الأهل هم القدوة الحسنة لأولادهم , فأحسنوا أيها الاهل تصرفاتكم وأفعالكم وكلامكم امامهم , فهم يولدون وعقولهم صفحة بيضاء فلا تلوثوا عقولهم بالنعرات العائلية ورواسب الماضي البغيضة ، فأنتم المثل الأعلى في حياتهم, وهم يقلدونكم بكل شيء , ونحن في زمن أصبح الإنترنت واليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي تشارك الاهل في تربية أطفالهم , واحيانا تأثير هذه التقنيات على الأطفال اكثر من تأثير الاهل ، والتطور التكنولوجي السريع يحتم على الاهل اتباع طرق وأساليب تربوية متغيرة بل أحيانا إبداعية حتى يواجهوا سرعة التقدم التكنولوجي وانتشار المعلومات التي منها السلبي ومنها الإيجابي , وعلى الاهل آخذ بعين الاعتبار المحافظة على الاحتياجات الثابتة للطفل بالرغم من التغيرات التكنولوجية السريعة لنموهه كالحب والدفء والرعاية الصحية والدعم النفسي والامن والأمان والطعام والملبس , بعيدا عن الأجواء المشحونة والمتوترة للأسرة , في النزاعات بين الوالدين تؤثر سلبا على التطور النفسي والعقلي للطفل فاحذروا منها وتجنبوها .
وعلى الاهل ان يدركوا ان شخصيات أطفالهم تختلف من طفل لآخر من ناحية قدراتهم العقلية واستيعابهم وابداعهم وميولهم وطموحاتهم فلا تقارنوا بين طفل وآخر لأن كل طفل له شخصيته وميزاته وقدراته .
أهلنا الكرام , يؤكد علماء التربية ان السنوات الخمس الأولى هي التي تصيغ وتكون شخصية الطفل , كما تؤثر تصرفات والده ووالدته من حوله في تشكيل شخصيته ايجابا او سلبا، وان البيوت الدافئة والمستقرة لها الأثر الكبير في تطور نفسية وعقلية وشخصية الطفل إيجابيا , كذلك على الاهل إعطاء الفرصة لطفلهم الاعتماد على نفسه وتطوير استقلاليته وتعليمه من الأخطاء التي يقع بها من خلال تجاربه من اجل تنشئته تنشئة صحيحة .
وأخيرا وليس آخرا , لقد تغيرت الحياة كثيرا وأساليب التربية التقليدية لا تتناسب مع الجيل الحالي , وعلى الوالدين مراعاة متغيرات الحياة ومواكبة تطورات العصر , وكما قال سيدنا علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه : لا تربوا أولادكم كما رباكم اباؤكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم.
الدكتور صالح نجيدات