الرئيسيةمقالاتمنظمة همسة سماء

“دور الإعلام في مواجهة الشائعات ” شاهد الفيديو

بقلم : الدكتورة فاطمة ابوواصل اغبارية

المقدمة

في عصر الانفجار المعلوماتي وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الشائعات واحدة من أخطر الظواهر التي تهدد استقرار المجتمعات. فبمجرد ضغطة زر، يمكن أن تنتشر المعلومة الخاطئة بسرعة البرق لتصل إلى ملايين الأشخاص، مسببة أزمات نفسية واجتماعية واقتصادية وحتى سياسية. وهنا يبرز الدور المحوري للإعلام المسؤول، الذي يتحمل مهمة فرز الحقائق من الأكاذيب، وحماية المجتمع من تأثير الشائعات المدمّر.

ما هي الشائعة ولماذا تنتشر؟

الشائعة هي معلومة غير مؤكدة أو ملفقة، غالبًا تُنشر بغرض إثارة البلبلة أو تحقيق أهداف خفية. ومن أسباب انتشارها:

سهولة الوصول لوسائل النشر الرقمية.

ضعف الوعي الإعلامي لدى الجمهور.

الرغبة في الإثارة وجذب الانتباه.

استغلال الشائعات كأداة سياسية أو اقتصادية.

دور الإعلام في مواجهة الشائعات

1. التحقق من المصادر:الإعلام المهني لا ينشر أي خبر إلا بعد التأكد من صحته عبر مصادر رسمية وموثوقة.

2. نشر المعلومات الصحيحة بسرعة:لأن ترك فراغ المعلومات يعطي مساحة للشائعات بالانتشار.

3. توضيح الحقائق والتصحيح:من خلال نشر بيانات تفنّد الشائعات وتكشف زيفها للجمهور.

4. التوعية الإعلامية:عبر برامج توعية وتعليم الجمهور كيفية التمييز بين الأخبار الصحيحة والمزيفة.

5. التعاون مع الجهات الرسمية:لنشر الحقائق وتقديم أدلة تدحض أي معلومات مغلوطة.

6. تعزيز الثقافة النقدية:وتشجيع الناس على التحقق قبل مشاركة الأخبار عبر وسائل التواصل.

أمثلة على دور الإعلام الفعّال

في أوقات الأزمات مثل الأوبئة أو الكوارث الطبيعية، كان للإعلام دور مهم في كشف الشائعات المتعلقة بعلاجات وهمية أو أخبار كاذبة عن الوضع العام، حيث ساهم الإعلام الرسمي في تصحيح المعلومات وتوجيه الجمهور نحو السلوكيات الصحيحة.

الخاتمة

يبقى الإعلام سلاحًا ذو حدين، فإما أن يكون أداة بناء ووعي، أو يصبح وسيلة لتضليل الجمهور إن فقد مصداقيته. لذا، فإن مكافحة الشائعات ليست مسؤولية الإعلام وحده، بل هي مسؤولية مشتركة بين الإعلاميين والجمهور، من خلال نشر الوعي والتدقيق في كل ما يُتداول. الإعلام المسؤول هو خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من الفوضى المعلوماتية وصناعة وعي حقيقي قائم على الحقائق

إغلاق