مقالات

مفاتيح الرواية الاحترافية

بقلم / إبراهيم أمين مؤمن "روائي خيال

سنتعرض في هذا المقال إلى كيفية مقاومة التحديات التيتؤهل الروائي لكتابة رواية بشكل احترافي، كما سنتعرضلما يلزمه من متطلبات لبلوغ نفس الهدف.

كل روائي منا يريد أن يكتب رواية قوية، وليس هذا فحسب؛بل يريد أن تخلّد تلك الرواية عبر الزمان، ولن يستطيعالوصول إلى مأربه إلا بتوفر شرطين أساسيين: الأول ارتكازالموهبة في خلجة نفسه، والآخر تعبئة تلك الموهبةوأصقلها بالدراسة والبحث لسنوات طوال على أن يتحلى

بالصبر ورباطة الجأش، ولا تخش من الفشل؛ فالشرط الأوليدفعك دفعا لتحقيق الآخر دون كلل أو ملل.

لكن ثمة شيء هام، لقد خلقنا الله متفاوتين في القدرات،وهذه مشيئة إلهية، لذلك تجد أن حجم تلك الموهبة والقدرةعلى صقلها تختلف من روائي إلى آخر، وينجم عن هذاتفاوت في مهارة الروائيين مما يؤدي بدوره لصعود بعضهمإلى قمة الهرم وتعثر البعض الآخر وسقوطه فور صعودهلسفح الهرم.

وهذه المقالة قد تكون مؤشرا لاستشراف حجم موهبتكبالضبط ومدى قدرتك على مواجهة التحديات، فهيا بنانغوص ونوغل فيهما.

           1-الفكرة المبتكرة

أهمية الفكرة:

اعلم أن الوصول إلى فكرة مبتكرة هو أصعب شيء فيالرواية على الإطلاق، وأنها لب الرواية وقلبها، فمنهاتستطيع أن تفرع عناصرها، ومنها يمكنك أن تحدد شكلشخصياتك وأماكن الصراع وزمنه.

الفكرة المتقنة والفكرة المضطربة:

والوصول إلى الفكرة قد يستغرق وقتا طويلا، فإذا نجح فيالوصول إلى فكرة راسخة مبتكرة وضم عناصر يافعة تلتفحولها وتدور في  فلكها لتغذيها وتؤويهاخرجت الروايةبيضاء ناصعة لا تشوبها شائبة.

وعلى العكس قد تخرج الفكرة مقلدة، والتقليد ليس كالأصلمما يؤدي بدوره لظهورها (الفكرة) مضطربة، وتأتيعناصرها تبعا لذلك مضطربة فلا تستطيع أن تلتف حولهاوتدور في فلكها فتهوى في متاهات لا نهاية لها وتتركالفكرة عارية لا مأوى لها.

 كيفية الوصول إلى الفكرة:

ونوع الفكرة هي نقطة البداية على الإطلاق، فهي التيتحدد المراجعكالكتب والمقالات والأفلام الوثائقيةالسينمائيةالتي سوف تعكف على

دراستها، ومن رحم تلك المراجع تستطيع أن تنجب فكرة،لكنها سوف تكون في طور التنشئة فقط، وسوف تترعرعوتشب بضم عناصر لها فضلا عن توفير بقية أركان الروايةمن شخصيات وحبكة وزمان ومكان وحوار.

وثمة عامل قوي آخر يساعدك على الوصول إلى الفكرة، هوأن ترسم لوحة فنية تعبر عن فكرتك العامة بعد دراستكللمراجع، وتحدد مجموعة

من الشخصيات الافتراضية، وكذلك مكان وزمان افتراضيين،حتى الحوار فلن يعدو في البداية أكثر من مجرد مسودة.

تطبيق:

أنتَ تريد أن تكتب رواية عن الفضاء.

فابدأ بإعداد مراجعككالكتب والمقالات والأفلام الوثائقيةالسينمائيةالتي خُطت وأعدت لتقدم لك منهجا متكاملا عنعلوم الفضاء، أمعن النظر فيما قرأت وشاهدت وسمعت حتىتصل لفكرة مبتكرة، فإن لم تستطع الوصول بعد إلى الفكرةفواصل الكفاح ولا تيأس.

إذا وصلت إلى الفكرة فغالبا ما تكون فكرة في بدايةأطوارها، ولن تتبلور إلا عند وضع بعض العناصر السرديةالتي سوف تدور في فلكها

لتشد من أزرهاووضع شخصيات تنفعل معها، وتحديد زمنومكان مسرح الأحداث، عندئذ سوف تخرج راسخة ولاسيمابعد ضم الخواطر إليها؛ تلك التي ترد إليك وأنت تخطروايتك.

            2- الشخصيات

اختيار الشخصيات:

الشخصيات ركن من أركان الرواية، ويستحيل أن تكون ثمةرواية بدون شخصيات، كما هو مستحيل أن تختارشخصيات لرواية لم تحدد فكرتها الأولية، ومن العسير أنتحدد كل شخصيات روايتك إلا بعد تبلور فكرة الروايةواكتمال عناصرها، وليس هذا فحسب؛ فربما وأن تحاول أنتكمل حبكة الرواية تحتاج إلى إضافة بعض الشخصياتالتي بمثابة ضيوف شرف في روايتك.

اختيار أوصاف الشخصيات:

لابد أن تكون سمات الشخصيات تتواءم مع فكرة الروايةوعناصرها، سواء تلك الصفات الخلقية أو الخلْقية حتىتدور تلك الصفات في فلك الفكرة وعناصرها وكذلك الحبكة.

وفور أن تضع للشخوص أوصافها لابد أن ترفع قلمك عنالتعبير عن ثقافتك أو مشاعرك أو انفعالاتك أو إمكاناتك لأنكببساطة بت ممثلا عن كل هذه الشخوص وعليك بإتقانأدوارها أمام القارئ.

دور الشخصيات في الحوار:

والشخصيات لها انفعالات داخلية أثناء تفاعلها مع أحداثالرواية، عليك أن تبرزها على السطح باستخراجها منمكامنها، وتنقل بقلمك انفعالاتها، وربما تكون وسيلتك في ذلك إبراز لغة جسدها مع نقل ملامح وجهها أثناء تفاعلها في الحوار.

فإن قصرت في نقل انفعالاتها الداخلية أثناء أداء دورها فيالرواية فسوف تخرج شخصيات روايتك ميتة لا حياة فيها،مما يؤثر تبعا على بقية أركانها فيعتريها الضعف والفشل.

تطبيق:

هذا الكلام ينقسم إلى ثلاثة جمل: «فانحنى عوده قليلا وهويزفر من الأعماق، وغمغم

فانحنى عوده قليلا: جملة خاصة بلغة الجسد وتشير إلىانتباه الشخصية بما قيل أو سوف يقال.

يزفر من الأعماق: جملة خاصة بالانفعال، وأغلب الأحوالتأتي الزفرة من كلام آلمه، وربما أغضبه لينفس بها عنغضبه.

وغمغم: جملة خاصة بالانفعال، والغمغمة تصدر عن الخائفوربما عن الغاضب.

ولن تحدد ملامح تلك الجمل الحوارية إلا عندما تعرفأوصاف صاحبها والكلام الذي وجه إليه من محاوره.

وهذه الجمل جاء بهامحفوظليبث الروح في الشخصيةكي تشارك في الحوار الذي يخدم بدوره الرواية بوجه عام.

           3-الحوار بين الشخصيات

لا يجب تدخل سارد الرواية في أقوال الشخصيات المذكورةفي الحوار، بل الشخصيات هي التي تملي عليه ما سوفيسرده في روايته، فالحوار يخرج من عواطف الشخصياتوانفعالاتها لا عواطف وانفعالات سارد الرواية نفسه.

دور السارد مقتصر على تنظيم ما يصدر عنها من كلاموانفعالات عن تلك الشخصيات، لأن الشخصية الحوارية لاتتحدث عن مشاعرها الداخلية أثناء الحوار إلا قليلا.علاقة الحوار بالفكرة والحبكة

علاقة الحوار بالفكرة والحبكة

والحوار الذي يصدر عن الشخصيات لابد أن يكون له سمةيتجانس مع صفة تلك الشخصيات، وليس ذلك فحسب بللابد أن تدور الحوارات في

فلك فكرة الرواية وحبكتها وعناصرها، فإن كان الحوارمنسقا ومعبرا عن طبيعة الشخصيات ولكنه لا يدور في فلكفكرة الرواية وحبكتها فهو دخيل محتل كفيروساتالحاسوب التي تقلل من كفاءة أداء نسخة الويندوز.

تطبيق عن دور الحوار في الفكرة الرئيسة:

فمثلا بطل روايتك رائد فضاء كبطل رواية المريخي لآنديوير، هو فوق سطح المريخ يصارع طبيعة المريخ القاسية منأجل البقاء، عندما يصنع حوارا داخليا مع نفسه لا يصح أنيخاطبها عن مشكلة عانى منها منذ صغره بسبب والده أووالدته، وإنما يجب أن يقتصر حديث النفس عن مهاراتهوخبراته الطويلة في دراسة كيفية مواجهة الطبيعة القاسية بمناخها والتغلب عليها من أجل النجاة من الموت.

تطبيقات عن  الانفعالات:

انظر إلى تلك الجمل الحوارية التي تعبر عن الانفعالاتالداخلية إزاء الأحداث: «خاننا المحامي اللئيم، فتصلبتوجوههم وتبادلوا النظرات في انزعاج

جملة حوارية ذكرت في رواية أبناء حارتنا، وتصلب الوجوهمع تبادل النظرات في انزعاج يبين مدى الفاجعة التي حلتبهؤلاء من خيانة المحامي، والانزعاج قد يدل على الهوان،لذلك لم تظهر على وجوههم نظرات الحنق والغضب الذي قديكون دالة على القوة.

وجملة أخرى: «وحيّاه الناس مضاعفين له التودد مدارةلسخطهم.»

تجد في هذه الجملة الحوارية أن النفوس بلغ بها السخطإلى منتهاه تجاه هذا الشخص الذي يحيونه، ولم يجدواوسيلة لطمس هذا السخط المرتكز في قلوبهم والذي لابد أنيظهر على ملامح وجوههم ولهجاتهم سوى مداراته بالمزيدوالمزيد من التودد إليه.

مساحة الحوارات في الرواية:

والحوار بين الشخصيات له مساحة كبيرة جدا في الرواية،فإذا أخذ مساحة كل الرواية فإنها باتت أشبه بالسيناريو،وكأن السارد لسان حاله يقول: «كل أحداث الرواية معالشخصيات.»

وهذا مستحيل، فثمة أمور لابد أن يسردها الراوي بنفسهبمنأى عن الشخصيات كوصف مسرح الأحداث والتعبير عنخلجات الشخصيات.

وبناء على ذلك لا يجب أن يفاجئ الروائي القارئ بوجبةدسمة من الحوار بين الشخصيات دون أن ينبه القارئ به منخلال سرده في أول الحوار، ويرسم الرتوش الأوليةاستعدادا لنصب حوار بين الشخصيات كأن يذكر المكانالذي سوف يحدث فيه الحوار أو يذكر حدثا ماضيا له علاقةبالحوار الآتي.

المنطقية في الحوار وإن كان يخدم الفكرة والحبكة:

ولابد أن يكون الحوار منطقيا، ومنطقية الحوار أصعب مايواجهه الراوي في روايته، فهو القاسم المشترك مع صعوبةالوصول إلى فكرة مبتكر

والحبكة الجيدة.

ولنجاح الحوار لابد أن يمتلك السارد خبرة وثقافة واسعتين،وقد يستعيض السارد عن قلة خبراته وثقافته من خلالالارتكاز على كم هائل من المراجع من نفس جنس نوع روايته.

ومنطقية الحوار بمنزلة جهاز استشعار، لكنه جهازيستطيع أن يميز به بين الروائي الهاوي والمحترف وشديدالاحترافية.

تنبيهات عن منطقية الحوار:

عند السرد لا تستخدم أحداثا مفتعلة من أجل أن تخدم فكرتكأو حبكتك، وحاذر من صياغة جمل ممكن أن تُئول إلى أكثرمن معنى فتتسبب في

اضطراب قارئك، وعند عرض وجهة نظر أحد شخوص روايتكفحاذر أن تكون قابلة للتأويل، فالروائي الماهر واضح فيأسلوبه وطريقة عرض أفكار شخوصه.

وقد يخرج الحوار مترهلا مهلهلا، فمثلا أمامنا حوار بينأربع شخصيات، هذا الحوار دائر في مسألة ما، فيحيدالقاص عن تلك المسألة دون مبرر، أو ينقل انفعالات شخصيةلم تكن من عادتها إظهار ذلك الانفعال لحسم الأمور والنظرفيها، أو يسرد جملا مبهمة أو قابلة للتأويل، أو لا ينسقحديث الشخصيات الأربع لتتناغم معا، كل هذه المثالبتتسبب في اضطراب الحوار فيخرج مترهلا مهلهلا.

                       4- المكان والزمان

مسرح أحداث الرواية:

الأماكن التي تدور فيها الأحداث لابد أن تلتف حول فكرةالرواية وعناصرها وشخصياتها، فالارتباط بين الأماكنوالفكرة والشخصيات لابد أن يكون حاضرا لدى الراوي لأنهذا الارتباط يساعده على الخروج بحبكة الرواية إلى برالأمان.

تطبيق:

الرواية حربية، يكون عندئذ مسرح أحداث الرواية عبارة عنأماكن معسكرات ومخازن أسلحة على سبيل المثال لاالحصر، وقلما ينتقل الراوي من تلك الأماكن إلى أماكنأخرى كأماكن اللهو إلا حين يستذكر البطل جوانب من حياةالماضي، وإذا ذكر يذكر ذلك بصورة عابرة ثم يلتف ويعاودبسرعة إلى مسرح الأحداث.

الأماكن الخاصة بالشخصيات:

إن أماكن إقامة شخصيات الرواية وما بداخلها من محتوياتينم عن طبيعة الشخصيات وسلوكياتها وأسلوب تفكيرها.

فالسارد عندما يصف أماكن الشخصيات ومحتوياتهاالداخلية لابد أن يضع في اعتباره أمرين، الأول طبيعةالشخصية وسلوكياتها وانفعالاتها مع الأحداث، والآخروظيفة المكان ومحتوياته في إدارة الفكرة والحبكة معا.

تطبيق:

بطل الرواية لاعب كرة قدم محترف، تكون عندئذ جدرانالحجرة التي يمكث فيها تحتوي على صور من إنجازاته،وليس هذا فحسب؛ فلابد أن تشارك تلك الصور في الروايةبحيث تكون جزءا من فكرتها أو حبكتها.

زمن أحداث الرواية:

الزمن إما أن يكون ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا.

والراوي قد يحتاج إلى سرد أحداث روايته بالتنقل بين تلكالثلاثية الزمنية.

كأن يتذكر أحد أبطال الرواية مشاهدا من أحداث نكسة عام1967 وتداعياتها السيئة على المجتمع المصري والسوريوالفلسطيني آنذاك، ثم بعد ذلك تنشب حرب عام 1973 التيردت الكرامة إلى المصريين، ثم يستشرف المستقبل فيرسمصورة مستقبلية للمجتمع المصري في ظل هذا الانتصارعكس التداعيات السيئة التي خلفتها حرب 1967.

أدوات الزمن:

ولكل زمن أدواته التي تنفعل مع شخصياته، وتنعكس أيضاعلى عاداته من ملبس ومأكل وسلوكيات.

فبالنظر مثلا إلى الإذاعة نجد أنها انتقلت بين مراحل عدة.

فبدأت بالإذاعة المسموعة عام 1906، ثم البث التلفزيوني عام1927 باللونين الأبيض والأسود، ثم بعد ذلك نجد فيالستينيات أن البث بات بجميع الألوان.

والشخصيات تؤدي حياتها اليومية من خلال تلك الأدواتالموجودة في الزمن الذي تعيش فيه، فلا يصح مثلا أن يقصالروائي رواية جرت

أحداثها في القرن الثامن عشر ثم نجد الروائي يتكلم عنأحد شخوصه بأنه شاهد مباراة لكرة القدم في كأس العالم،أو تكون أحداث الرواية جرت قبل الستينيات مباشرة ثم نجدالروائي يخبر عن أحد الشخوص بأنه شاهد فيلما ملونا.

السؤال: كيف تدرج مقاطعك السردية في ضوء عاملي المكانوالزمن؟

الذي يحدد ترتيب المقاطع أو الأحداث عاملان؛ وهما عامليالزمن والمكان.

فلابد من معرفة الميقات الذي تسرد فيه، ووقت استغراقالحدث الذي تسرده، والمكان الذي تجري فيه الأحداث، كيتدرجه في المكان الصحيح من روايتك، فقد تتنقل ما بينالسرد المتسلسل والسرد المنقطع بناء على تحديد الزمنوالمكان.

فإذا سردت حدثا في مكان (أ) وليكن بداية السرد الساعةالسادسةعن شخصية تؤدي عملا يستغرق نحو نصفساعة، ثم أتبعت ذلك بأن الشخصية خرجت من المكان (أ) إلىالمكان (ب) وأجرت مع شخصية أخرى حوارا بدأ من الساعةالسابعة، وكان قطع المسافة من (أ) إلى (ب) يستغرق 45 دقيقة تكون قد أخللت بعامل الزمن السردي.

                            5-الوصف

الوصف لا يخلو عن وصف الشخصيات والأمكنة والأزمنةوالأحداث، ولابد أن يؤهل الراوي كل هذه الأوصاف لتشاركفي الفكرة والحبكة.

فالوصف لا يجب أن يكون وصفا عبثيا؛ فالغرض الأساسيهو القصّ، قصّ عن فكرة تعالج قضية ما، لذلك لابد أن يؤديالوصف دوره في معالجة تلك القضية.

وقد يظن الراوي أنه أجاد وأصاب عندما تمكن من وصفشخصياته أو أماكنه أو أحداثه أو زمانه بكل دقة وإتقان،وفي الحقيقة أنه لم يجد ولم

يصب بل إنه عبث بروايته لأن تلك الصفات بعيدة كل البعدعن تأهيل كل ما سبق من وصف للمشاركة في الفكرةالرئيسة للرواية.

كما أن الاسترسال في الوصف الذي يشارك الفكرةوعناصرها وحبكتها غير مفيد أيضا، يكفيك من الوصف مايشق قلب الفكرة وحبكتها.

والرواية قد تدور في أماكن عدة، وقد يشاركها العديد منالشخصيات، لذلك عليك بوصف المكان الرئيسي فحسب، ولابأس أن تصفه وصفا دقيقا، ويكفيك من وصف الشخصياتأبطالها.

ولا تستعرض في وصف حروف اللغة العربية وجمالها ظنامنك أنها سوف تزيد روايتك روعة وجمالا، والحقيقة أنكتأخذنا من جو الرواية إلى أحد برامج اللغة العربية.

تطبيق:

تجسيد الوصف في رواية العجوز والبحر

ودعونا نستعرض كل التنبيهات السابقة من خلال روايةالعجوز والبحر.

لو نظرنا إلى رواية العجوز والبحر لأرنست همنجواي، نجددقة وصف مسرح الأحداث وهو البحر، وعاد همنجوايليصف أيضا العجوز بكلمات موجزة، وقد تداخل وصفالبعد الزمني كذلك.

والآن سنذكر فكرة الرواية الأساسية بإيجاز شديد كي نبينكيف أدخل همنجواي وصف البطل ووصف مسرح الأحداثفي قلب الفكرة الأم فاستحق أن ينال جائزة نوبل.

الفكرة والرمزية:

الرواية تصور الصراع الأزلي بين الإنسان المتمثل فيالعجوزسانتياجووقوى الطبيعة المتمثلة في الصراعالمستمر بينه وبين السمكة الكبيرة التي تغلب عليها ومنبعده أسماك القرش التي تغلبت عليه.

والآن ألا تشتم رائحة من الفكرة أيها القارئ؟!

الإنسان استطاع أن يقهر قوة أقوى منه بكثير بعقلهوعزيمته وتراكم خبراته في مجاله والمتمثل في نجاحه عنصيد سمكة كبيرة بهذا الحجم الهائل، لكن عندما اتحدتهذه القوى المتمثلة في مجموعة من أسماك القرش قهرته،فالاتحاد قاهر غير مقهور حتى لو كان يبارز العزيمةالمتلبسة بالخير.

وصف بطل الرواية: «كان العجوز جسدا ناحل (هزيل) العود، توغلت في قفاه غضون (تجاعيد) عميقة، وقد عدتحرقة الشمس في انعكاساتها على مياه البحر، على بشرتهعدوانا قاسيا، فملأت خديه بالبثور، واستدارت فنثرت الكثيرمنها على جانبي وجهه، أما كفاه، فقد حفرت فيهما الحبالالتي طالما جرر بها الأسماك الثقيلة، جراحا عميقة الغورليس بينها جرح جديد، فهي جميعا قديمة قدم الحفريات فيصحراء عديمة الأسماك، كان كل ما فيه عجوزا مثله.. إلاعينيه، عيناه كانتا في صفاء مياه البحر، يطل منهما المرح،عدم الاعتراف بالهزيمة

والسؤال الآن: كيف شارك هذا الوصف في فكرة الروايةوحبكتها؟

الإجابة: تشكلَ كل جسده بعامل البيئة، فهرم فيه، وما عاملالبيئة إلا مسرح الأحداث، ويأتي همنجواي بوصف عينيهفي النهاية ليخدم فكرة الرواية، فالنظر إلى التحدياتوالتيارات الجارفة بعين التفاؤل وتوفير الخبرة والعزيمةالمتمثلة في وصف  جسده ووجههمن أجل مصارعتهايحقق الفوز لا محالة.

وصف مسرح الرواية: «كان زورق العجوز قد أوغل فيالبحر، حتى بدت السحب فوق الأرض، كأنما هي جبال،وبدا الشاطئ كأنما هو شريط طويل مخضوضر تطل منورائه التلال الشهباء الضاربة إلى الزرقة. أما الماء، فقدضرب لونه إلى الزرقة الحالكة المشوبة بلون الأرجوان. وتملى (تمتع) العجوز الماء وراح يراقب استقامة حباله فيه،وهبوطها إلى أغوار لا تراها العين. وكان الضوء العجيبالذي ترسله الشمس في الماء بعد أن ازدادت سموقا (علوا) في كبد السماء، بشيرا بجو طيب، يؤكده شكل السحبالمترامية على الأرض في الأفق، وكان الطائر قد أوشك أنيغيب عن مدى الرؤية، ولم يعد على وجه الماء غير بضع بقعمن أعشاب السرخس الصفراء، وحولها مثانات (أكياسملآنة بالبول) بعض الطيور المغردة، عائمة حول الزورق،تتخللها بعض السميكات الصغيرة تسبح في الماء وترسلفقاعات لطيفة الصورة

كل هذا الوصف له علاقة مباشرة بأحداث الرواية الضاربةفي الفكرة الرئيسة.

الزورق، والسحب، واستقامة حبال الماء وهبوطه في الأغوار،والشمس السامقة، ووجود الطيور، كل هذه الأشياء سوفتتحد معا ليعدّ من خلالها همنجواي المعركة الكبرى التيسوف تدور بين العجوز والسمكة ومن بعدها مجموعة منالمعارك مع القروش الضخمة، ومن كل هذه المعارك نستخلصالصراع الأزلي بين الإنسان وقوى الطبيعة، والتي يظهرفيها جليا أن عامل الاعتصام قاهر غير مقهور ولو كان المبارزيتسم بخبرة ورباطة جأش وشدة بأس، لذلك أشار همنجوايفي مواضع كثيرة إلى حاجته إلى الغلام ليعاونه علىالصراع الذي فرض عليه.

                        6-السرد

والسرد أقسام، منها سرد الروائي نفسه من خلال مشاعرهوثقافته وخبراته، وهنا تتجلى ثقافة الروائي الذي يطلق لهاالعنان لتحكي ما يحلو له بعيدا عن قيود الشخصياتوانفعالاتها.

ومنها سرد مختص بالزمان والمكان وسمات الشخصيات، وهو الذي يحدد شكل المكان الذي سوف تُجرى فيه أحداثالرواية، وسرده مبني على ثقافة الروائي وبراعته في كيفيةدمج المكان بفكرته، واختيار الزمن والتنقل بين أوقاته نفسالشيء.

تطبيقات:

وصف سردي لطبيعة المكان: «وهو قصر كبير، بداخله حديقةغناء

سرد وصفي لطبيعة مكان ينم عن شخصية ثرية، وما دامالروائي جاء بذلك الوصف فلابد أن يشارك وصفه في أحداثالرواية.        

وصف سردي  للأزمنة: «ومرت عليه الساعات وكأنها دهر،بينما صديقه في الجانب الآخر من حياته تمر عليه الساعاتوكأنها بضع ثوانٍ

هذا السرد عن شخصيتين، الأولى تعاني من الفراق فهيتحترق من طول الانتظار، وربما أنها واقعة تحت وطأةالعذاب، والأخرى تعيش لحظات سعيدة لا تريد أن تنقضي؛لذلك تشعر بأن الساعات تمر كالثواني.

وصف سردي لشكل شخصية: «بدا في جلبابٍ أزرقَ نظيفنظيف بالقدر المتاح لراعٍمتلفع الرأس بلاسةٍ غليظةوقاية من الشمس، ومنتعلًا مركوبًا قديمًا باليًا تهتكتأطرافه

هذا السرد عن شخصية فقيرة لكنها تحاول بقدر المستطاعاستغلال أقل الإمكانات لتبدو نظيفة.

وصف سردي لطبيعة شخصية: «وهو رجل وقور، يتميزبدماثة الخلق وحسن المعشر

ربما وصفه الروائي بذلك حتى لا يخل بحبكة الرواية ويزيلالالتباس عن تلك الشخصية التي سوف تؤدي دورها فيالرواية.

سرد الروائي عن انفعال الشخصيات لأحداث الرواية:

«التحم في قلبه اليأس بالغيظ والغضب

«وضجوا بالضحك وأعقب ذلك نوبات سعال

«فزم شفتيه فى استعلاء واستنكار

في الأمثلة الثلاثة السابقة تظهر براعة الروائي فياستخراج عما يدور في خلجات الشخصيات إزاء انفعالاتهامع الأحداث، وذلك من أجل نقلها للقارئ مع تقديم تقريرمبين للغة أجسادها.

وإذا تطرقنا إلى مثال حي لتجسيد كل ما سبق نجد ذلك فيرواية أولاد حارتنا لمحفوظ، حيث تجد كل هذا واضحا جلياعندما وضع سرده من خلال الرتوش والبراويز الأولية للمكانأو الزمان اللذين سوف يجريان فيهما حوار الشخصيات،كما يتجلى أيضا في وضع السمات الأساسية للشخصيات.

سرْد الروائي بمعزل عن الشخصيات مثل صفحات 120 وحتى 122 من رواية أولاد حارتنا لمحفوظ.

ركز فيه عن المكان، ووصفه بخطوط عريضة ليكون بمنزلةالمسرح الذي سوف تجرى عليه أحداث الرواية، وجعل مركزيةالمكان هو البيت الكبير والذي عليه سوف يجرى الصراعبكامله تقريبا.

كما رسم الخطوط العريضة لحياة القاطنين بهذا المكان،وذكر فيه شرائح المجتمع التي سوف تشارك فكرته وتنفعلمعها.

وأشار أيضا في تلك الصفحات عن الزمن الذي ستجرى فيهالأحداث، وهو زمن الفتوات والإتاوات التي يجبونها منالفقراء والضعفاء والممتد  من العصر الجاهلي وحتىالخمسينات، وركز في تلك المقدمة عن فتوات الحارات الذينلوثوا شرف تلك المهنة؛ حيث كان الفتوات قديما يحمونالضعفاء لا يسلبونهم.

وبعد تلك المقدمة السردية ضلع محفوظ في الدخول إلى تلكالشخصيات التي سوف تؤدي أدوارها التي رسمها لها فينفس المكان والزمن اللذين بينهما، وافتتح بقوله بعد أنعنون الفصل باسمجبل“: «ونفد صبر آل حمدانفاصطخبت في حيهم أمواج التمرد

تساؤل:

ويجب هنا أن نتوقف لنتساءل: يسرد الروائي بمعزل عنالشخصيات، ويسرد كذلك نقلا عن الشخصيات، لكن ماعلاقة الزمن والمكان بكلا السردين؟

والإجابة عن هذا السؤال في غاية الأهمية، لأنه ينبثق منهأسلوب ترميز الرواية وتحديدها إلى عدة مقاطع بناء علىعلاقة السرد بالزمن والمكان.

نجد أسلوب محفوظ في رواية أولاد حارتنا استخدم السردالمتسلسل في قصةجبل، وهو السرد الذي يروي فيهاالسارد الأحداث حسب التوقيت الزمني، ثم قفز قفزة هائلةواستخدم السرد المتقطع في نفس القصة وهو السرد غيرالمرتبط بترتيب الأحداث حسب الزمن والمكان.

وإليك خط سير السرد الذي استخدم فيه محفوظ كلاالسرديْن.

من صفحة 120 سرد لنا شكل المسرح الذي سوف يجرى عليهالأحداث الخاصة بالأبطال الأربعة (جبل ورفاعة وقاسموعرفة) وطبيعة أهله، وبعد أن خلّق بؤرة صراع من خلالسرد شكل المسرح وطبيعة أهله سرد لنا سردا متسلسلا،والذي يتمثل في الصراع بين جبل وآل حمدان في جهة، وفيالجهة الأخرى الناظر والفتوات.

أراد آل حمدان حقهم في الوقف فجمعوا أنفسهم وذهبوا إلىبيت الناظر، وجد الناظر أنه لابد من ردعهم فأرسل إلىالفتوات، حتى صفحة 137 الذي قص فيه محفوظ حدثا منالماضي وهو انتشال هدى هانم له من حفرة يستحم فيها،وهذا سرد استرجاعي.

وكان رد فعل الفتوات هو فرض حظر تجوال على آل حمدانبسبب جرأتهم على الشكوى منهم عندما ذهبوا إلى بيتالناظر.

يجلس جبل وهو الركن الشديد لآل حمدان لوحده يفكر ماحاق بآل حمدان من هوان، حتى يسمع استغاثة دعبس بهفسعى إليه، وقتل جبلٌ الفتوة قدرة.

وسأل فتوات الحارة عن قدرة، إذ لابد من أخذ موقف تجاهذلك وإلا سيجدون أنفسهم يُقتل الواحد منهم تلو الآخر،فذهبوا إلى الناظر من أجل ذلك، وحدث حوار فيها صراعبين جبل والفتوات من أجل ما يريده الفتوات من إنزال أشدالعقاب على آل حمدان كانت نتيجته ترك جبل للبيت الذيتربى فيه.

وتكررت نفس الحادثة، حيث استغاث نفس الشخص ويدعىدعبس من شخص يدعى كعبلها وكانت النتيجة أن اضطرجبل لمفارقة الحارة خشية أن يأخذوه بقدرة.

ظل هاربا حتى قابل البلقيطي وبناته، ومنذ تلك اللحظةنجد أن محفوظ قفز قفزة من السرد المتسلسل المرتبط بالزمنإلى السرد المتقطع غير الخاضع لعامل الزمن، حيث نقلمسرح الأحداث بين جبل والبلقيطي وبناته مهملا في ذلكالأحداث التي جرت في الحارة والتي أخبره بها دعبسعندما شاهده وهو يمارس أحد ألعابه السحرية.

والسرد من حيث الكم هام جدا، فمن المفترض أن الروائي لايسهب في سرد لا يفيد أو يضيق السرد بالقدر الذي يخلبالمعلومات التي يجب إيصالها إلى القارئ.

                    7-الحبكة ( العقدة )

لقد جعلت الحبكة آخر ما أتكلم عنها لأن كل ما سبق ذكرهيتم التوفيق بينهم حتى تصنع حبكتك.

تعريف الحبكة:

الحبكة هي أن تحاول أن تجنّس كل ما سُرد في الروايةليلتف حول الفكرة الرئيسة فتصل بها إلى وحدة عضويةمتكاملة.

كيف تعرف أن الحبكة قوية:

كل ما تضافرت أركان الرواية وتجانست كانت الحبكة أشدّمتانة، والعكس بالعكس.

ولو كانت الفكرة تتفرع منها بعض العناصر، والذي يمثلأحدها حبكة لوحده، يكون الروائي قد أجرى في روايتهحبكتين، فأخذ عقل القارئ وقلبه، ثم هداه بدمج الحبكتينفي حبكة واحدة ثم فك خيوطها وأهداها له.

أنواع الحبكة:

أولا الحبكة المعقدة..

والحبكة تختلف من حيث تشابك خيوطها من رواية لأخرى،فقد تجد الحبكة لها خيوط عديدة متشابكة مع بعضهاالبعض بصورة معقدة، هذا النوع من الحبكات لا يكونها إلاروائي شديد الاحترافية وهو الوحيد القادر على فكخيوطها.

لكن أين السبيل إلى مثل هذه العقد؟

الوصول إلى الحبكة المعقدة:

كي تكوّن حبكة قوية ثم تجعلها تنساب بين ثنايا أناملككالماء لا تتبسط في تفريع عدة عناصر لفكرتك، فرّع وعقّدالأحداث بقدر ما تستطيع، عقّد ما دامت تلك الأحداث لنتخرج عن نطاق الفكرة العامة للرواية أو جوها، لا تخش أنلا تجد حلا لكل عقدة عقدتها، فقط اكتب وعقد، وإذا

خشيت أن يستعصي عليك أمر فكها فقسمها إلى عدةحبكات في ملف خاص ثم لملمها جميعا لتدخل إلى مشكاةواحدة وأنت تسرد الأحداث، ثم أطلقها من الجانب الآخرمنسابة كانسياب الماء من بين يديك.

واعلم أن الحبكة المعقدة إنما تأتيك من توارد الأفكاروالخواطر، فإذا جاءتك فلا تلقها من النافذة لتتحاشى طولالرواية.

وثمة تحد آخر للوصول إلى حبكة بالغة التعقيد، هو مدىبراعتك على إتقان بقية أركان روايتك، لأن أي خلل في سردتلك الأركان سوف يضعضع في متانة الحبكة فيصبها الخللهي أيضا.

واعلم أن وضع تصور كامل لحبكة روايتك وأنت في بدايةالسرد مستحيل؛ حتى لو استقرّ الروائي على وضع الفكرةوعناصرها وحدد الشخصيات وصفاتها وكذلك أماكنالأحداث وأزمنتها، لأن الروائي ببساطة يقوم بتوليف كل ماسبق من بعد إتقانه من أجل الخروج بحبكة جيدة.

مثال لأكثر من عقدة في رواية واحدة:

نجد مثلا في رواية أولاد حارتنالمحفوظ رحمه اللهواجهصعوبات عديدة لتجسيد شخصياته، في صورة الله، وآدموحواء وإبليس وقابيل وهابيل وموسى وفرعون وزوجةفرعون وعيسى ومحمد وأخيرا دور العلم وموقعه من الدينوالمتمثل في صورة عرفة.

الصورة والصورة المقابلة:

أدهم: آدم  

صناعة المحاكاة: كما كان آدم في الجنة وطرد منها كان أدهمفي الوقف وطرد منه.

زوجة أدهم: حواء

صناعة المحاكاة: كما وسوست حواء لآدم فطرد من الجنةوسوست زوجة أدهم لأدهم فطرد من الوقف.

الجبلاوي: الله

صناعة المحاكاة: كما أن الله على عرشه لم يظهر لأحد، هكذاالجبلاوي في البيت الكبير لم يظهر لأحد.

إدريس:  إبليس

صناعة المحاكاة: كما عارض إبليس الله اختيار آدم للتفضيلعارض إدريس الجبلاوي لتفضيل أدهم أيضا.

وكذلك حاكى قصة ابني آدم في صورة قدري وهمام.

وهكذا إلى آخر الرواية.

ثم ربط كل هذه العقد في عقدة عامة عندما حدد قصصالأنبياء بأنها الإطار الفني، لكن الإطار الفني هذا يراد بهنقد الثورة والنظام الاجتماعي  

الذي كان قائما.

وكأن محفوظ أراد أن يرسم صورة المجتمع آنذاك في لوحةفنية متمثلة في الجبلاوي وأدهم وزوجته وفرعون وزوجتهو.. إلى غير ذلك بلوحة فنية أخرى وهي إرسال الأنبياءبالرسالات السماوية والصحف والألواح.  

لكن الحبكة لم تكتمل في بعض أوجه المحاكاة، وذاك ليسلأن محفوظ عاجز بل لأن المحاكاة لن تخرج بصورة أفضلمما أخرجها هو.

من المؤكد أن العقدة مضطربة، لذلك اختلف في هذه الروايةكثير من النقاد حول مدلولاتها.

ثانيا الحبكة السلسة:

وأحيانا لا تحتاج الحبكة إلى مثل هذا التعقيد المبالغ فيهفي رواية محفوظ المشار إليها سابقا، كمثل روايةاللصوالكلاب، فالفكرة سلسلة، وتجنيس كل أركان الرواية معبعضها البعض لم يكن بالأمر العسير، فكانت الحبكة سهلةفضلا عن متانتها.

فتجسيد فساد اللصوص الكباررؤوف علوان وأمثالهالذين يفسدون في المجتمع وينهبون ثرواته إزاء فساداللصوص الصغاركسعيد  

مهرانالذين يحاولون القفز على الكباركمحاولة سرقةسعيد لفيلا رؤوف علوانفتواجههم صعوبات جمة، وكانتالنتيجة هزيمة الصغار المتمثلة في قتلهم أو حبسهم أوذلهم.

وخرج محفوظ بحبكة الرواية إلى بر الأمان فكانت عجينتهامتماسكة ومتجانسة يصعب فناءها على مر الزمان.

تنويه:

الوحدة العضوية للرواية

عندما تشعر وأنت تروي قصتك بأن قالب الرواية متجانسفاعلم أنك تصوب على الهدف بإتقان وأنك استطعت أن تشدانتباه القارئ، فإذا شعرت وأنت تكتب بالتوهان أو عدمالوضوح أو أنك تُحاضر أو تتفلسف أو تثرثر أو .. فاعلم أنكمفلس وأن القارئ سوف يرمي قصتك فور أن يشعر بنفس ماشعرت أنتَ.

والعلاج أن ترجع لنقطة الصفر وتنصب الشروح التيبينتها لك وتطابقها بما رويتَ أنت في روايتك بقدر المستطاعفلعل شروحي تكون جديرة بالقدر الذي يضبط روايتك.

                          بقلم: إبراهيم أمين مؤمن “روائي خيال علمي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق