخمول أو التوتر العصبي ولكن شخصية الفرد تتحدد نتيجة للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين والعلاقات الإنسانية القائمة تكون بنمط محدد، فان تلك العلاقات تلقي بضلالها على الشخصية الإنسانية.
ولما كانت شخصية الفرد توصف إشارةً لطبيعة الفرد المزاجية وسلوكه ونوع التنظيم الاجتماعي الذي يعيش فيه.
ومما تقدم يبدو ان التساؤل المتكرر والذي يقول إلى أي مدى تؤثر العوامل البيولوجية والثقافية في شخصية الفرد؟ فربما ستكون الإجابة ان إدراكنا ومشاعرنا وسلوكنا يتأثر تأثراً واضحا بالتعليم والظروف المعيشية إلى حد ان بعض الكتاب تشككوا ان للوراثة تأثيرا على نمو شخصية الفرد بل ذهب بعضهم إلى حد نفي وجود هذا التأثير على الإطلاق بل هناك من اخذ الأمر مأخذ الجد، واخذ يعد ان وجود فروق في الصفات النفسية يمكن ان يورث أمر لا يتفق مع المثل الديمقراطية.
ان شخصية الفرد هي نتاج ثقافي تنجم عن تفاعل العوامل البيولوجية له مع بيئته الاجتماعية ومكوناتها الثقافية، فالثقافة المتكاملة تنتج شخصية متكاملة، وشخصية الفرد السوي هي الشخصية التي تستطيع التكيف مع الثقافة التي تعيش فيها، وعلى هذا فالشخصية السوية إذاً هي درجة من درجات الاتساق مع أنماط الجماعة ومعاييرها.
ورغم اختلاف وجهات النظر في كون الشخصية هي وليدة البيئة أم الوراثة يبقى الاحتمال الأقوى ان لكل من البيئة والوراثة إسهاماتهما واضحة في بناء الشخصية وعليه يمكن ان نستدل على ان شخصية الفرد ما هي إلا نتاج الوراثة والبيئة معاً.
فالشخصية السوية تختلف من ثقافة إلى ثقافة أخرى نظراً لاختلاف الأنماط السلوكية والمراكز والأدوار التي تقدمها كل ثقافة إلى الأفراد الذين يعيشون فيها وبذلك يتحدد المستوى السوي والمستوى المنحرف للسلوك ما بين ثقافة وأخرى أو حتى داخل الثقافة الواحدة فانه يختلف من وقت لآخر والفرد الاجتماعي هو الذي يحتفظ بعلاقة وثيقة دائمة مع الآخرين مستخدما وسائل الاتصال بالتعبيرات اللفظية وغير اللفظية ومما يسهل هذا الاتصال ويعمقه استعمال الرموز ذوات المعنى أي لغة الثقافة التي يعيش فيها والتي لا يكون لها معنى ألا بالنسبة للجماعة التي تستخدمها.
ثانياً: الدوافع والحاجات:
يعد موضوع الدوافع أو القوى الدافعة للسلوك الاجتماعي من الموضوعات العامة، لان واقع السلوك بطبيعة الحال تحدده مساراته، فالسلوك هو نتاج عملية تتفاعل فيها العوامل الحيوية والمؤثرات الاجتماعية فالعوامل الحيوية تصدر من داخل الفرد في حين المؤثرات الاجتماعية هي ما تواجه الفرد من تصرفات يقوم بها الأفراد الذين يتعامل معهم الفرد مما تنشط الدافعية لديه لكون لا سلوك بدون دافع حقيقة لا يمكن تجاهلها.
فالدوافع تعبير عن حاجات الفرد وهذه الدوافع شخصية وداخلية بالنسبة للفرد فهو يدركها في بيئته كعوامل مساعدة على تحقيق أهداف معينة، والسلوك الاجتماعي يتأثر بالحاجات الإنسانية قد تجعل الفرد في حالة توتر التي عن طريق ثقافته وخبراته تتحول الحاجات إلى رغبات في إطار المفاهيم الثقافية والاجتماعية وتفسر هذه الرغبات من حيث كونها مثيرات تؤدي إلى أنواع معينة من الاستجابة أو الفعل ان دور الحاجات الفسيولوجية أو الأولية في السلوك الاجتماعي يكمن من خلال تعويد الفرد على العادات المرغوبة في المجتمع أما الحاجات الثانوية فتتطور وفق النضج العقلي للفرد ومن أمثلة هذه الحاجات الثانوية المنافسة وتحقيق الذات والانتماء والحب والتقدير.
أن الحاجات توجه سلوك الفرد لإشباعها وتتوقف كثيرا من خصائص الشخصية عليها وتنبع من حاجات الفرد وطرائق إشباعها يضيف قدرة الفرد على مساعدته للوصول إلى افضل مستوى يسلكه.
ويمكن إشباع الحاجات الثانوية في الاتجاه المطلوب فالحاجة للانتماء مثلاً يمكن ان تتحقق من خلال التفاعل في جماعة متماسكة وهكذا من ناحية أخرى يسود الناس لدى ميل إلى صياغة أهداف جديدة لا نفسهم حينما يمكنهم تحقيق هدف معين.
فالفرد يعيش في حالة عدم اتزان بينه وبين بيئته وهذا يدفعه إلى محاولة إعادة الاتزان بكل الوسائل المتاحة فإذا خلت البيئة من الإمكانيات والمقومات التي تساعده على إعادة الاتزان فانه يعاني من الإحباط ويسمى بانحراف السلوك و هذا لا يعني ان الأفراد الأسوياء يكون بينهم وبين البيئة التي يتفاعلون معها اتزان دائم هذا لاوجود له و إنما هي حالات من الاتزان وعدم الاتزان ثم الاتزان ثانية وهكذا تستمر حياته.
ثالثا: السلوك التفاعلي الإيجابي:
ان لكل شخص أسلوب خاص في التفاعل، ويطمح من ذلك إلى الاستجابات المرغوبة من الأشخاص ويتم ذلك بطرائقه الخاصة ومن الأمثلة على السلوك التفاعلي سرعة اجراء الحوار مع الآخرين، وبهذا الحوار يتعلم أنماط السلوك المتنوع وتتكون لديه الاتجاهات ويمكن له تنظيم علاقاته مع من يتحاور معهم في إطار القيم والثقافة والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها.
ان الإنسان في طبعه يحتاج إلى ان يعيش في جماعة يتعاون معها على تهيئة وسائل العيش و أسباب الحياة ويمكن ان يتعلم منها وفي ذات الوقت يمكن ان تتعلم منه فهو محتاج إلى المخالطة والمعاشرة والرفقة والجيرة فمهما بلغ من مستوى علمي أو ذكاء فانه يبقى بحاجة إلى الآخرين.
ان إحدى مؤشرات رقي الأمم هو بمقدار ما تمتاز به من سلوك اجتماعي فبقدر ما يقوم به أبناء أمة ما من سلوك مرغوب يعطي صفة لتلك الأمة فمثلاً الأمة الإسلامية تمتاز بسمات إيجابية لا يمكن حصرها بسهولة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ان من سلوك المسلم إغاثة الملهوف وهذا اثر من آثار الرحمة وغض البصر اثر من آثار العفة والبذل والعطاء اثر من آثار السماحة والكرم… وهكذا عن باقي السلوك الاجتماعي الذي يتصف به المسلم والذي يتفق مع القيم الفاضلة والتقاليد الجيدة ويبدو واضحاً في حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال(بعثت لا تمم مكارم الأخلاق).
ان سلوك الفرد التفاعلي لا يقتصر على مكان محدد، فالفرد يتفاعل مع أفراد أسرته ومجتمعه يشاركهم أفراحهم و وأحزانهم وكذلك يجري هذا النمط من التفاعل في المدرسة مع الطلبة ومع من يقومون بتعليمه و يمكن ان يحدث السلوك التفاعلي في مواقع متعددة مثل دور العبادة اذ يؤثر الدين تأثيرا كبيراً في نفوس الأفراد ودور العبادات من المؤسسات المهمة التي تسهم في تربية الفرد وتفاعله وتشكيل سلوكه سيما خطبة الجمعة إذا ابتعدت عن وعظ السلاطين واتخذت منهجا رسا ليا تكون تأثيراتها قوية في إضفاء روح الاخوة الإسلامية وتعزيزها وتغرس في نفسه حب الخير والابتعاد عن الشر وتنمي اتجاهات وعادات ديمقراطية واجتماعية وخلقية وتعاونية سليمة.
وكما تؤدي دور العبادة أيضاً دوراً لا يقل في أهميته عن دور المدرسة والأصدقاء اذ تمد الفرد بإطار سلوكي معياري أخلاقي وتنمي لديه الضمير الحي وروح الجماعة تنطلق من ان للمسجد رسالة تربوية ينبغي ان تستمر وتوجه إلى الإنسانية جمعاء ولا تقتصر لفئة محددة ضيقة وتغرس القيم الدينية الفاضلة لأفراد المجتمع ومن خلال السلوك التفاعلي الذي يحققه المسجد يمكن للتعاليم السامية ان تترجم إلى سلوك عملي وتكون روح الاخوة هي السائدة ويتضح ذلك حين يتغيب أحد المؤمنين عن صلاة الجمعة أو الجماعة لمدة طويلة سوف يفتقده من معه، ويبدء التساؤل عن سبب ذلك الغياب وهذا التساؤل يحقق التراحم الذي يعد سمة بارزة في سلوك المسلم
أما في الوقت الحاضر نتيجة للتطورات العلمية من أجهزة الاتصال يمكن تحقيق التواصل عن بعد ولكن يبقى التواصل مع الآخرين عن طريق اللقاء المباشر اكثر تأثيراً في تحقيق السلوك التفاعلي الإيجابي رغم سهولة وسائل الاتصال وقلة كلفتها في الوقت الحاضر تبقى وسيلة في التفاعل الاجتماعي عن طريق الاتصالات المتطورة (الانترنيت، الهاتف النقال)إذا استخدمت بالشكل الصحيح لا يمكن الاستهانة بها كوسيلة لتحقيق السلوك التفاعل الإيجاب. #من أهم أنواع السلوك الإجتماعي؟
من خصائص السلوك الاجتماعي؟
ما هي العوامل المؤثرة في السلوك الاجتماعي؟
ما هو السلوك وأنواعه؟
السلوك المكتسب: يكتسبه الفرد من خلال الادراك والوعي والتعليم. السلوك الظاهري: يظهر على شكل تعبيرات لفظية وحركات وايماءات. السلوك الداخلي: عملية عقلية كالتفكير والتذكر والادراك وغيرها. السلوك الفردي: يسعى الفرد لتحقيق التكيف والتوافق الاجتماعي. هي العوامل المؤثرة في السلوك الاجتماعي؟
*العوامل التي تؤثر في عملية الإحساس والإدراك.
نوع الوسط الذي يعيش فيه الفرد.
حاجات الفرد التي يريد إشباعها.
التهيؤ الذهني.
الضغوط النفسية والاجتماعية.
الانفعالات.
من أهم أنواع السلوك الإجتماعي؟
من خصائص السلوك الاجتماعي؟
أحد الجوانب الرئيسية للسلوك الاجتماعي هو التواصل، وهو أساس البقاء والتكاثر. يُقال إن السلوك الاجتماعي يُحدد من خلال عمليتين مختلفتين، يمكن أن تعملا معًا أو تتعارضان مع بعضها البعض. جاء نموذج الأنظمة المزدوجة للعوامل الانعكاسية والاندفاعية للسلوك الاجتماعي من إدراك أن السلوك لا يمكن تحديده من خلال عامل واحد فقط. #أنماط السلوك الاجتماعي” لديفيد ميريل وروجر ريد،
🔰 الذي يصنف أنماط الشخصية والتواصل الاجتماعي إلى أربعة أقسام رئيسية بناءً على درجة الحزم والتعبير عن المشاعر.
🔘 التحليلي (Analytical): هذا النمط يتحكم في المشاعر ويميل إلى السؤال. الأشخاص التحليليون يحتاجون إلى أن يكونوا صحيحين، يفضلون التفكير ويرون أن العيب فيهم هو التدفق في الحجج.
🔘 المحرك (Driving): الأشخاص في هذا الركن يتحكمون في مشاعرهم أيضًا لكنهم يميلون إلى الإخبار. يحتاجون إلى النتائج، يفضلون الفعل وعيبهم هو عدم الاستماع الجيد.
🔘 الودود (Amiable): الأشخاص الودودون يظهرون مشاعرهم ويميلون إلى السؤال. يحتاجون إلى الشعور بالأمان، يفضلون العلاقات الاجتماعية ويرون أن عيبهم هو التردد في اتخاذ الإجراءات.
🔘 التعبيري (Expressive): هذا النمط يظهر المشاعر ويميل للإخبار. الأشخاص التعبيريون يحتاجون إلى الموافقة، يفضلون العفوية ويعتبرون الاندفاع عيباً فيهم.
النموذج يوضح كيف يمكن تقسيم الأنماط السلوكية الاجتماعية بناءً على مدى الحزم والتعبير عن المشاعر، ويقدم فهمًا لاحتياجات وتفضيلات ونقاط الضعف المختلفة لكل نمط. يمكن استخدام هذا الفهم لتحسين التواصل والعلاقات في البيئات الشخصية والمهنية.
Home2016يوليو26ما هو السلوك الاجتماعي و ما هي دلالته
ما هو السلوك الاجتماعي و ما هي دلالته
8 سنوات ago
عبارة السلوك الإجتماعي تجمع في مضمونها كل ما يصدر عن الإنسان من سلوكيات ، وعليه ان يتحمل عواقبها ، وفكرة السلوك الإجتماعي تنبع من ان الإنسان يُعدُّ كائناً إجتماعياً ، وان انسانيته بما فيها من جوانب شعورية او عقلية او أدراكية أو سلوكية أو أخلاقية أو تربوية لا تتحقق الا في ظل وسط إجتماعي (عثمان ، 1979 : 5) .
وقد عدَّ البورت (Allport, 1924) السلوك الإجتماعي سلوك يقوم على أفعال منعكسة تعدل بالتعلم الشرطي وهو يظهر اتجاه المدرسة الامريكية السلوكية (وحيد ، 2001: 43) .
وقد وصف بانه سلوك طوعي لمنفعة الآخرين وينظر إليه على أنه مجموعة من الفعاليات الجوهرية للتأثير في طبيعة الجماعات من أجل خير المجتمع ( Lennon & Eisenberg, 1987: P: 992- 1000) ).
حيث أشار (Zahn,Waxler, 1974) الى ان السلوك الإجتماعي يشتمل مجموعة الفعاليات والمساعدة والعطاء والعوز والدعم والمشاركـة (Zahn.Waxier, et. al , 1979,P : 319-330) .
ووصفه براينت(Bryant,1986) بانه عنقود من السلوكيات وتشتمل على الازاحة والمشاركة والحماية والانقاذ والتعاون ، وان أي من هذه السلوكيات يمكن ان يخدم فرداً معيناً أو مجموعة من الاشخاص
(Crockeberg , 1986: P: 529- 544) .
ويرى ميرفي (Marphy, 2002) ان السلوك الإجتماعي الذي يقوم على التعاون في مرحلة الطفولة يرجع الى استعداد طبيعي أصيل ، في حين يرجع البعض الآخـر الـى مجـرد التفكيـر ومـا يتضمنـه ذلك مـن فعاليـة البيئــة وأثـرها (عبد المعطي ، ومناوي ، 2000 : 359) .
والسمة الأساسية للسلوك الإجتماعي انـه سلوك تفاعلـي قوامهُ الاتصال بالآخريـن وتبـادل المعانـي معهـم والتأثـر بهــم والتأثيــر فيهـم (الوقفي، 1998: 692).
السلوك الإجتماعي :
إهتم علماء النفس بدراسة السلوكيات كافة التي تصدر عن الانسان في اثناء تفاعله مع البيئة وتوافقه معها ( نجاتي ، 1988: 17) .
ويعدُّ السلوك الإجتماعي من اعقد أنواع السلوك الإنساني ؛ بسبب تناوله علاقة الفرد بأفراد الجماعة التي ينتمي اليها ، وعلاقته بالبيئة الإجتماعيــة (زهران ، 1984: 9) .
فالسمات الأساسية للسلوك الإجتماعي للفرد يرجع الى المرحلة الأولى مـن حياتـه والـى علاقاتـه بأفـراد أسرتـه واتجاهات وانماط سلوكهـم (السيد وآخرون ، 1970: 204) .
فالانسان يكتسب سلوكه الإجتماعي من طفولته ، فيتأثر هذا السلوك بالجو الإجتماعي الذي يعيش فيه ، وباوجه النشاط الذي يمارسه من خلال علاقاته بمن يحيط به ، ويتأثـر الفـرد فـي سلوكـه الإجتماعـي بخبـرات طفولتـه والجـو المحيـط بـه وبمـدى خضوعـه للجماعـة التـي نشــأ فيهــا (فهمي ، وأحمد، 1983: 176ـ177) .
وهكذا يتحدد السلوك الإجتماعي للفرد نتيجة التفاعل بينه وبين البيئة الإجتماعية التي يعيش فيها ، ويتجلى أثر هذا التفاعل في اختلاف السلوك الإجتماعي للأفـراد الذين ينتمون الـى مجتمعـات او ثقافـات او حضـارات مختلفة (صبحي ، 1986: 7) .
فالسلوك الإجتماعي محصلـة للامكانيات والقـدرات التـي يمتلكهـا الفـرد بتفاعلهـا مـع القـوى الإجتماعيـة المختلفـة التـي يتفاعـل معهـا (فهمي ، وأحمد، 1983: 183) .
وفي ضوء ذلك تتحكم في طبيعة السلوك الإجتماعي عند الإنسان عدد من العوامل المتداخلة والمتفاعلة مع بعضها ، منها العوامل الثقافية العامة وهي العوامل التي يتمسك بها أفراد المجتمع الواحد التي يحافظ عليها المجتمع لأنها تميزه عن غيره من المجتمعات في الجوانب المتعلقة بالثقافة العامة ، كاللغة والقيم الخلقية والروحيـة والإجتماعية . كمـا تتحكـم فـي السلوك الإجتماعي للفرد الخبرات الخاصة التي يمر بها الفرد على مدى الحياة (القاضي، وزيدان، 1981: 17) .
مكونات السلوك الإجتماعي :
هناك عدة مكونات أساسية للسلوك الإجتماعي هي :
1- السيادة الإجتماعية.
2- المسؤولية الشخصية .
3- الكفاية الذاتية .
4- الجاذبية الشخصية .
5- الاحساس الشخصي بالأمن .
6- السيطرة .
7- الدفء الشخصي .
أبعاد السلوك الإجتماعي :
1- المشاركة الوجدانية .
2- المشاركة الإجتماعية .
3- الانضباط الإجتماعي .
4- التوجه للمساعدة .
5- التسامح الإجتماعي .
جوانب السلوك الإجتماعي :
يتضمن السلوك الإجتماعي ثلاثة جوانب هي :
1- التركيب أو البناء .
2- عملية التفاعل .
3- المحتوى أو المضمون ( زهران ، 1984: 12) .
عوامل السلوك الإجتماعي :
يشير ( ارجايل ، 1982) الى ان هناك ثلاثة عوامل أساسية للسلوك الإجتماعي هي :
(1) الشخصية:
تعدُّ الشخصية التنظيم الأساسي لاستعدادات الشخص للسلوك في المواقف الإجتماعية المختلفة ، وذلك من خلال الافكار والمعتقدات والاتجاهات والقيم والعادات التي ينظمها الفرد في أدوار إجتماعية داخل المنظومة الإجتماعية (ارجايل، 1982: 53) .
(2) دوافع السلوك الإجتماعي :
للانسان حاجات ودوافع مختلفة توجه سلوكه الإجتماعي تجاه الاهداف الخاصة التي تشبع هذه الحاجات والدوافع .
وتعدُّ الدوافع من أهم الموضوعات المهمة في السلوك الإجتماعي ، فهي التي تحدد مساراته ، ويعدُّ السلوك نتاجاً لعملية تتفاعل فيها العوامل الحيوية والمؤثرات الإجتماعية ، فيصور اولهما من داخل الفرد نفسه وثانيهما من المؤثرات الخارحية ، وتعتبر دوافع السلوك الإجتماعي ذات أهمية بالغة في زيادة فهم الإنسان لنفسه وللآخرين .
ولكي نفهم السلوك الإجتماعي وعلاقته وتفاعله مع اخيه الإنسان ، لا بد ان نفهم مطالبه واهدافه وكيف يدرك ويفكر ويتعلم .
(3) السلوك التفاعلي :
يتصف السلوك الإجتماعي للانسان بالتكامل فضلاً عن الهدفية أي السير باتجاه هدف معين ، فالسلوك التفاعلي بين الاشخاص يقوم على أساس ان عمل الانسان له دافع موجه نحو هدف ، وان دوافع الانسان وانفعالاته ومعارفه تعمل في تناسق متكامل لتؤثر في اعماله .
وهـذا التفاعـل السلوكـي بيـن الأفـراد يظهر التأثيـر المتكامـل لحاجات الفـرد وأهدافـه على انفعالاتـه وافكـاره وادراكه وذكرياتــــه (نجاتي، 1988: 74) .
التطور التأريخي لمفهوم السلوك الإجتماعي :
أهتم الفلاسفة وغيرهم من المفكرين منذ أقدم العصور بالسلوك الإجتماعي للفرد ومحاولة معرفة الأصل فيه . وسوف يستعرض الباحث التراث الفكري الذي تركه الفلاسفة على مرّ العصور لتفسير السلوك الإجتماعي للانسان .
(1) افلاطون ( 347ـ 427 ق.م) :
أكد هذا الفيلسوف على أثر العادات والتفكير في المجتمع في تأليف سلوك الفرد من خلال تداولها او تناقلها بين الناس . وفسر سلوك الانسان على أنه نتاج عام لمؤثرات المجتمع المختلفة ، وعلى هذا الأساس يمكن تغيير سلوك الفرد بواسطة الهيئات التعليمية والإجتماعية ( زهران ، 1984: 56).
(2) أرسطو (322ـ 382 ق.م) :
فسر أرسطو السلوك الإجتماعي للفرد على أساس الوراثة الحيوية ، وهو يؤمن بأن الإنسان مدني وإجتماعي بطبعه ، وهو يرى ان المجتمـع يتكـون من أسـر وعوائـل وقبائـل فقـرى فمدن ، وتكوينـاً يكون بطريقة عضويـة (السيد، عبدالرحمن ، 1999 : 23) .
العلماء والمفكرون العرب والمسلمون :
(1) الفارابي (260ـ 341هـ) :
يؤمن الفارابي بوجود أساس فطري للحياة الاجتماعية ، يحتاج الإنسان الى غيره من الأفراد لسد واشباع حاجاته الأساسية التي لا يمكن ان يحققها لوحده ، وهذا لا يتحقق الا من خلال السلوك الإجتماعي التفاعلي الذي ينبغي ان يحصل بين الأفراد (وحيد، 2001: 29).
(2) ابن سينا (370ـ 428هـ) :
أكد ابن سينا على أثر الثقة الإجتماعية للفرد في تكوين سلوكه الإجتماعي ، وأكد على دور الأسرة والأب لاسيما في عملية التنشئة الإجتماعية مستخدماً الترغيب والترهيب ( الثواب والعقاب ) في تربية ابناءه وتعليمهم السلوك الإجتماعي الصحيح ( وحيد، 2001: 3) .
(3) الغزالي (452ـ 505هـ) :
أشار الفيلسوف والعالم الغزالي الى موضوعات في علم النفس الإجتماعي مثل المحبة والألفة والصحبة كنوع من العلاقات الإجتماعية التي تعزز السلوك الإجتماعي للفرد ، وتحدث عن العزلة والميل الى الإجتماع بالآخرين ، وتحدث الغزالي عن العادات والتقاليد والاخلاق السائدة في المنازل والطرقات ونقدها بقصد تقويمها واصلاحها .
وأكد على أهمية التربية والتنشئة الإجتماعية والتوجيه في السنوات الأولى من عمر الطفل لانها مهمة ومصيرية في تكوين شخصيته وسلوكـه الإجتماعـي
( حافظ وسليمان ، 2000: 23).
المفكرون والعلماء الغربيون في العصر الحديث :
(1) توماس هوبز (1588ـ 1679م)
قدّم هوبز تلخيصاً عن دوافع السلوك الانساني ( البشري ) في بحثه عن المتعة والابتعاد عن الألم ، وهو متأثر في كل هذا بمذهب اللذة عند ( فرويد) الذي يتلخص في ان الفـرد ينزع بسلوكه الى كل ما يحقق لذة له ويبتعد عما يؤذيه (وحيد، 2001: 20) .
(2) بيركلي (1685ـ 1753م) :
أكد هذا العالم على غريزة التجمع ، وان الانانية في المجتمع تشبه القوة الطاردة المركزية في علم الطبيعة ، في حين يكون حب الإجتماع أشبه ما يكون بقوة الجذب ( وحيد، 2001: 20) .
(3) هيوم (1711ـ1776م) :
يعدُّ هيوم من العلماء الأُوَل الذين عملوا في ميدان علم النفس الإجتماعي ، فقد جعـل من العطف بين الناس القـوة الأولـى للعمليـات الإجتماعيــة (زهران ، 1984: 57) .
(4) داروين (1809ـ 1882م) :
فسر هذا العالم السلوك الإجتماعي تفسيراً عضوياً على أساس التوافق الإجتماعي وفقاً لمبدأ البقاء للأقوى او ( الأصلح) ، حيـث قـال ان المجتمـع جهاز حيـوي يشبه في تركيبـه وتطـوره الجهـاز الحيـوي للفـــــرد (حافظ وسليمان، 2000: 25) .
وقد عدَّ الحياة الإجتماعيـة تقـوم علـى أساس الغرائـز التي تحدد علاقة الفرد بغيره وهي نزعـات غير مكتسبة مثـل الأهتمام الأبوي والمساعـدة المتبادلـة والاهتمـام بصحبـة الآخريـن والاستمتـاع فـي الإجتمـاع بهم (إبراهيم وآخرون، 1961: 9) .
(5) جوستاف لوبون (1841ـ 1931م) :
أكد هذا العالم على ان أهم القوى التي تساعـد علـى تجانس الجماعـات في سلوكـها الإجتماعـي هـي الاستهواء والتقليـد والمشاركـة الوجدانية (زهران، 1984: 59) .
السلوك الإجتماعي في المنظور الإسلامي :
إن جوهر الدين الاسلامي مؤسس على ان الله سبحانه وتعالى مصدر كل شيء في الوجود ، فما في الكون من ظواهر مختلفة ومخلوقات متنوعة انما صدرت عنه، وقد خلق الانسان ووضع له نظاماً يتبعه ، وطريقاً يسير عليه وشرع له أمور منها الصدق، والعدل ، والأمانة ، والتسامح 000 الخ . وأمره باتباعها وجعل مخالفتها سلوك منهي عنه وارتكابه ضار بالمجتمع وجعل الشقاء في الدنيا والعذاب في الأخرة عقوبة العصاة الذين يبغون في الارض فساداً.
وأولت الشريعة الإسلامية السلوك الإجتماعي للفرد أهتماماً واسعاً ، ووضعت الأسس الرصينة التي تقوي الإجتماع بين أفراد المجتمع الاسلامي ، فاهتمت بآداب السلوك الإجتماعي للفرد ووضعت الضوابط والتشريعات المستمدة من القرآن والسنّة النبوية الشريفة ، فقد أقر الدين الإسلامي في فروعه وأصوله ما ينظم للناس تعاملهم في دنياهم على النحو الذي عملوا به لاصبح تعاشرهم من دون اختلاف سعداء في هذه الدنيا ليكونوا بعد ذلك سعداء في الحياة الآخرة ( امين ، ب/ت : 107) .
فجاءت تعاليم الدين الإسلامي مؤكدة على امكان الفرد اكتساب الصفات الخيّرة واضفائها على سلوكه الإجتماعي ، وتنمية النفس الخيّرة والقوية لديه والتخلص من نزعة الشر واظهار نزعة الخير على سلوكه من خلال الاساليب التربوية والإجتماعية التي اعتمدها الدين الإسلامي في تربية ابنائه عن طريق تعاليم القرآن والاحاديث النبوية الشريفة ( أبو عيطة ، 1997: 189) .
ويبين الإسلام مسؤولية الفرد حيال علاقاته الإجتماعية مع الآخرين ، إذ وضع له نظاماً إجتماعياً مؤسساً على مبدأ الوحدة والمساواة والاخاء والتعاون والتشاور ، وهذه المبادىء هي جوهـر الانسانيـة الحقـة ، إذ قـال تعـالى : [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُـوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقـُوا اللَّهَ لَعَلَّكُـمْ تُرْحَمُونَ ] [سورة الحجرات : آية 10] .
ويؤكد الإسلام الألفة والتوادد والتحابب في الله والإجتماع والتعاون والتعاضد، إذ جاء عن النبي ( المؤمن ألف مألوف ولا خيرَ من لا يألف ولا يؤلف ) ( مسلم ، 1349، ج5، 15، 16) .
وقــال أميــر المؤمنيـن علــي بـن أبــي طالــب (خالطوا النـاسَ مخالطـة إن متـم معهـا بكـوا عليكـم وإن عشتم حنوا إليكم) (نهج البلاغة ، 1966: 566) .
لذا فالسلوك الإجتماعي الذي ينشده ويؤكده الإسلام هو سلوك الألفة والمودة والتسامح والتعاون والايثار والصدق الذي أساسه النيّة الحسنة وقوامه حسن التصرف وهو أساس بناء المجتمع وتقدمه