مقالات

قراءة في كتاب

د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب

القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (20)
بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة-
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
* العهد القديم (9)
نستمر مع قراءتنا للكتاب الذي بين أيادينا ونتناول في هذه المقالة: (تاريخ خلق العالم وتاريخ ظهور الإنسان على الأرض)
– يؤكد بوكاي أن معطيات العهد القديم بخصوص تاريخ العالم وتاريخ ظهور الإنسان على الأرض أن هناك إشارات دقيقة جدًا عن الزمن الذي كان بين آدم وإبراهيم، وأما بالنسبة للفترة الممتدة من إبراهيم وحتى العصر المسيحي فإن المعلومات غير كافية ولا بد من استكمالها بالاستعانة بمصادر أخرى، وهذا يعني أن الأجوبة على هذا الأساس غير كافية إذا ما أردنا الاعتماد عليه من العهد القديم (التوراة) كمصدر.
– يورد هنا بوكاي جدول مفصّل من أنساب إبراهيم -عليه السلام- بدايةً من آدم -عليه السلام- وحتى مولد إبراهيم -عليه السلام- ويحدد الجدول السنة التي وُلد فيها إبراهيم وهي العام: (1948) سنة بعد خلق الله لآدم -عليه السلام-، ويحدد الجدول أيضًا مدة كل سلسلة الأنساب من آدم وحتى إبراهيم، وبالتحديد كم عاش كل واحدٍ منهم ابتداءً من آدم مرورا بشيت، ثمّ أنوش وقينان ومهلئيل.. حتى تارح وآخيرًا إبراهيم -عليه السلام- المصنف حسب التوراة رقم عشرين في السلسلة، حيث وُلِد في العام: (1948) وعاش، (175) وتوُفيَ في العام (2123) بعد خلق آدم -عليهما السلام-؛ (المادة ص: 50.51).
-أما من إبراهيم -عليه السلام- وحتى العصر المسيحي فيقول بوكاي: “لا تُعطي التوراة عن هذه الفترة أية معلوماتٍ حسابية من شأنها أن تقود إلى تقويمات دقيقة كتلك التي يعطيها سفر التكوين عن أسلاف إبراهيم، ولكي نقدّر الزمن الذي يفصل بين إبراهيم والمسيح، علينا أن نستعين بمصادر أخرى، ويُحَدد حاليًا عصر إبراهيم بحوالي ثمانية عشر قرنًا (1800) سنة قبل الميلاد وبهامش خطأ صغير؛ – كما يقول بوكاي- وهذه المَعلومة المؤلفة من إشارات سفر التكوين عن الفترة الزمنية التي تفصل بين ابراهيم وآدم تقود إلى تحديد تاريخ هذا الأخير (آدم) بحوالي ثمانية وثلاثين قرنًا (3800 عام) قبل مولد المسيح، وهذا التقدير خاطئ بلا جدال، وخطؤه يأتي من الغلط الذي تحتويه التوراة، عن المدة بين آدم وإبراهيم التي يعتمد عليها التراث اليهودي دائمًا لتحديد تقويمه، ويُضيف بوكاي نتيجة مفادها: “ونستطيع في عصرنا أن نعارض الحُماة التقليديين لحقيقة التوراة باستحالة اتفاق المعطيات الحديثة مع هذه التقديرات الوهمية التي عملها الكهنة اليهود في القرن السادس قبل الميلاد، ولقرونٍ طويلة تم استخدام هذه التقديرات كقاعدة لتحديد أحداث العصر القديم بالنسبة للمسيح” -عليه السلام- ؛ (المادة حتى ص: 53).
أما ما يخصّ طوفان نوح -عليه السلام- فسوف نستعرضه في مقالة الغد بمشيئة الله تعالى فكونوا على موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1609)
13. ذو القعدة. 1445 هـ

د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق