ثقافه وفكر حرمقالات

العمر_الحقيقي_للأهرامات (06) لماذا بنيت الأهرام ؟

احمد شوقي

أحد الأسئلة الثلاثة التقليدية غامضة الإجابة التي تواجه كل من يرى أو يسمع أو يقرأ عن الأهرام
لماذا بنيت
كيف بنيت
متى بنيت

و لأن الآثار و الدلائل المكتشفة حتى الآن تقول أن من بنى الأهرام هم ملوك الأسرة الخامسة و الخلاف حاليا هل هم من بنوها فعلا أم قاموا بتطويرها و ترميمها إلا أن هذا السؤال له دلائل مادية لإجابته على أرض الواقع

كما أن السؤال كيف بنيت له من الآثار على الارض ما تجيب عليه و تخبرنا عن طريقة البناء بشرط ألا نسلم عقولنا للخرافات أو الحديث بدون دليل أو أثر أو نظرية مبنية بناءا صحيحا

يتبقي لنا إجابة السؤالين متى ( و هو محور هذه السلسلة) و قد قلنا أن الآثار تقول بمتوسط 4500 سنة قبل الآن و نظريا و فلسفيا نبحث صحة هذا الأمر
و لكي نثبت ذلك لابد أن نجيب على سؤال

لماذا بنيت الأهرام ؟

عندما نبحث عن إجابة على هذا السؤال دائما ما نقع في فخ التفكير بعقلنا نحن و وعينا و عقيدتنا الحضارية الحالية و لا ندرك أهم أساس من أسس الإجابة على هذا السؤال دائما

عندما تريد ان نعرف إجابة سؤال يبدأ بكلمة استفهام *لماذا* لابد أن تضع نفسك و وعيك و عقيدتك محل صاحب الحدث لا ان تجاوب بعقلك و وعيك و عقيدتك إنت

لذلك خرجت جمبع الفرضيات غير المنطقية و التي تقول إنه مقبرة للملوك او مخازن للطاقة او بوابات نجمية او فنارات ضوئية و ما شابه ذلك

بينما عندما نفكر بعقل و عقيدة القدماء نجد الأمور مختلفة تماما خصوصا عندما نعرف أن أسماء عناصر منطقة الاهرام نفسها تدل على هذه العقيدة و هذا الفكر

فهذا هو أبو الهول أسمه الحقيقي *حر إم أخت* أي سيد الافق ضمنيا بالمعنى الحالي
و هرم خوفو العظيم إسمه *أخت خوفو* أي أفق خوفو و معناه ضمنيا هو مولد خوفو
ثم نذهب إلى هضبة الأهرام ذاتها فنجد أن إسمها *رستاو*
و هنا نقف و نتجمد في مكاننا

لمن لا يعرف *رستاو* فهي بكل بساطة و سهولة تعني ضمنيا في عصرنا الحاضر عالم البرزخ الذي يصل بين عالم الحياة و عالم البعث
و رستاو في الفكر المصري القديم هي احد ثلاث أراضي يمر عليها المتوفي بعد الموت و اولهم

لو كانت دورة حياة الإنسان في عالم الحياة هي الميلاد ثم البلوغ ثم التمام فإن رستاو في عالم البعث توازي الميلاد في هذا العالم
تليها أرض أمنتت حيث الحساب و الميزان
تليها أرض الدوات حيث البعث و النشور

و يفصل بين عالمي البعث و الحياة أخت الشرق (أي أفق الميلاد في عالم الحياة) و هو ذاته أخت الغرب (أي أفق التمام في عالم البعث)
و أخت الغرب (أي التمام في عالم الحياة) و هو ذاته أخت الغرب (أي أفق الميلاد في عالم البعث)

أي أن دورة الحياة الإنسانية عند القدماء هي

الخروج من أفق شرق الحياة
الميلاد
البلوغ
التمام
الدخول إلى افق غرب الحياة
الخروج من افق شرق البعث
رستاو
أمنتت
دوات
الدخول إلى أفق غرب البعث
الخروج من أفق شرق الحياة مرة أخرى

كل ذلك يبدو عاديا جدا حتى نعرف أمرين
أولهم أن معنى تسمية هضبة الأهرام بأرض رستاو ذلك يعني انها ارض في عالم البعث

أي ان أحدهم يريد بكل بساطة أن يخبرنا أن هضبة الاهرام ليست في عالم الحياة بل في عالم البعث

ذلك يعني انه أما ان أهرامات مصر و مواقعها هي تجسيد لعالم البعث على الارض

او اننا فعليا في عالم البعث و لسنا في عالم الحياة

هذه الفرضية تؤكدها دائما كل ادبيات و عقائد و برديات و أثار القدماء

نحن لسنا أحياء في عالم الحياة

نحن موتى ننتظر البعث في عالم البعث

و على ذلك بنيت الحضارة المصرية القديمة
اننا نطمح إلى العودة إلى الزمن الأول حيث بداية كل شئ و نخرج للنهار و نبدأ حياتنا الحقيقية

ذلك ينقلنا إلى الأمر الاخر و هو أبو الهول نفسه *اكر*
قلنا ان أبو الهول هو *أكر أي حارس الدخول إلى العالم الآخر*

و قلنا دوما ان الشمس هي صورة الإنسان في السماء

و ان اكر تدخل منه الشمس إلى العالم لا تخرج من إمامه
و ذلك يعني ثلاث فرضيات

الأولى ان بهذه الطريقة كان لابد ان يكون أبو الهول مقلوبا اي مدفونا بالعكس في الرمال راسه لآسفل لكي تشرق الشمس من إمامه جهة الشرق
و ذلك امر غير مقبول و غير واقعي و غير محقق على أرض الواقع

او أننا في عالم البعث افتراضيا تغرب الشمس من امام أبو الهول لا تشرق من إمامه و هو أمر عسير التصديق جغرافيا و زمنيا

أو اننا في عالم البعث بالفعل و بذلك تصبح ابو الهول يتجه نحو الغرب لا الشرق و في هذه الحالة كان لابد ان تبنى الاهرام ذاتها معكوسة و راسها للأرض لا السماء

و لأننا نعرف الآن أن هضبة الأهرام هي هضبة رستاو أول منازل عالم البعث فإن ذلك يؤيد الراي الثاني و الذي يقول ان أهرامات مصر و مواقعها هي صورة العالم الآخر فوق الارض لا تحت الارض و بذلك يصبح أبو الهول هو موضع غروب الشمس لا شروقها

و هذا نظريا و دينيا و علميا حاليا مستحيل

إلا أذا طلعت الشمس من مغربها

فهل يمكن ان تطلع الشمس من مغربها ؟

هنا نتخطى عالم النظريات و ندخل إلى عالم الفرضيات و رصد الفرضيات لاثبات صحتها
أن كانت صحيحة

تحريرا في القاهرة يوم
السبت 16/04/02/6264 سماوية/كمتية
الموافق 11/03/2023 شمسية/ميلادية
وفق تقويم الميقاتي أحمد شوقي

#أحمدشوقي
#الميقاتي
#سادة_الميقات
#إنبوچحوتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق