الرئيسيةمقالاتمنظمة همسة سماء

مكانة وواقع المرأة في الإسلام مقارنة مع مكانة المرأة في الحضارات القديمة مقارنة حالها في ظلِّ الإسلام مع حالها في ظلِّ الحضارات والأديان الأخرى، ولاسيّما الحضارات والأديان الشرقية التي أورثت العرب والمسلمين الكثير من عاداتها وتقاليدها.( الجز الرابع )

فاطمة ابوواصل إغبارية

مكانة المرأة في الشرائع الجزء الرابع
===============
مكانة المرأة في الديانة المسيحية:
======================

يرى النصارى أن المرأة باب من أبواب الشيطان، وأنها يجب أن تستحي من جمالها لأنها سلاح إبليس للفتنة والإغراء، وأن المرأة ينبوع المعاصي، فهي للرجل من أبواب جهنم (.وقداعتبرترتليانوس أحد كبار القساوسة أن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، وإنها دافعة بالمرء إلى الشجرة الممنوعة، ناقضة لقانون الله، ومشوهة لصورة الرجل. كما صرح الرسول بولس بأن المرأة منبع الخطيئة، وأصل كل شر، وراء كل إثم ومصدر كل قبيح، وفي المجمع المسيحي نيكون عام 586 م خلص النصارى فيه إلى أن المرأة جسد به روح دنيئة، خالية من الروح من الناجية، واستثنوا مريم عليها السلام فقط لأنها أم المسيح عليه السلام.

مكانة المرأة في الإسلام:

لقد جاء الإسلام لرفع الظلم والاضطهاد عن المظلومين، فقد جاء بالتـشريع العـادل المنصف لكل الأفراد، فالرجال والنساء فيه سواء، فالإسلام حفظ للمرأة حقوقها التـي سـلبت منها، وأعاد لها مكانتها التي خلقها الله سبحانه وتعالى من أجلها، فالإسلام قد أرسـى وثبـت للمرأة العديد من القواعد والمبادئ التي تكفل لها العيش بأمـان
وطمأنينـة، وتـتلخص هـذه المبادئ فيما يلي:
المساواة مع الرجل في الإنسانية:

يقول تعالى: (يا أَُّيَها الَّناْس اَتُقواَ رَبُكْم الِّذيَ خلََقُكْمِ مْنَ نْفسَ واِحَدًة ﴾(النساء،
الآية1)،
فالمرأة في الإسلام من الجانبٍ الإنساني مخلوق كالرجل تماماً لا يختلفان، فهما فـي الثـواب والعقـاب سواء، وليس لأحدهما فضل على الآخر بسبب النوع أو الوظيفة؛ لأن
هذا أمر قد قدره الله لـه أو عليه وليس للبشر فيه دخل.. دفع عنها اللعنة التي كان يلصقها بها رجال الدًيانات السابقة: فلم يجعل ًعقوبة آدم بالخروج من الجنة ناشئا منها وحدها، بل منهما معا، وقد جعـل المـسؤولية مشتركة بينهما يقول تعالى:« َفأََزلَُهَماالَشْيَطاُن َفأَْخَرجُهَما ِمَّما َكاَنا ِفيِه»(البقرة، الآية 36)، وقال عن :توبتهما ﴿ َقا َلا َ
ر َبنا إِ َّنا َظلَمنا أَ ْنفسنا إِ ْن لَْم َتْغِفْرلََنا َوَتْرَحْمَنا لََنُكوَنَّن
ِمَن الَخاِسِريَن﴾(الأعراف

المرأة عند العرب قبل الإسلام:

إن المرأة عند العرب في الجاهلية الأولى لم تلقى التكريم اللائق بها، بل كانت مهانة ومحتقرة، وقد كانوا يحرصون على كثرة إنجاب البنين في حين يكرهون ولادة الإناث، لأنهن لا يستطعن أن يمنعن الحمى، ولا فائدة منهن عندما تتأزم الأمور، وهن بعد ذلك هدف العدو. (
لذلك لاقت المرأة ألوانا من الظلم والاضطهاد والمهانة والإذلال منها:
* / وأد البنات: وقد شهد القرآن الكريم بهذا المشهد البغيض الذي كان ينتظر الأنثى ساعة ولادتها في قوله تعالى:

‎﴿ وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾ [ النحل: 58

‎يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓ ۚ أَيُمْسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُۥ فِى ٱلتُّرَابِ ۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ
سورة النحل،الآيات 59-58)،

ولم تكن مهانة المرأة تقف عند الوأد فقط، فقد كانت تشمل كل جوانب
حياة المرأة.
*الحرمان من المهر: فقد كانت تحرم من المهر، حيث كان الولي يأخذ المهر ولا يعطيها شيئا.
* تعدد الزوجات : وكان تعدد النساء بلا حدود ودون قيد أو شرط، فضلا عن الطلاق التعسفي وكذا الحرمان من الميراث في حالة الطلاق.
فهذه صورة بشعة لحالة المرأة قبل الإسلام عند العرب وغيرها من الحضارات القديمة، من تعذيب وقتل ووأد واحتقار، فقد تعرضت لمختلف صنوف الإذلال والحرمان.

قوله تعالى:﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
( النحل، الآية 97).
الترحيب بالأنثى منذ ولادتها: لقد اهتم الإسلام بالأنثى منذ الولادة، فأنقذها مما كانت فيه من ضياع وهوان، وسمى بهـا إلى مراتب عظيمة من التكريم، فبعد أن كانت تدفن وهي حية، جاء الإسلام مشنعاً على هـذه العادات السيئة، وحرم وأد البنات وقتلهن

(قوله تعالى: قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ( 140
. نظم قضية الطلاق وفق قيود وضوابط تمنع الظلم الواقع على المرأة: فقد جعل الإسلام للطلاق حداً لا يتجاوزه وهـو الثلاث، أما عند العرب في السابق فلـم يكن له حد يقف عنده، وجعل لإيقـاع الطلاق وقتاً محدداً، ولأثره عدة تتيح للزوجين العـودة إلى الصفاء والوئام، كما أنه حدد عدد الزوجات فجعله أربعاً، وكان قبل الإسلام لـيس مقيـداً بعدد معين.

الحق في الميراث: من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة
إعطاؤها حقها في الميراث بعد أن كانت محرومة منه قبل

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة222
فقال صـحابة رسـول الله صلى الله عليه وسلم: ما نصنع يا رسول الله، قال: اصنعوا كل شيء إلا النكاح «.

يتبع …الجزء الأخير من البحث

المرأة في الإسلام أهل للمسؤولية الكاملة

=======================

المصادر :

مصطفى السباعي،1999،صص19-18)

أحمد الحصين، 1998، ص ص 25-24).

صفاء عوني حسين عاشور، 2005، ص20)،

‏Sulaimani F , 1986, p17

مجلة تافزا للدراسات التاريخية والأثرية، العدد 00 الصفحة 26

مصطفى السباعي، 1999، ص 29)

(مصطفى
السباعي، 1999، ص 29).

صحيح مسلم، ص 38

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق