منوعات

كل عام والإنسانية بخير من همسة سماء الثقافه بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني

يوافق يوم 19 أغسطس /اوت من كل عام اليوم العالمي للعمل الإنساني (World Humanitarian Day)، وقد أقرت الجمعية العامة في الأمم المتحدة هذا اليوم في عام 2008، لزيادة الوعي بالأنشطة والمساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون الدولي، وتكريم العاملين في هذا المجال.

وانعقدت أول قمة من نوعها في إسطنبول من شهر مايو 2016، وشارك في المؤتمر 60 رئيس دولة، من أجل مناقشة الخطط والأهداف، التي كان من أهمها تقاسم الابتكارات والاختراعات والممارسات التي تساعد في إنقاذ البشرية، والشعار لهذه السنة (2016) هو «إنسانية واحدة، مسؤولية مشتركة»، ولكن لسان الحال كما قال أحدهم: ما أكثر الناس، وما أندر الإنسان!!

وحسب إحصائيات هيئة الأمم، فهناك أكثر من 130 مليون محتاج للمساعدة الإنسانية بسبب الكوارث والأزمات والصراعات، ومنهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء والضعفاء.

المقصد من هذا اليوم هو التذكير بالوحدة الإنسانية في إطار التنوع، وضرورة احترام الاتفاقات الدولية، رفع مستوى الوعي بأهمية هذه القضية، وكذلك الحث على مبادرات لتقليص حجم المعاناة والتخفيف منها.

وربما من فضول القول: إن العمل الإنساني التطوعي هو عمل نبيل تحث عليه جميع الأديان السماوية بلا استثناء، كيف لا وهو يدل على عمق الرحمة والعطف على الضعفاء والفقراء والمهمشين وغيرهم الذين ألجأتهم الظروف والكوارث والحروب والنزاعات الى ذلك العيش المرير والتهجير.

الإنسانية من القضايا التي حرص الإسلام على التأكيد على أهميتها في كثير من النصوص والأدلة، بل تعدى ذلك ليشمل حتى الحيوانات والنباتات، فقد جاء في الحديث «في كل كبد رطبة أجر».

و جاء أيضا في ديننا العظيم والإنساني حديث مهم في هذا الجانب وهو «إن الله كتب الإحسان على كل شيء»، وقد كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد -رضي الله عنهما- بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض أي أهل الذمة، فقالا إن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرت به جنازة فقام فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال: أليست نفسا، ويكفي في هذا الجانب أيضا الشمولية في قوله سبحانه وتعالى: «ولقد كرمنا بني آدم».

أضف إلى ذلك أنه كان ومازال تقديم المساعدة للآخرين والعمل التطوعي يعد من أنبل الأعمال، وفوائده تتعدى المستفيدين منه إلى القائمين عليه، ولعل المجال لا يسمح بالقاء الضوء على الجانب الإيجابي في العمل التطوعي الإنساني بصورة موسعة، ولكن في عجالة هذه بعض ملامحها: الشعور بالسعادة والغبطة حين ترسم ابتسامة على وجه الضعفاء لينعكس ذلك على روحك ومعنوياتك يقول جبران خليل جبران: «لا قيمة لعطاء إن لم يكن جزءا من ذاتك».

ومن فوائد العمل الإنساني التطوعي تعلم العمل ضمن فريق، اكتساب مهارات وخبرات جديدة، خدمة للمجتمع، اكتساب صدقات ومعارف، والانتشار في بناء علاقات إنسانية متنوعة. وهو أيضا مجال رحب لاستقطاب الشباب في عمل مفيد ونافع يشغل بعضا من أوقاتهم، وينمي عندهم الشعور بالمسؤولية.

ومن فوائده أيضا أنه يخفف العبء على الحكومات والقطاعين العام والخاص من ناحيتين اقتصادية واجتماعية، ويساعد أكثر على التماسك بين فئات المجتمع المتعددة.

وربما من الاقتراحات أن يكون هناك معرض سنوي رسمي يعرض الأزمات والصراعات والكوارث الإنسانية التي يتعرض لها الإنسان عامة والعرب والمسلمون خاصة في مختلف بقاع الأرض ما قد يحرك النفوس لتقديم يد العون والمساعدة على مختلف الأصعدة سواء المادية أو المعنوية.

العمل التطوعي ينطلق من مبدأ تغيير حياة الناس للأفضل، وبالتالي حياتنا ككل، لأننا نحن جميعا نعيش على موارد مشتركة من ماء وهواء وغذاء وإذا لم يكن هناك تعاون وتفاهم أكثر، فسيكون هناك صرع أكبر!.

صورة ‏دعوه للسلام العالمي‏.
صورة ‏دعوه للسلام العالمي‏.
صورة ‏دعوه للسلام العالمي‏.
صورة ‏دعوه للسلام العالمي‏.
صورة ‏دعوه للسلام العالمي‏.

مقالات ذات صلة

إغلاق