الدين والشريعةمقالات
الفرق في الرسم القرآني..* *..وجمال اللغة العربية ودقة معانيها..*
ابو طارق الحواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
للدلالة على إعطاء المعنى الحقيقي لمراد الله تماماً..
لاحظ معي أخي الكريم دقة الإستعمال في اللفظ القرآني لكلمة واحدة لتعطي أكثر من معنى..!!
ولا يكون ذلك إلا في لغة القرآن..
*..اللغة العربية حفظها الله..*
تمعن يا رعاك الله في التصوير القرآني لكلمة..
*(الضعفاء)* و *(الضعفؤا)*
واستعمالها لوصف أدق التفاصيل البيانية لحال الضعف البدني والضعف المعنوي..!!
لتجد الإعجاز العظيم.. للقرآن الكريم..!!
*فما الفرق بين رسم (الضعفاء).. ورسم (الضعفؤا) في القرآن الكريم*..؟؟
*وردت لفظة ( الضعفاء ، الضعفؤا ) في القرآن الكريم أربعُ مرات*.
*مرتين مرسومتين بألف ثم همزة..*
*( الضعفاء )*
*ومرتين بهمزة مرسومة على واو*
*(الضعفؤا)*
*فأما المرتين الأوليين ففي الآيتين الكريمتين*
أما الآية الأُولى :-
*(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ..(ضُعَفَاءُ).. فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ*
آية (266) سورة البقرة..
وأما الآية الأخرى :-
*(لَّيْسَ عَلَى ..(الضُّعَفَاءِ).. وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)*
آية 91 سورة التوبة..
وبملاحظة الآيتين الكريمتين :
*نجد أن (الضعف) فيهما هو ضعف ( بدني )*..
وُصِفَ به صغار السِّنِ في الآية الأولى.. وَوُصِفَ به كبار السِّنِ وصغارهم في الآية الثانية..!!
كما أن الحال التي تصف هؤلاء جميعاً.. هي حالهم في الدنيا..!!
أي أن الآيتين تتحدثان عن..
*( وضع دنيوي)*
وأما المرتين الأخريين ففي الآيتين الكريمتين..
الآية الأُولى :-
*(وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ (الضُّعَفَؤا) لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ)*
آية 21 سورة إبراهيم..
وأما الآية الثانية :-
*( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ (الضُّعَفَؤاُ) لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ)*
آية 47 سورة غافر..
وبملاحظة هاتين الآيتين الكريمتين:-
*نجد أن الضعف فيهما هو ضعف (معنوي).. ضد الإستكبار في الأرض.. حيث يصف أناساً ضعافاً تابعين لأناس مستكبرين وراضين عن انقيادهم لهؤلاء المستكبرين*..
*كما أن الحال التي وردت في الآيتين تصف وضعاً أخروياً*..
من خلال ذلك.. نستطيع أن نفهم أن كلمة (ضعفاء) لا تحمل نفس معنى كلمة (ضعفؤا ) بدقة..!!
رغم أنهما مشتقتين من جذر واحد..
ورغم أنهما تلفظان بصوت واحد..!!
ولكن الرسم القرآني ميز بينهما لتميز المعنى الدقيق لكلتيهما..
*(الضعفاء).. هم ضعاف البدن.. لسبب الطفولة أو كبر السن..*
*و(الضعفؤا ).. هم ضعاف الحيلة.. التابعون للمستكبرين..*
*إذا بالألف والهمزة*
*يكون الضعف بدني دنيوي..!!*
*وبالواو وعليها الهمزة*
*يكون ضعفاً معنوياً أُخروياً..!!*
سبحان الله ما أعظم دقة القرآن الكريم..!!
كيف لا وهو منزل من لدن حكيم خبير..!!
أسأل الله العظيم.. أن يفقهنا في ديننا.. ويلهمنا رشدنا.. ويجعل لنا من لدنه سلطاناً نصيرا..
اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين..