يعرف (داود، 2020، ص16) الإدارة الذاتية بأنها المدخل الإداري الذي يقوم على وضع مهام الإدارة المدرسية على أساس ظروف المرسة ذاتها وسماتها واحتياجاتها، وبذلك يصبح أعضاء الإدارة المدرسة أكثر استقلالية ومسؤولية واستجابة في استخدام الموارد لحل المشكلات وتنفيذ الأنشطة التربوية الفعالة في تطوير المدرسة على المدى القريب والبعيد.
ويعرفها (الفايز والتميمي، 2018، ص239) بأنها طريق صياغة مهام الإدارة المدرسية وفق ظروف المدرسة ذاتها، وسماتها، واحتياجاتها، وبذلك يصبح أعضاء مجلس إدارة المدرسة أكثر استقلالية، ومسؤولية في توظيف الموارد المتاحة لحل المشكلات وتفعيل الأنشطة التربوية الفاعلة لتطوير المدرسة على المدى البعيد.
كما ويعرفها (عرار، 2022، ص199) بقدرة المدرسة على إدارة شؤونها، والتحكم بإمكاناتها البشرية والمادية في جو من التشارك والتعاون بين جميع العاملين بالمدرسة والمجتمع المحلي بهدف ارتقاء مستوى العملية التعليمية وتحسين أداء المدرسة.
تتمثل أهمية الإدارة الذاتية في زيادة التفاعل بين المدرسة والمجتمع المحلي، من خلال إيجاد بدائل جديدة للتمويل، والاستثمار في تدريب المعلمين أثناء الخدمة، وتعزيز التدريس في مؤسسات المجتمع المحلي، والتدريب فيها باعتبارها بيوت للخبرة المهنية والفنية وسهولة توصيل مصادر تعلم إضافية، كما أنها تساعد المدرسة للمنافسة على مستوى المناطق المحلية مع المدارس الأخرى من أجل الامتياز والتفوق. وتعد الإدارة الذاتية للمدرسة مدخلاً إدارياً يمكن لأعضاء الإدارة المدرسية، ويوفر لهم المناخ الإبداعي اللازم من أجل المشاركة في اتخاذ القرار، وتأسيس مهامها طبقاً لظروفها واحتياجاتها، وبذلك يصبح أعضاء المدرسة أكثر استقلالية ومسؤولية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمناهج الدراسية، والتنمية المهنية، وتوزيع الموارد البشرية والمادية في المدرسة (الفايز والتميمي، 2018، ص240).
للإدارة الذاتية مجموعة من الأهداف وهي كما يذكر (الشرفا وعوض الله، 2022، ص105) كالتالي:
تقوم الإدارة الذاتية على مجموعة من الأسس والمبادئويشير (شلش، 2021، ص127) إلى أهمها:
من معوقات تطبيق إدارة الذات في الإدارة المدرسية يذكر (الجمل، 2021، ص30) ما يلي:
أداة قوية وتربوية تمكّن من إدارة ومراقبة الميزانيات المرنة المتاحة للمدرسة، ويحتوي النظام على الخدمات التي يجب أن توافق عليها السلطة / الملكية. عند الدخول إلى النظام، كما يمكن عرض الخدمات التي ترغب فيها المدارس لتلقي الموافقة.
في ما يلي معلومات أساسيّة لتخطيط الميزانيّة لمنظومة غيفن:
في السنة الدراسيّة 2021/ 2022 شكّلت منظومة غيفن منصّة لتخصيص ميزانيّات مرنة مثل: الاحتواء والدمج، وميزانيّة بيداغوجيّة بالشيكل في المرحلة الإعداديّة، بالإضافة إلى الميزانيّات الخاصّة لسنة الكورونا مثل “באים בטוב” و”تقليص الفجوات (צמצום פערים)”. وقد تم إدارة كلّ ميزانيّة وفقًا لقواعد وجداول زمنيّة مختلفة، واعتبارًا من السنة الدراسيّة 2022/2023 سيتمّ تشغيل منظومة غيفن بصيغة جديدة، وفقًا لقانونيّة عرضيّة ومنظّمة، حيث ستدير المدارس في المنظومة ميزانيّات أكثر أهمّيّة وأكبر، إذ تُدار الميزانيّة الإجمالية التي تحصل عليها المدارس في ستّ سلال رئيسيّة، سيكون المدراء قادرين على تخصيص جزء كبير من الميزانيّة بمرونة لمختلف السلال التي يختارونها (باستثناء قسائم شراء في مختلف المجالات المتاحة للمدارس، مثل: الإنترنت، المضامين الرقميّة، برمجيّات الإدارة البيداغوجيّة وصيانة الحواسيب- والتي سيتمّ دمجها في السلال ولا يمكن تحويلها إلى حلول أخرى).
من أجل توسيع الميزانيّة المرنة المتاحة للمديرين وكإجراء لبناء الثقة، قرّرت الوزارة تخفيض النسبة المئويّة التراكمية الدنيا في السلال المختلفة في السنة الدراسيّة 2022/ 2023 من نسبة تراكميّة 36٪، كما هو مبيّن في منظومة غيفن حتّى الآن إلى نسبة تراكميّة 25٪، وبالتالي الزيادة الفعليّة للمرونة الإداريّة – المتعلّقة بالميزانيّة بالنسبة للمديرين.
وتتكوّن الميزانيّة الثابتة من عنصرين: الحدّ الأدنى للنسب المئويّة المحدّدة للسلال الستّ المختلفة والتي تصل إلى 25٪ من الميزانيّة، وقسائم شراء المخصّصة للنشاطات التي حدّدتها الوزارة على أنها ضروريّة مثل: خدمات الإنترنت وصيانة الحواسيب. وتؤكّد على أنّه ضمن الحدّ الأدنى المقرّر للسلّة، هناك قدر كبير من المرونة ومجموعة كبيرة من الخيارات، فرصيد الميزانيّة مرن تمامًا ويمكن تحويله بين السلال وفقًا لاحتياجات المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ قسائم الشراء تحسب لغرض حساب الحدّ الأدنى المطلوب في كلّ سلّة. ويُشار إلى الميزانيّة الثابتة في النظام باللون الأزرق، بينما يُشار إلى الميزانيّة المرنة باللون الأخضر.
قسائم الشراء هي ميزانيّات مخصّصة لنشاط معيّن مُلزم للمدرسة وفقًا لقرار الوزارة. وفي السنة الدراسيّة 2022/2023 تم تحديد سبع قسائم شراء: حلول في مجال الحوسبة، مثل: الإنترنت، وأدوات مايكروسوفت، صيانة الحواسيب، شراء برامج الإدارة البيداغوجيّة، الأدوات البيداغوجيّة، مثل: المضامين الرقميّة ومجمّع الأفلام القصيرة، تعليم موضوع الإسعافات الأوّليّة في الصفّ العاشر، وبرنامج المدرسة الثانويّة الافتراضية – للتلاميذ المستمرّين فقط، كجزء من الالتزام تجاه هؤلاء التلاميذ. وعلى ضوء الطلبات المختلفة ستتيح الوزارة للسلطات المحلّيّة والهيئات المالكة التي شغّلت في السنوات الماضية خدمات إنترنت وصيانة حواسيب في المدرسة بشكل حصريّ، وبناءً على مصادقة مدير المدرسة التوجّه حتّى 17.7 إلى لجنة الاستثناءات، ولغرض فحص إمكانيّة الاستفادة من قسائم الشراء للإنترنت وصيانة الحواسيب من خلال السلطة المحلّيّة أو الهيئة المالكة. وهناك موعد إضافيّ لتقديم الطلبات إلى لجنة الاستثناءات يحلّ في شهر كانون الثاني 2023. ستنشر الوزارة المعايير المتعلّقة بهذا الموضوع في أقرب وقت.
نظرًا للعدد الكبير من البرامج والحلول المتاحة في منظومة غيفن، فإنّ القاعدة التي يتم تنظيم المنظومة حسبها هي إتاحة الوصول إلى البرامج والحلول وفقًا لمرحلة التعليم والموقع الجغرافيّ، بحيث يمكن للمدرسة مشاهدة الحلول ذات الصلة بها فقط. ومع ذلك، فإن المدرسة التي تبحث عن حلّ محدّد من خلال البحث الحرّ ستكون قادرة على إيجاده حتّى لو لم يكن ذا صلة بمرحلتها التعليميّة أو موقعها الجغرافيّ. وسيكون من الممكن أيضًا إجراء بحث مدمج في المنظومة وفقًا للسلال والسلال الفرعيّة.
في منظومة غيفن، سيكون أصحاب وظائف السلطة المحلّيّة والهيئة المالكة قادرين على عرض خطّة عمل المدرسة، والمصادقة على النشاطات الواقعة ضمن مسؤوليّة السلطة المحلّيّة أو الهيئة المالكة، وعرض ميزانيّات المدرسة والسلطة المحلّيّة، بالإضافة إلى وضع خطّة عمل للسلطة المحلّيّة، وتقرير التنفيذ ومتابعة التخطيط مقابل التنفيذ. أما بالنسبة للأذونات في منظومة غيفن، حتّى اليوم، تم تحديد موظّفين (أصحاب وظائف) على أنّهم مخوّلون للاطّلاع على معطيات المدرسة والسلطة المحلّيّة في منظومة غيفن، وهم: مدير قسم التربية والتعليم في السلطة المحلّيّة، مدير وحدة الشبيبة، أمين الصندوق في السلطة المحلّيّة ورئيس السلطة المحلّيّة. نؤكّد على أنّ كلّ سلطة يمكنها توفير أذونات لمسؤولين إضافيّين.
تخصّص وزارة التربية والتعليم ميزانيّة غيفن للمدرسة، متضمنة ميزانيّة مشاركة السلطة المحلّيّة في إطار الآليّة المتّفق عليها في هذا الموضوع. نؤكّد على أنّ الميزانيّة الكاملة للمدرسة، بغضّ النظر عن مصادرها، تخضع لإدارة مدير أو مديرة المدرسة، وفقًا للقواعد المفصّلة هنا. يجب على مدير/ ة المدرسة استشارة المفتّش/ ة المسؤول/ ة عن المدرسة، مدير قسم التربية والتعليم في السلطة المحلّيّة و/ أو الهيئة المالكة للمدرسة كجزء من بلورة خطّة العمل المدرسيّة، بما يتلاءَم مع أهداف وزارة التربية والتعليم، مع الأخذ بعين الاعتبار البيداغوجيا في السلطة المحلّيّة. بالإضافة إلى ذلك، خلال السنة الانتقاليّة، يجب منح أفضليّة للحلول والاستجابات من السلطة المحلّيّة التي نُفّذت في المدارس خلال السنة الدراسيّة 2021/ 2022 والتي يوجد لدى السلطة التزام بمواصلة تشغيلها (مهنيّة أو حسب تعاقد).
دراسة أبو عرار (2022) بعنوان: معيقات تطبيق الإدارة المدرسية الذاتية من وجهة نظر مدراء مدارس بير السبع. هدفت الدراسة إلى التعرَف على معيقات تطبيقالإدارة المدرسية الذاتية من وجهة نظر مديري مدارس بيرالسبع، تم استخدام المنهج المسحي، وتم تصميم استبانةوزعت على عينة تكونت من (29) مدير ومديرة من مدراء المدارس الحكومية في بير السبع، وأظهرت نتائج الدراسة أندرجة معيقات تطبيق الإدارة المدرسية الذاتية من وجهة نظرمديري مدارس بير السبع بشكل عام جاءت بدرجة مرتفعة، كماتبين عدم وجود فروق إحصائيّة بين متوسطات تقديرات أفرادعينة الدراسة في معيقات تطبيق الإدارة المدرسية الذاتية تعزىإلى كل من متغير (الجنس، المؤهل العلمي، سنوات الخبرة(.
ودراسة نجار (2021) بعنوان: واقع ممارسة الإدارة المدرسية الذاتية لدى مديري مدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي من وجهة نظرهم. هدفت الدراسة إلى الكشف عن واقع ممارسة الإدارة المدرسية الذاتية لدى مديري مدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي في مدينة دمشق من وجهة نظرهم، تكونت عينة الدراسة من (80) مديراً ومديرة، تم تطوير أداة لقياس واقع ممارسة الإدارة المدرسية الذاتية لدى مديري المدارس وهي عبارة عن استبانة مكونة من خمسة مجالات موزعة على (38) فقرة، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن واقع ممارسة الإدارة المدرسية الذاتية لدى مديري مدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي جاء بدرجة متوسطة من وجهة نظرهم، وكان ترتيب مجالات الدراسة كالآتي: (المناهج وطرق التدريس، شؤون التلاميذ، شؤون المعلمين والعاملين، التمويل، المرافق المدرسية)، كما بيّنت نتائج الدراسة وجود فروق إحصائية في متوسط درجات استجابات أفراد العينة تبعاً لمتغير (الجنس) لصالح الذكور.
وكذلك دراسة شلش (2021) بعنوان: مستوى تطبيقالإدارة الذاتية ومعوقاتها في المدارس الحكومية فيفلسطين من وجهة نظر المديرين. هدفت الدراسة التعرف إلى مستوى تطبيق الإدارة الذاتية المدرسية في المدارسالحكومية في محافظة سلفيت وأهم معوقاتها في ضوء بعضالمتغيرات، وتكونت عينة الدراسة من (67) مديراً ومديرة،واستخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي، قام الباحث بإعداد استبانة مكونة من (57) فقرة موزعة على سبعةمجالات، وأظهرت النتائج أن مستوى تطبيق الإدارة الذاتية فيمحافظة سلفيت كان كبيراً على الأداة ككل، وبمستوى تطبيقمتوسط على مجالات تفويض الصلاحيات، وشؤون المعلمينوشؤون الطلبة، وجاءت بمستوى كبير على مجالي إدارة المعرفةوالمتابعة والمحاسبة، كما أظهرت عدم وجود فروق تعزى إلىمتغيرات الدراسة (الجنس، الخبرة).
وأيضاً دراسة (Ahmed, 2021) بعنوان: تطوير الإدارة الذاتية للمدارس الثانوية من وجهة نظر المدير. هدفت الدراسة إلى التعرف على تطور الإدارة الذاتية للمدارس الثانوية من وجهة نظر مديري المدارس. اعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي. وقد تكونت عينة الدراسة من (249) مدير ومديرة، وتم بناء استبانة تضمنت (36) فقرة موزعة على مجالات (الإعداد والترتيب، المبادئ والأهداف، القوانين والمشاركة والمسؤوليات ، التنفيذ، المتابعة والتقييم). وكشفت النتائج أن درجة تطور الإدارة الذاتية للمدارس الثانوية من وجهة نظر مديري المدارس في المجالات الأربعة كانت متوسطة، وهي نتيجة جيدة جداً في تطوير الإدارة الذاتية في المدارس الثانوية بمحافظة بغداد، وأن مجال التنفيذ والمتابعة والتقويم جاء في المرتبة الأولى ، يليه. مجال التحضير والترتيبات. أما مجال القانون والمشاركة والمسؤوليات فقد حصل على المركز الثالث يليه مجال المبادئ والأهداف في المركز الرابع.
بالإضافة إلى دراسة داود (2020) بعنوان: الإدارة الذاتية في المدارس الثانوية بمحافظات غزة وعلاقتها بمشاركة المعلمين في صنع القرار. هدفت الدراسة التعرفإلى واقع الإدارة الذاتية في المدارس الثانوية بمحافظات غزة وعلاقتها بمشاركة المعلمين في صنع القرار، وقد اتبعت الدراسةالمنهج الوصفي التحليلي، وقد بلغت العينة الكلية (355) معلماً ومعلمة من معلمي المدارس الحكومية بمحافظات غزة، وقد تماختيارهم بالطريقة العشوائية الطبقية حسب متغيرات (المديرية،والجنس)، واستخدمت الاستبانة كأداة لجمع البيانات. توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: أن الوزن النسبيلتقدير عينة الدراسة لواقع الإدارة الذاتية في المدارس الثانويةبمحافظات غزة من وجهة نظر المعلمين جاء بدرجة كبيرة، وكانترتيب أبعاد الاستبانة حسب أوزانها النسبية على النحوالتالي: جاء بعد (المحاسبية التعليمية) في المرتبة الأولى، يليهبعد (الاتصال وتدفق المعلومات) في المرتبة الثانية، ثم جاء بعد (المساءلة عن النتائج) في المرتبة الثالثة، يليه بعد اللامركزيةالسلطة/ تفويض الصلاحيات) في المرتبة الرابعة، وأخيراً حلَّبعدُ (التنمية المهنية للمعلمين) في المرتبة الخامسة، كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق إحصائية بين متوسطات تقديرات أفراد العينة من المعلمين تعزى لمتغيرات الجنس والمؤهل العلمي وسنوات الخدمة، وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية طردية موجبة بين متوسطات تقديرات عينة الدراسة لواقع الإدارة الذاتية في المدارس الثانوية بمحافظات غزة ومستوى مشاركة معلميها في صنع القرار.
يتبع الفصل الثالث من الدراسة