الرئيسيةالمنصة الدولية زووممنظمة همسة سماءنشاطات
بالفيديو / مداخلة إشراق كرونة – طالبة دكتوراه وأستاذة بجامعتيْ ليون الثالثة وباريس 8 / فرنسا.بعنوان ؛ اللغة العربيّة في أوروبا: “إشكاليّة التلقّي للناطقين بغيرها” عبر المنصة الدولية. الدنماركية همسة نت
ندوة: "اللغة العربية وجواز سفرها العالمي للناطقين بغيرها احتفاء باللغة العربية في يومها العالمي الموافق ل18/12/23
تحت إشراف منظمة همسة سماء الثقافة الدولية الدنماركية بالتعاون مع أقسام اللغة العربية في الجامعات الاوروبية والآسيوية والأفريقية نظمت منظمة همسة سماء الثقافة الدولية الدنماركية . مؤتمراً. دوليا ( للناطقين بغيرها ) وذلك يوم الإثنين 18-12-2023 الساعة 14:00توقيت الدنمارك 13:00 توقيت غرينتش
وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية تحت عنوان : ״اللغة العربية وجواز سفرها العالمي ״ على المنصة الدولية الدنماركية همسة نت
أهداف المؤتمر
يهدف هذا المؤتمر إلى جمع الخبراء والمهتمين في اللغة العربية للناطقين بغيرها ] لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار المبتكرة.من اجل اللغة العربية للناطقين بغيرها. وسُبل تطويرها والنهوض بها
نبذة عن السيرة الذاتية
الدكتورة إشراق كرونة / جامعة ليون الفرنسية / فرنسا 🇫🇷طالبة دكتوراة السنة الرابعة تدرس اللغة العربية في جامعتْين فرنسيتين هما جامعة ليون الثالثة وجامعة باريس 8
مقدمّة:
لا يخفى على أحدٍ اليوم أن اللغة العربية هي الأوسع انتشارًا في فرنسا ـ على الأقلّ ـ وهي البلد الذي أعيش فيه وأعمل في جامعتيْه أدرّس اللغة العربية وهما جامعة ليون الثالثة بالجنوب الفرنسيّ وجامعة باريس 8 في العاصمة.
لا نجانب الصواب إذا قلنا إنّ الإقبال على اللغة العربيّة هنا في فرنسا في تزايدٍ لاسيما في الجامعات. ولعلّ اللافت أنّ هذا الإقبال إقبالٌ متنّوع فنجد أعراقًا كثيرة تصطفُ في قسمٍ واحدٍ أملا في التزوّد بلغة الضادّ. بيد أنّ كثرة الإقبال لا يعني البتة أن تعلّمها أمرٌ سهل أو أن آليات الاشتغال عليها هنا في فرنسا على الأقلّ أمر يسير يساعد الطلاّب على تذليل صعوباتٍ كثيرة تعترض عمليّة التعلّم شأن أيّ لغةٍ.
وانطلاقا من تجربتي الفتيّة ـ ثلاث سنواتٍ متتالية في هذين الجزأين الجامعييْن ـ سأرصد في مداخلتي هذه ما أراه صعوباتٍ علينا العمل على تجاوزها في السنوات القادمة وإيجاد صيغٍ بديلةٍ:
1/ إنّ أوّل إشكالية اعترضتني كأستاذة تدرّس العربية هنا في فرنسا هو تعليم لغةٍ أصيلةٍ بلغةٍ هجينةٍ أو لغةٍ-وسيط أيّ الفرنسيّة: فمطلوب منّا أن يكون المتن الذي نعمل عليه أثناء الدرس متنا عربيًّا لكنّ التفاعل مع الطلاّب وتفسير المتن نفسه والتعليق عليه ثمّ التعامل مع أجوبتهم يكون باللغة الفرنسيةِ. وأعترف أنّ هذا التفصيل المهمّ أثار حفيظتي في سنتي الأولى إذ لم أستوعب: أنا الوافدة على فرنسا ولغتي العربية لغة أمّ – لم أستوعب كيف عليّ تفسير متن أختاره بالعربيةِ لكاتبٍ عربيّ ثم عليّ تفسيره إلى طلاّب سجّلوا في درسي من أجل تعلّم اللغة العربية بلسانٍ فرنسيٍّ. فنحن مثلا في تونس تعلّمنا لغتين إضافيتيْن إلى جانب العربيةِ وهما الفرنسيّة والإنجليزية ولم يكن الأساتذة يتواصلون معنا بغير هاتين اللغتين –فيما بعد تعلّمت الإيطالية مدّة سنتين وفي السنتين لم تتواصل معنا الأستاذتان إلاّ باللغة الإيطالية.
جدير بالذكر، أن تعلّم أيّ لسانٍ يستوجب الإلمام بمستوياتٍ خمسةٍ أوّلها الصوت ثمّ الصرف ثمّ المعجم والتركيب فالدلالة (وهي المقام الأوّل في المعنى) قبل أن نتحدّث عن “التداول”. فكيف أعلّم طلاّبًا اللغة العربية بمستوياتها الأربعة الأولى باللغة الفرنسية (الصوت والصرف والمعجم والتركيب) ثمّ أطالبهم باستيعاب الدلالة كما وردت في اللغة العربية؟
2/ صعوبة عميقةٌ:
لا تقف الصعوبة عند إشكالية التواصل بلسانٍ هجينٍ أو وسيطٍ عند ممارسة اللغة العربيّة أثناء تدرسيها أو التعويل على ذات الوسيط لإبلاغٍ مستوياتٍ متعدّدة من اللسان العربيّ. إنّ الصعوبة تتعمّق في المستوى الثاني من المعنى في اللغة العربية أو ما يُصطلحُ عليه “التداول”. وهو المقام والمجاز والاستعارة – التي سمّاها النقد القديم بالمعاني الثواني – فكيف أطالب متعلّما بإدراك جمالية مجاز أو استعارةٍ وقد أقصيت مستوياتٍ كثيرة أو مررت عليها مرور الكرام أو عوّلت على أنّها مكتسبات سابقة. وهنا ينبغي أن نتساءل إذا كان هذا المتلقّي قادرا على استعمال اللغة في مقامٍ بعينه والحال أنّه أدرك حواف هذا المقام من صوت وصرف وتركيب ومعجم بلغةٍ أخرى؟
وأعترف أن هذه التجربة كانت صعبة عندما اختبرتها مع فريق كان عليّ معهم أن أتعامل مع نصوص قديمة كثيرة تتعلّق بالنهضة العربية قبل 1940. من بين هذه النصوص، نصوص للكواكبي – عن طبائع الاستبداد ونصوص لفارس الشدياق (الساق على الساق) ونصوص لقاسم أمين فضلا عم مقالات لجورجي زيدان. لقد كان التعامل مع النصوص صعبًا من حيث طبيعتها أمام طلاّب لا يعرفون عن لغة الضاد إلا النزر القليل (أذكر على سبيل المثال لا الحصر صعوبة شرح الأبيات التي يختتم بها النصّ الشدياقيّ مثلا).
لقد كان عليّ أن أقرأ النصّ بالعربية ثم أشرح مفرداته الصعبة بالفرنسية ثمّ أمرّ إلى شرح المعنى الأوّل – الدلالة – قبل أن أقف عند المعنى الثاني – التداول – خاصّة ما يتعلّق بخصوصية الكتابة النثرية وتقاطعها مع حضور أبياتٍ من الشعر.
إنّ تعليم اللغة العربية في أوروبّا ـ وفي فرنسا ـ هدف محمودٌ غير أنّه يحتاج مراجعات كثيرةٍ فعملا بثنائية “القدرة والإنجاز” التي ضبطها نعوم تشومسكي علينا تطوير آليات الإنجاز لتصبح فتنمية القدرات من خلال ساعة واحدةٍ في الأسبوع أمر لا يكفي لتنمية الجهاز اللغوي للطلاّب فكيف إذا بقيت هذه القدرة يتيمة لا تردف “بإنجاز”. ونقصد بالإنجاز الممارسة والتمرين. فكلّ لسانٍ لغويٍ يحتاج إلى ممارسةٍ ليُكتسبَ.