الدين والشريعة
ﺩﺧﻞ رجل ﻋﻠﻰ ” ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ” ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺑُﻮﻳﻊَ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ” ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ” ﻋِﻈﻨﻲ ﻓﻘﺎﻝ :
لعويسي احمد
ﺩﺧﻞ رجل ﻋﻠﻰ ” ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ” ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺑُﻮﻳﻊَ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ” ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ” ﻋِﻈﻨﻲ ﻓﻘﺎﻝ :
ﺃﻋﻈُﻚ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻡ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ؟
ﻗﺎﻝ : ﺑﻞ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ .
ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ !
ﺇﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺃﻧﺠﺐ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻟﺪﺍً ﻭﺗﺮﻙ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ًﻛُﻔّﻦَ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ، ﻭﺍﺷﺘُﺮﻱَ ﻟﻪ ﻗﺒﺮ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭَﻭﺯّﻉ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ .
ﻭﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻧﺠﺐ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻟﺪﺍً ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﻞّ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﻒ ﺍﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ . ( ﺍﻱ ﻣﻠﻴﻮﻥ )ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ :
ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ، ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﻤﺎﺋﺔ ﻓﺮﺱ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﺘﺴﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﻮﺕ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻛﺖ ﻷﺑﻨﺎﺋﻚ ﻳﺎﻋﻤﺮ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻬﻢ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻦ ﺃﺗﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻓﺘﺄﻣﻞ …
ﻛﺜﻴﺮاً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﻌﻰ ﻭﻳﻜﺪ ﻭﻳﺘﻌﺐ ﻟﻴﺆﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺃﻣﺎﻥ ﻟﻬﻢ ، ﻭﻏﻔﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: (ﻭَﻟْﻴَﺨْﺶَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﻮْ ﺗَﺮَﻛُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺧَﻠْﻔِﻬِﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺔً ﺿِﻌَﺎﻓًﺎ ﺧَﺎﻓُﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻓَﻠْﻴَﺘَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻟْﻴَﻘُﻮﻟُﻮﺍ ﻗَﻮْﻟًﺎ ﺳَﺪِﻳﺪًﺍ ) .
ﺫُﻛِﺮَ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺒﻜﻲ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ: ما ﻳﺒﻜﻴﻚ؟
ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺛﻴﺎﺑﺎً ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺭﺗﺪﻱ ﺛﻮﺑﺎً ﻗﺪﻳﻤﺎً !! ﻓﺘﺄﺛﺮ ﻋﻤﺮ ﻟﺒﻜﺎﺋﻬﺎ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺯﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺮﻑ ﺭﺍﺗﺒﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﺯﻥ : ﻭﻟﻢ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ؟ ﻓﺤﻜﻰ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺯﻥː ﻻ ﻣﺎﻧﻊ، ﻭَ ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺯﻥ : ﺃﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻟﺘﻌﻤﻞ ﺑﺎﻷﺟﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪ ﺻﺮﻓﻪ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻓﺘﺮﻛﻪ ﻋﻤﺮ ﻭﻋﺎﺩ ،
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ : ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺼﺒﺮﻭﻥ ﻭ ﻧﺪﺧﻞ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﺃﻡ ﻻ ﺗﺼﺒﺮﻭﻥ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺃﺑﺎﻛﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺼﺒﺮ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ !
{ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ:
ﺍﻟﺨﺎﺯﻥ … ﻭ ﻋﻤﺮ … ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﺮ } ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﺤﻘﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ﺍﻣﻴﻦ
ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﻫﻲ :
1- ﺍﻟﺸﻜﺮ [ ﻟﺌﻦ ﺷﻜﺮﺗﻢ ﻷﺯﻳﺪﻧﻜﻢ ]
2 – ﺍﻟﺬﻛﺮ : [ ﻓﺎﺫﻛﺮﻭﻧﻲ ﺃﺫﻛﺮﻛﻢ ]
3 – ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ : [ ﺍﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ ]
4 – ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﺬﺑﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻭﻥ ].