مقالات

قراءة في كتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (15)

بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
* العهد القديم (4)
– توقفنا في مقالة الأمس عند التعريف بأسفار موسى الخمسة (أو التوراة)، وتعني المُؤَلَّف الذي يتكون من خمسة أجزاء وهي: سِفرُ التكوين، وسفرُ الخروج، وسِفر اللاويين، وسِفر العدد، وسِفر التثنية، وهي الأسفار التي يتشكّل منها العهد القديم الذي يقع في تسعٍ وثلاثين مجلّدًا، وتعني كلمة توراة: (الناموس) وتتناول هذه المجموعة من النصوص أصل الكون حتى دخول الشعب اليهودي، وتستخدم حكاية هذه الأحداث كإطار لعرضِ التدابير الخاصة بالحياة الدينية والحياة الاجتماية لهم.
– ظلّت اليهودية والمسيحية لقرونٍ طويلة تعتبران أن موسى -عليه السلام- هو الذي كتب التوراة.. أما اليوم فقد هُجِر هذا القول تمامًا، والجميع يتفق على هذه النقطة، ولكن هذا لا يمنع أن العهد الجديد؛ مجموعة الأناجيل- تنسِب إلى موسى هذه الكتب..؛ ويناقش بوكاي هنا مجموعة من النصوص التي تتناقض مع نفسها لاختلاف لغة الكتابة، ويقول: الرافض الوحيد لقبول هذه الروايات هو ما جاء في القرن السادس عشر حين أشار، (كارلتشاد) الى استحالة ان يكون موسى -عليه السلام- هو كاتب هذه الأسفار الخمسة إذ كيف يكتب عن نفسه كيف مات؟؟ ويقول د. سيمون: “أن هناك صعوبات خاصة بتسلسُل الأحداث والتكرارات وفوضى الروايات وفوارق الأسلوب في أسفار موسى الخمسة”؛ -لقد أثار الكاتب الناقد ضجة وسخطا ولم يتابع أحد حجة الدكتور سيمون تقريبًا- وهي أن مراجع العصور القديمة في كتب التاريخ في بداية القرن الثامن عشر كثيرًا ما تستعين ما نُسب إلى موسى أنه هو الذي كتب الأسفار الخمسة.
– ويستمر بوكاي في مناقشة ما تم تناوله على مدار قرون من التناقضات التي حوتها الأسفار الخمسة ويقول بالحرف: ” وبهذا يتضح أن تكون أسفار موسى الخمسة من أقوالٍ موروثة مختلفة جميعها بشكل يقِل أو يزيد حذفًا” ويضيف بوكاي: أن محرّرون أو كاتبون- وضعوا تارة ما جمعوه جنبًا إلى جنب، وطوْرًا غيّروا من شكلِ هذه الروايات بهدف إيجاد وحدةٍ مُركبة تاركين للعَيْن أمورًا غير معقولة ولا مقبولة، وأخرى متنافرة كان من شأنها أن قادت المُحدَثين إلى البحث الموضوعي عن المصادر”… والبقيّة تأتي في مقالة الغد إن شاء الله.
– مقالة رقم: (1604)
08. ذو القعدة. 1445 هـ

د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق