نشاطات

ساح-أوزير الذي في السماء دواء كل رجعي ينظر إلى الوراء

يوما ما كتبت لكم ثلاث مقالات عن أزمة وعي المصريين المعاصرين في تعاملهم مع هويتهم المصرية الأصلية و خلطها بالاديان

و قلنا أننا اليوم على فئات ثلاث
أولهم دينيون رجعيون يضربون بالحضارة عرض الحائط و بشدة و عنف
و ثانبهم علمانيون رجعيون يضربون بالدين عرض الحائط و بشدة و عنف أيضا
و ثالثهم رقص على الحبل لا طال نصرة دينه و لا معرفة حضارته

و الفئتان الاولى و الثانية كلاهما رجعي متشدد ينظر إلى الوراء و لا يتحرك خطوة للأمام
فكل منهما سلفي
فالأول سلفي ديني نقول عنهم السلفيون صراحة
و الثاني سلفي علماني نقول عنهم القوميون

كل من الفريقين يشترك في التطبيق الحرفي لمقولة هذا ما وجدنا عليه آباءنا و أجدادنا دون أن يقدم أي خطوة نحو المستقبل و يخبرنا كيف يمكن ان يستفيد مستقبلنا يماضينا

لا اظن نهائيا أننا عندما نعيد التحدث باللسان القديم بنفس الطريقة القديمة فسوف نتقدم للأمام بسبب ذلك

أو عندما نعيد تقديسات معينة كبديل عن تقديسات حالية تقوم بنفس الدور القديم تماما بصورة حديثة اننا بذلك سوف نساهم في عودة الإله إلى هذه الارض المنكوبة

أو أننا عندما نأخذ ظاهر الحضارة و قشورها دون التعمق في أصولها و حكمتها و استخدامهم بالطريقة الحديثة بل ندعوا للعمل بنفس الطرق القديمة التي ولى زمانها اننا بذلك سوف نحيي الحضارة المصرية القديمة و نضرب ثقافة البدو الرعاة كما يقال عنها من القوميين

مع العلم بأن قدماء المصريين أنفسهم قدموا لنا حلول تلك الحركات الرجعية و طريقة استعادة الهوية المصرية الأصلية و حضارتنا إذا ضاعت منا فقد كانوا يجسبون حساب الزمن في كل شئ

و حل الرجعية والسلفية بكل اشكالها الدينية و العلمانية دائما هو *ساح-أوزير*

تقول الأسطورة الأوزيرية السماوية *و هي غير الأسطورة الأوزيرية الارضية المعروفة* أنه عندما خرج النثرو من الارض إلى السماء تحول أوزير إلى ساح *مجموعة نجوم اوريون الصياد* و تحولت إيست إلى سبدت *نجم سيروس الشعرى* التي أصبحت قلب مجموعة الكلب الاكبر الذي هو إنبو حارس اوزير و مرشده

و تحولت سبدت إلى مرشدة ساح منذ هذه اللحظة تسير وراءه لكنها تفتح له الطريق
و يتحرك آمامها ساح إلى الأمام و لكنه دائما ما يلفت راسه للوراء ناظرا إليها على الدوام
فلو كان هو يسير نحو مستقبل الزمن فهي أصل هذا الزمن و موضع بدايته التي منها تاتي أصول كل شئ

لكن ساح لا يسير و ينتج نفس أفعال الزمن الاول دائما بل ينتج افعالا جديدة بخطوات جديدة على مجرى الزمن مسترشدا بالاصول النابعة من سبدت و متطلعا العودة إلى زمنها الاول او عودة زمنها الأول إليه

يخبرنا ساح-أوزير ان السير إلى الامام لا يعني التخلي عن الأصول و لا يعني التوقف عندها أو الرجوع إليها
بل ان السير للأمام يستلزم التحرك نحو المستقبل على أسس الماضي لانتاج مستقبل مينى على هذه الاصول هو صورة منها و لكنه ليس هو

يمكن جدا ان نتحدث المصرية الحديثة و نبني حضارة حديثة مبنية على الحكمة و الهوية المصرية الأصلية دون ان نعود للتحدث المصرية القديمة او فرض إعادة استخدام حروفها

يمكن جدا ان نؤمن بالأديان المعاصرة و نعتقد بعقائدنا الحديثة و في نفس الوقت نبني حضارة حديثة مبنية على الحكمة و الهوية المصرية الأصلية و نطبق صحيح الدين الحق دون ان نعود لبعث عقائد المصرية القديمة او فرض إعادة استخدام مسمياتها الدينية

فكل العقائد هي دين الإله الواحد بصور متعددة حسب حضارة و ثقافة كل عصر
و كل الالسنة هي لسان واحد بصور متعددة حسب حضارة و ثقافة كل عصر
و كل ثقافة مبنية على الحكمة المصرية المقدسة الأصلية لكن تظهر بصور متعددة حسب حضارة و ثقافة كل عصر

علمني ساح-أوزير ان أسير للمستقبل و أتعلم من الماضي لا أن اعيش فيه

تحريرا في القاهرة يوم
السبت 16/04/02/6264 سماوية/كمتية
الموافق 11/03/2023 شمسية/ميلادية
حسب تقويم الميقاتي أحمد شوقي

#أحمدشوقي
#الميقاتي
#سادة_الميقات
#إنبوچحوتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق