الثقافة هي عصب الامة ، ولبنة تكوينها الاساسية ، وخطوتها الاولى نحو التقدم والنهضة . وتعني لغةً: التعلم ، فتثقف الشيء اي تعلمهُ ، وعلى وزنها تفقه اي تفهم وتفطن . اما اصطلاحاً فتعني: الاستصلاح والتحسين ، وتعني ايضا زيادة المهارات الفردية . وما ينتج عنها يدعى: بالرخاء القومي او القيم العليا.
وتعتبر الثقافة بمثابة مقياس لمدى الرقي الفكري والادبي والاجتماعي للأفراد والجماعات. ولا يقتصر مفهوم الثقافة على الافكار وحسب ، بل هي ايضاً تتعدى للسلوك الذي يضمن بموجبها حياةً اكثر رخاءً وسهولة ويسر.
وهي كينونة تنصهر في بوتقتها كلاً من العقائد والفنون والاخلاق والقوانين والعادات والاعراف الاجتماعية والموروثات القبلية. كما تعتبر اداةً لإبراز القدرة الانسانية لحد يمكنها من تصنيف وتمحيص الخبرات ، وتسخيرها لإحداث ردات فعل إبداعية وخلاقة.
وتتميز الثقافة بالعديد من الصفات التي تَضفيها على حياة البشريه حيث انها :
– ظاهرة انسانية ، حيث انها تفصل الانسان وتميزه عن سائر المخلوقات.
– كما انها احد اهم دعائم الحياة الاجتماعية ، فلا تستقيم الحياة الاجتماعية ، ولا يمكننا الحديث عن عناصرها بمعزلٍ عن الثقافة.
– كما انها عملية مبتدعة متجددة ، تواكب كل ما يحدث من متغيرات في بيئة الفرد والمجتمع.
– كما انها نتاج لتراكم فكري احدثهُ تعاقب الحقب الزمنيه ، وبالرغم من تباعد الفترات الزمنيه بين تلك الحقب ، إلا انها لا تفقد اياً من الكينونات التاريخية.
وللثقافة حصة الاسد في نهضة المجتمع وتطورهُ ، ودفع عجلتهُ نحو الرقي في شتى المجالات العلمية والفكريه والادبية ،ويتمحور هذا فيما يلي :
– تعد الثقافة احد اهم العوامل الاساسية للتنمية البشرية.
– تُسهم الثقافة إيجاباً في توجيه افكار الافراد و الشعوب ، ودفعها نحو الابداع و التميز.
– تعتبر الثقافة اداة فعالة لصقل المواهب الفردية وتنميتها.
– كما انها تُضفي على الفرد والمجتمع الكثير من المفاهيم المستحدثة كالرخاء الفكري والحضارة الانسانية.
– وتساعد في ابراز مكامن قوة المجتمع ودفعه نحو الاصلاح والتحسين.
الثقافة هالة تحيط بالإنسان مثلها مثل الإستشعار عن بعد فهي عبارة عن طاقة بداخل كل شخص فينا وتتناسب بين إنسان وآخر من حيث زيادة حجمها فبالتالي تناسبها طردياً مع إشعاعها الخارجي.
ماأريد قوله أن ثقافة الإنسان تطغى حتى على شكله الخارجي فهي تماماً كالذوق المكتسب بعيدةً كل البعد أن تكون شيء فطري فوجود أب وأم مثقفين لايعني أن يأتي الولد مثقفاً بالعكس تماماً وهذا مانلحظه من شكوى ذوي الثقافة من أولادهم لكن هذا الشيء يعتمد على الإنسان نفسه ومدى اقتناعه بفكرة أن يكون مثقف وبحسب أيضا فهمه لمفهوم الثقافة.
فالثقافة لاتعني زيادة معلومات بمجال معين ما أو أنها تعني الالمام بأكثر من مجال.
الثقافة مثلها مثل علم الفلسفة والمنطق فهي تدخل بكل شيء وهي صفة تستخدم في جميع الميادين مثلها مثل الخبرة.
تكسب الثقافة حاملها رونقاً يفوح بالهيبة فهي تغطي عيوب الجمال الجسماني لأن صاحبها هو صاحب علم وخبرة وذوق.
فهي تعتبر فناً من فنون التعامل مع البشر فما وجد الإنسان إلا ليعبد ربه والعبادة تعني أن يكون متعلما ليس علم المدارس والجامعات بل متعلم من الحياة الكونية تجد المثقف إنسان واعي تماما مدرك لما حوله رغم عدم خوضه بكل صغيرة وكبيرة .
فهم الوجه الصحيح للثقافة يفهمنا الطريقة المثلى لاكتساب الثقافة ولتنميتها النمو السليم.
أسباب كثيرة تجعلنا نعيد النظر في مفهوم الثقافة من حيث نشوء فكرة عند جيلنا أنها تقتصر على الكتب بالعكس تماماً أصبحت كتب التعليم لدينا بعيدة كل البعد عمّا يسمى ثقافة أو بشكل نسبي ليس كلما أطلق عليه اسم ثقافة هو ثقافة.
فالثقافة أحبائي لاتعني فنجان قهوة سادة مع قلم نظارات طبية وقبعة لها شكل معين.
الثقافة في نفوسنا خبرة وفهم لما حولنا
وأولاً وأخيراً الثقافة علم بيد الإنسان
لابد من التطرق في الحديث الى مايسمى بالثقافة الجماعية ثقافة مجتمع كامل بعد الحديث عن ثقافة الفرد الواحد فالكل عبارة عن أجزاء أين نحن من ثقافة الكل؟
وأين مجتمعنا العربي والإسلامي من مايسمى بالبنى التحتية الخاصة بالثقافة؟
قد يخطر لبال أحدنا أن كثرة المكتبات وسعي الدول العربية لنشر مفهوم الثقافة على أنه عبارة عن وجبات غذائية موجودة بكتب الكاتب الفلاني أو عبارة عن لفائف يتم تناولها خلال ندوة ثقافية على مسرح الثقافة في الدولة الفلانية.
نشأ مفهوم الثقافة ليس اعتمادا على شخص واحد بل هو عبارة عن عملية إصلاح فساد وتحسين أمور حياتية كبيرة مجتمعة مع بعضها فالثقافة تأخذ أشكال كبيرة قبل أن يتم حصرها في تعريف واحد.
الثقافة كما تم الذكر عبارة عن ذوق وتذوق جميل لما حولنا وحسن قراءة وفهم مايدور ومايجري فهي قبل كل شيء سلوك وأهداف في اتجاه معين والى اتجاه معين فلا ثقافة بدون هدف ولا تحقيق لهدف دون الثقافة.
الثقافة عبارة عن رغبة داخلية بالانسان الى التطوير والفهم فهي تبدأ من الداخل لتطغى على الخارج من خلال فهم ونبوغ يقابله تماما العمل بما نعتقد وبما توحيه علينا الثقافة السليمة .
إن فهم مفهوم الثقافة بشكل خاطئ يولد لدينا ثقافة سلبية فعدم فهم الثقافة هو ضد الثقافة تماماً وبهذا تتفرد الثقافة بهذا الشيء الفريد من نوعه وهو عدم فهمها يولد ضدها.
لنبسطها أكثر نحو الرقي الدائم بمجتمع عربي مسلم يتطلب هذا الرقي بالوعي لدى الجماهير ومن أهم مايجب توضيحه هو حب الثقافة وتبينها فحب الشيء دائما يدفعنا لاتقانه واتقان شيء من هذا النوع كفيل بأن يجعل أمتنا في مصافي الدول المتقدمة.
مصطلح الثقافه من اكثر المصطلحات شيوعا بين الامم ،عندما نغوص في عمق هذه الكلمه ندرك ان الثقافه لهاابعاد اخرى ، فهي لم تعد تمثل حاله الفرد العلميه الرفيعه المستوى وحسب أصبحت الثقافه مزيج من العادات والقيم والتقاليد التي ربما تكون مستمده من مجتمعنا او مستمده من ثقافه القراءه وثقافه التعاون