أخبار عالميه

المفلحون”..صوت الشباب المسلم في وجه الإسلاموفوبيا بإيطاليا

الإعلامي إكرامي هاشم ممثل منظمة همسة في إيطاليا

 

في ظل تزايد أعداد الجالية المسلمة في إيطاليا، والتي أصبحت واحدة من أكثر المجتمعات الغربية استقبالًا للمهاجرين بحكم موقعها الجغرافي كبوابة جنوبية لأوروبا وملتقى بين ضفتي البحر المتوسط، ارتفع عدد المسلمين في إيطاليا إلى نحو مليوني مسلم، أي ما يقارب 3% من إجمالي السكان. ومع استقرار الآلاف من الأسر المسلمة، نشأ جيل جديد من الشباب الذي يجمع بين الهوية الإسلامية والانتماء إلى المجتمع الإيطالي.

ورغم اندماج أبناء الجالية المسلمة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ومشاركتهم الفعالة في مختلف المجالات، إلا أن شبح ما يُعرف بـ”الإسلاموفوبيا” ما زال يلاحقهم، خصوصًا في ظل تصاعد خطاب اليمين المتطرف. وهو ما دفع الحاجة لوجود منبر شبابي يعبّر عن هؤلاء الشباب، يرد على حملات التشويه، ويقدم صورة إيجابية عن الإسلام وثقافته في المجتمع الإيطالي.

ولادة “المفلحون”

من رحم هذه التحديات وُلدت جمعية “المفلحون”، على يد الشاب أحمد فال ولد داه، ابن الـ23 عامًا من أصول موريتانية، والدارس لعلوم الإدارة في جامعة تورفيرجاتا، إحدى أكبر الجامعات الإيطالية. استطاع أحمد فال ولد داه أن يجمع حوله عشرات الشباب المسلمين في الجامعة، ليؤسس “المفلحون” كمنصة شبابية تحمل هموم الجالية المسلمة، وتنشر قيم الوسطية، وتشجع الشباب على أن يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع الإيطالي.

واستطاعت الجمعية أن تحقق إنجازًا غير مسبوق، إذ نجحت في إقناع إدارة جامعة تورفيرجاتا بتخصيص مكان مخصص لصلاة الطلاب المسلمين داخل الحرم الجامعي، في سابقة هي الأولى من نوعها، ما اعتُبر انتصارًا كبيرًا للشباب المسلم هناك.

 

دور اجتماعي ورسالة وسطية

تحولت “المفلحون” سريعًا إلى ملاذ لمئات الشباب المسلم في إيطاليا، ليس فقط عبر أنشطتها الميدانية، بل أيضًا من خلال حضورها القوي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تشكل فضاءً للحوار والنقاش وتبادل الخبرات بين أبناء الجالية.

يقول مؤسس الجمعية أحمد فال:

“فكرة المفلحون جاءت بعد ملاحظتي للهجوم المتكرر من قبل اليمين المتطرف على الإسلام ومحاولاتهم تصدير الإسلاموفوبيا إلى المجتمع الإيطالي، فكان القرار بإنشاء منصة شبابية تقود مواجهة هذه الحملات، وتقدم الصورة الصحيحة عن ديننا الحنيف.”

ويؤكد أحمد فال أن الجمعية تسعى إلى أن تكون نواة لمؤسسة اجتماعية كبرى، تُمكّن الشباب المسلم من المشاركة الفعالة في الحياة العامة، وأن تخرج من تحت عباءتها مستقبلاً قيادات تمثل المسلمين في مختلف المؤسسات الإيطالية.

طموحات ودعوة للدعم

يدعو أحمد فال الجمعيات والمنظمات الدولية والمحلية إلى دعم مبادرته، معتبرًا أن الجيل الثاني من المسلمين في إيطاليا هو الأقدر على حمل قضية الدفاع عن الإسلام، بفضل جمعهم بين الثقافتين العربية والإيطالية، وقدرتهم على مخاطبة المجتمع بلغة يفهمها والتأثير فيه.

وبذلك، تمثل “المفلحون” اليوم خطوة عملية نحو بناء جسور التفاهم بين المسلمين والمجتمع الإيطالي، وتقديم نموذج يحتذى به في العمل الشبابي الإسلامي الواعي

إغلاق