خواطر
كن متيقنًا قبل الاقدام / اسماء الياس
الحقيقة سوف أدخل الجامعة حتى ادرس بعض عقول البشر. حتى أفهم عليهم أو يفهمون عليَّ. عندما كنت طفلة لم أكن استوعب بعض الشكليات من الأمور، لكن عندما تكونت لديَّ بعض الخبرة بأن البشر مخلوقات يجب أن تتعامل معها بحذر شديد، وإلا اصبت بمقتل منها.
لا أعلم لماذا أصبحنا نتوجس الريبة من الاختلاط ببعض البشر. هل لأننا فقدنا الثقة في البعض مما أثر ذلك سلبًا على نفسيتنا، وأصبحت ثقتنا شبه معدومة.
قالت لي أمي تعاملي مع الناس بحذرٍ شديد. لا تعطي سرك لأحد، حتى لو كان من أقرب المقربين، ربما يأتي يومًا وتنتهي صداقتكما. لهذا كوني أكثر حرصًا على نفسك من الوقوع بشباك المغرضين.
لهذا أتعامل مع أي شخص مهما كانت درجة قربه مني بحذر شديد. وحتى افهم نيته وحتى أبني ثقة بيني وبين ذلك الشخص. يتوجب عليَّ فهمه واستيعابه وترجمة ما يقول حتى يصلني الفهم المقروء. حتى لا أقع بالمحظور.
تجرأت وطلبت منه أن ينقلني للجهة الأخرى من النهر، الذي كان منسوب مياهه قد انخفض. مما أدى إلى تراجع مستواه، لكن مع عودة موسم المطر، عاد الأمل من جديد بعد أن يئسنا.
عادت الأمطار تهطل بغزارة مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في الأنهر والبحيرات، وكل التجمعات المائية. لكن تساقط الأمطار بهذه الغزارة أدى إلى حدوث فيضانات في الأماكن المنخفضة والأودية في جنوبي البلاد.
لذلك حذرت دائرة الأرصاد الجوية من الدخول إلى المناطق المنخفضة حرصًا على سلامة المواطنين.
والجدير بالذكر بأن التغييرات المناخية التي تحدث في عالمنا سببها الإنسان. لذلك وجب على الحكومات أن تكون حريصة على المناخ، والأفضل أن تعمل على انهاء الصراعات الدائرة في اغلب دول العالم. وتبدأ بإفشاء السلام، هذا ما نحتاجه، وتحتاجه البشرية جمعاء.
لأن عالمنا مثل الجسد الواحد “إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء”.
بعد أن وافق على نقلي بقاربه. سألته:
– كم تريد؟ حتى أكون على بينة من أمري.
– قال لي كم تدفعين خير وبركة.
ناولته المبلغ المتبقي معي: هذا كل ما لديَّ.
ابتسم وقال لي:
-رديها كنت امزح معك لا أريد سوى أن تكوني مرتاحة وواثقة لأني وجدتك خائفة ومترددة من الركوب معي على نفس القارب.
– لست بخائفة. لكن والدتي علمتني بأن لا أثق بأحد واكون حذرة بقدر المستطاع، لأننا نعيش في عالم مخيف. أمس اختطفت فتاة من أمام بيتها سبعة من الشباب اقتادوها لمكان منعزل واغتصبوها. وقبل فترة وجيزة وأمام عيني حدث شخص ما قام بإطلاق النار من مسافة قريبة على عابر سبيل. كنت بمقربة من المكان لكني اختبأت حتى هدأت الأحوال. عندما جاءَت الشرطة خرجت وشرحت للشرطة بأن من أطلق النار كان ملثمًا لم اتعرف على ملامحه.
أقفلت القضية لعدم توفر الأدلة.
لكن من ناحية أخرى أفكر بأن ليس كل البشر من نفس التركيبة جبلوا. لأن التربية هي التي تبلور شخصية الإنسان.
بعد هذا الحديث الذي دار بين خالد وسمر وصل المركب للجهة الثانية.
-أشكرك على كرمك وحديثك الذي أبعد عني الخوف من عبور النهر في مثل هذا الطقس الماطر والعاصف.
على فكرة اليوم تأكد لي بأن البشر فيهم الطيب الذي يعطي ولا ينتظر مقابل لعطاءه، مثلما يوجد أشخاص يتصفون بالطمع والخبث بين ثنايا أرواحهم.
أتمنى أن نلتقي بظروف أفضل ومكان تسوده المحبة والاخاء. رجاءً إذا احتجت أي مساعدة اتصل في، وناولته بطاقة دونَّ عليها الرقم والعنوان.
ذهب كلٍ منا بطريقه. فقد كنت مدعوة لحفل اقامته جمعية تعنى بسلامة البيئة والحفاظ عليها من كل الملوثات التي جعلت من فصل الشتاء ان ينقلب بقدرة قادر إلى صيف. والسبب الحروب التي دمرت وجه الحياة، وجعلتنا نعاني من التأثيرات السلبية والتي تسببت بتدمير طبقة الأوزون التي وظيفتها حماية سطح الأرض من الأشعة الضارة للشمس التي تسبب أضرارًا بالغة للإنسان وخاصة سرطانات الجلد.
كوني محاضرة في الجامعة أحاضر بموضوع البيئة والتلوث. تمت دعوتي حتى القي محاضرة بعنوان “حتى نحافظ على بيئة نظيفة ابدأ ببلدك”.
عند وصولي وجدت القاعة قد امتلأت بالحضور شيبة وشباب صبية وفتيان امتلأت فيهم المقاعد. وجدت نفسي أمام هذا الحشد الكبير، فأعاد لي الأمل بأننا على الطريق الصحيح. وأننا شعب “إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر له”.
قدمتُ المحاضرة بكل ثقة لأن الجمهور كان يصغي بكل جوارحهِ وقد تكلمت وشرحت عن التلوث الحاصل على كوكب الأرض. والسبب لم نصل بعد للنضوج بأن التأثيرات السلبية للتلوث يسبب بارتفاع درجة حرارة الأرض، مما يجعل كمية الأمطار تقل تتابعًا بكل الفصول القادمة، تشح الموارد المائية، المحصولات الزراعية تتأثر، الأنهر تجف، تكثر الأمراض والأوبئة، لا يعود بمقدور الإنسان مواجهة الأوبئة.
ويقع الإنسان في حيرة من أمره. الحل بكل بساطة أن نعمل من أجل افشاء السلام. وأن ندعم كل الحركات التي تدعو لنبذ الحروب، والتكاتف من أجل حياة خالية من العنف.
وأخيرًا مهما بلغ الإنسان من تقدم وتطور تكنولوجي، سيبقى ضعيفًا أمام جبروت الطبيعة.
لذلك اعمل على تحسين جودة الحياة يا انسان.