مقالات
قراءة في قصّة الكوكب الأحمر للكاتبة روز اليوسف شعبان. _سجى مشعل.
تتناول القصّة حكايةَ طفلة اسمها نور ذات العقل المفعم بالنّور والأمل والخيال؛ فنور باحثة في خيالها محلّقة في أحلامها وصولًا إلى كوكب المرّيخ الأحمر، تلك الفتاة الرّاغبة في معرفة واستكشاف المجهول من خلال أحلام يقظتها ودافعيّتها الكبيرة للوصول إلى ما وراء الأشياء واستكشاف جديد المجاهل، حيث إنّها وخلال القصّة وبصفتها شخصيّة رئيسة تسرد للأطفال مجريات الواقع على لسانها كانت تفكّر في سؤال وجوديّ “هل توجد حياة على كوكب المرّيخ الأحمر جميل المنظر واللّون من بعيد؟”، فوصلت إليه في أحلام يقظتها حاملة معها تكنولوجيا عصرها “chat gpt” ليُجيبها عن أسئلتها، ولتستطيع أن تبني بينها وبين الكائن الّذي يعيش على ذلك الكوكب “الرّوبوت”، ولتصل إلى إجابة مفادها أنّ الكوكب الأحمر بلا خراب أو دمار لأنّه يعجّ بالتّكنولوجيّا العصريّة الهادئة الأثر والّتي تُخالف الإنسان في أنّها تبني وتعمّر بلا آثار سلبيّة أو تلوّث أو تشويه أو تدمير للكوكب.
لإضافة بعض النّقاط النّاقدة:
١. برأيي تُعتبر القصّة من نوع المجاز الّذي يُغذّي فكرة ويخدمها.
٢. القصّة تشير إلى المنهج الرّومانسيّ بذكرها اللّون الأحمر، وأحلام القيظة، وبعض المفردات “قهقهة، نكتة”، ممّا يدلّ على الشّعور بالسّعادة.
٣. مستوى القصّة لغويًّا بنّاء وعالٍ؛ ممّا يرفع من مستوى الثّروة اللّغويّة والتّفكّر بالأشياء للقارئين مِن حَوْلِهم.
٤. ارتباط اسم الشّخصيّة الرّئيسة نور وانعكاسه على شخصيّتها النّيّرة الفضوليّة الباحثة كان واضحًا.
٥. ظهر عنصر الحوار عندما كان موظّفًا بين نور والرّوبوت الّذي يسكن المرّيخ، وبينها وبين والديها، وذلك لخدمة فكرة السّارد في سرده.
٦. الرّاوي يُعتبر راويًا عالمًا من بعيد لم يُستدلّ عليه بضمير المتكلّم إلّا أنّه عكس رؤاه على معالم شخصيّة الطّفلة.
٧. في رواية القصّة على لسان نور وإظهار طموحها استظهار كبير لنمذجة القدوة عند الأطفال؛ وليصيروا جزءًا مُفكّرًا بالأشياء من حولهم؛ فالأطفال عمومًا كثيرو السّؤال.
٨. لديّ بعض التّحفّظات في جعل التّكنولوجيا خاصّة تشات جي بي تي مرجعًا معرفيَّا أساسًا؛ حيث إنّه في كثير الأحيان يُخطئ في توجيه المعلومات، ما عدا ذلك كان واضحًا في إسقاط المعرفة عن طريق حوار مع ذاتها، ومع الرّوبوت، ووالديها.