مكتبة الأدب العربي و العالمي
المستودع / الجزء الثالث
وأمنيتي الوحيدة هو ان أقتله بيديّ هاتين !! .. (وتنهّد بحزن) ..ليتني املك الشجاعة لفعل ذلك
ديفيد : اهدأ يا صديقي , سأحاول حلّ مشكلتك قريباً .. وماذا عنكِ؟
– اسمي جاكلين .. قد تكون مشكلتي بسيطة امام مصائبكم .. فأنا اعاني من الإهتمام الزائد لعائلتي , خاصة بعد نجاتي من السرطان في طفولتي ..ومن يومها ووالدتي تقرّر نوعيّة طعامي ..ويختار والدي اصدقائي وستايل ملابسي والكثير من القوانين الأخرى .. واعتقد إنه أبلغ الشرطة عن اختفائي , لأني تسلّلت الى هنا من نافذة غرفتي , حيث اعتاد على قفل باب منزلنا مساءً.. (ثم سكتت قليلاً).. ماذا عنك سيد ديفيد , ماهي قصتك ؟
ديفيد بنبرةٍ حزينة : معاناتي بدأت منذ ان أخبرتني امي بأن جدي اللعين هو والدي
الجميع : لم نفهم !.. ماذا تقصد ؟
ديفيد : الم تسمعوا بقصة الجد الذي احتجر حفيدته بقبو منزله لعشرين سنة , وانجب منها ولدين ..مات احدهم بالربو الذي اصابه من رطوبة القبو , اما الثاني فبقي حياً
جاكلين : هل هو انت ؟!
ديفيد بقهر : نعم .. ورغم ان جدي خرج من السجن قبل سنتين , الا ان حبسه ل20 سنة لم يُشفي غليلي , خاصة بعد انتحار امي لمعاناتها الطويلة مع الإكتئاب
داني : وماذا فعلت به ؟
ديفيد : تعالوا معي
وأخذهم الى قبو المستودع .. وحين انار الضوء , وجدوا عدة رؤوس مقطوعة داخل مرطبانات بها محلولٍ كيميائيّ .. فارتعبوا جميعاً !
ديفيد : رجاءً لا تخافوا
فسألته الهندية بفزع : هل هذا العجوز هو رأس جدك ؟!
ديفيد : نعم .. مع انه اعطاني كل ميراثه الضخم , الا ان ذلك لم يكفي لأسامحه .. وبإحدى الليالي راقبته , فوجدته يتجوّل وحده داخل الغابة القريبة من كوخه .. ولا ادري ما كان يفعله هناك مساءً ! الا انني هجمت عليه , وطعنته بوحشيّةٍ شديدة .. وبالنهاية قطعت رأسه ووضعته في المرطبان , ودفنت بقية اشلائه بأماكن مختلفة بالغابة .. وكما توقعت لم يلاحظ احد اختفائه , لأنه كان مكروهاً من مجتمعه .. وهذه كانت اول جريمة ارتكبتها في حياتي , إنتقاماً للروح أمي وأخي
فقال له داني : بصراحة لا الومك , فأنا احلم دوماً بالإنتقام من جاري المتحرّش .. لكن عندي سؤال .. من هم اصحاب الرؤوس الأخرى ؟
ديفيد : هذا رأس متنمّرٍ لعين في جامعتي , قتلته بعد ان أطلع الجميع على قصة هويتي المزوّرة التي أعطتني إيّاها الشرطة بعد انتهاء قضية جدي.. وبسببه تعرّضت لسخرية الطلّاب ونظراتهم المستفزّة طوال مراحل دراستي .. اما هذه , فهي رأس حبيبتي الأولى التي خانتني .. وبجانبها رأس عشيقها الذي كان يوماً صديقي المقرّب .. وهاهي قصتي باختصار
الفتاة الهندية بخوف : لحظة سيد ديفيد ! .. صحيح اننا نكره اهالينا , لكننا لا نفكّر ابداً بقتلهم
الجميع : هذا صحيح
ديفيد : الأمر يعود لكم
جسيكا بقلق : يعني لن تُجبرنا على ذلك !
ديفيد : مطلقاً , انتم احرار بقراراتكم ..
آدم : اذاً لماذا جمعتنا هنا ؟
ديفيد : لنتشارك قصصنا سويّاً .. فربما حينما تسمعون قصتي البائسة , ستهون عليكم مصائبكم .. والآن دعونا نصعد الى فوق
***
لكن فور صعودهم , حاولت جاكلين الهرب من المستودع بعد ان أخافها جنونه..
وما ان وضعت يدها على البوّابة , حتى صُعقت بالكهرباء .. وظلّت تصرخ وتتلوّى الى ان ماتت مُتفحّمة الذراع , وسط دهشة الجميع !
من قصص حكايا العالم الاخر