إسال طبيبك في الطب البديلالصحه والجمال
ما العلاقة بين جرثومة المعدة والتهاب المعدة الضموري
عديدة هي المشاكل الصحية التي يواجهها أعضاء الجسم على اختلاف وظائفهم وأدوارهم، وإن كان للجهاز الهضمي وتحديداً المعدة الجزء الأكبر من المتاعب كونها تعمل بمثابة وعاء مؤقت للتخزين والتوزيع الميكانيكي للطعام قبل نقله إلى الأمعاء عند الإنسان، ومنه لمختلف أعضاء الجسم.
تتعرض المعدة للعديد من المشاكل الصحية والأمراض، مثل الإرتجاع المعدي المريئي، مرض الجزر المعدي المريئي، عسر الهضم، قرحة المعدة، والتهاب المعدة الضموري الذي يصادف أن له علاقة وطيدة بجرثومة المعدة كما سنطلعكم في موضوعنا اليوم.
لكن بداية لا بد من معرفة كيف يتطور التهاب المعدة الضموري، ثم تنتقل بعدها لتوضيح العلاقة بينه وبين جرثومة المعدة.
كيف يتطور التهاب المعدة الضموري
يشير موقع “ويب طب” المعني بالشؤون الطبية والصحية، إلى أن التهاب المعدة الضموري هو هيئة مزمنة من التهاب المعدة، ينشأ عادة جراء إصابة بطانة المعدة بالتهاب مزمن لعدة سنوات، وقد يترافق هذا الإلتهاب مع فقدان بعض الخلايا السليمة في المعدة، ليتم استبدال بعض الخلايا التالفة بخلايا غير طبيعية وأنسجة ليفية.
ومع الوقت، قد يتسبب الإلتهاب الحاصل في إحداث تلف تدريجي بخلايا بطانة المعدة، مما قد يؤدي لظهور العديد من المضاعفات، مثل الإضطرابات الهضمية، ونقص بعض العناصر الغذائية.
تأتي بعض أنواع البكتيريا كسبب شائع وراء التهاب المعدة الضموري، مثل جرثومة المعدة أو بكتيريا الملوية البوابية وهي عدوى بكتيري تقوم بتعطيل حاجز المخاط الذي يحمي بطانة المعدة من العصائر الحمضية التي تساعد على الهضم. وتعمل هذه العدوى على تدمير الخلايا تدريجياً في بطانة المعدة في حال لم تخضع للعلاج. لكن في بعض الحالات، يحدث هذا الإلتهاب جراء مهاجمة نظام المناعة الخلايا السليمة بطريق الخطأ في بطانة المعدة، وهذا مرض معروف باسم التهاب المعدة الضموري الذاتي أحد أنواع التهاب المعدة الضموري.
العلاقة بين جرثومة المعدة والتهاب المعدة الضموري
تحدث عدوى بكتيريا الملوية البوابية H.pyloriفي معظم الحالات في مرحلة الطفولة، لكنها قد تزداد سوءا مع الوقت خصوصاً في حال عدم الكشف المبكر عنها وعلاجها بالطرق المتبعة.
ويمكن لالتهاب المعدة الضموري أن ينتقل من شخص لآخر عن طريق الإتصال المباشر مع البراز أو القيء لمصاب بهذا المرض، كما يمكن أن تحدث العدوى جراء تناول الطعام أو مياه الشرب الملوثة بالبكتيريا.
وبالعودة إلى العلاقة بين جرثومة المعدة والتهاب المعدة الضموري، تشير معظم المواقع الطبية إلى احتمال إصابة أي شخص بالتهاب المعدة الضموري في حال كان يعاني من عدوى بكتيريا الملوية البوابية. وهذا النوع من العدوى شائع بدرجة كبيرة في معظم أنحاء العالم، ويتنشر بشكل أكبر في الأماكن الفقيرة والمكتظة بالسكان، وكذلك بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية أو مرض السكري. كما يُلاحظ أن مواطني أفريقيا وشمال أوروبا والمتحدرين من أصل آسيوي هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى بكتيريا الملوية البوابية.
مع الإشارة إلى أن أمراضاً مثل التهاب المعدة الضموري، يمكن أن يتطور إلى سرطان المعدة في حال إهماله أو عدم علاجه بفعالية.
أعراض التهاب المعدة الضموري
قد لا تظهر أية أعراض على المصاب بالتهاب المعدة الضموري في بداية المرض، وقد تستمر هذه الحالة لعدة سنوات قبل أن يدرك الشخص إصابته بهذا النوع من الإلتهابات.
وعندما تظهر الأعراض فإنها تختلف حسب نوع المرض، مع العلم أن التهاب المعدة الضموري هو نوعان، نوع مرتبط بالبكتيريا ونوع مرتبط بالمناعة الذاتية.
فيما يخص أعراض التهاب المعدة الضموري المرتبط بالبكتيريا، فهي تضم التالي:
- فقدان الشهية والتقيؤ والغثيان.
- خسارة الوزن بشكل غير متعمد.
- فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
- قرحة أو آلام في المعدة.
أما أعراض التهاب المعدة الضموري المرتبط بالمناعة الذاتية وحدوث خلل فيها، فإن أبرز أعراضه تتعلق بنقص فيتامين ب12 وما قد ينتج عن هذا النقص من مشكلات مثل فقر الدم الوبيل. ومن أعراض هذا النوع:
- دوار وتعب عام وضعف.
- خفقان القلب.
- آلام الصدر.
- طنين الأذنين.
- مشكلات في الأعصاب، قد تظهر على هيئة مضاعفات متنوعة، مثل اختلال في التواز أثناء المشي، وتنميل الأطراف.
كيفية تشخيص وعلاج التهاب المعدة الضموري
يلجأ الطبيب لمجموعة فحوصات معينة للكشف عن التهاب المعدة الضموري، منها الفحص الجسدي لرصد أية ليونة في محيط المعدة، وفحوصات الدم لتحري مستويات فيتامين ب12 والأجسام المضادة، فضلاً عن اختبار النفس للكشف عن البكتيريا الملوية البوابية، وأخذ خزعة من خلايا المعدة.
ويعتمد علاج التهاب المعدة الضموري على السبب الكامن وراء التهاب المعدة؛ فإذا كان السبب بكتيرياً، يتم استخدام المضادات الحيوية وأدوية معينة تهدف لتقليل إنتاج العصارات الهضمية ريثما تتعافى أغشية المعدة.
أما التهاب المعدة الضموري الناجم عن خلل في المناعة الذاتية، فيتم علاجه باستخدام استخدام حقن فيتامين ب12، والتأكد من حصول المريض على الحديد بكميات كافية.
وفي حال تم التعامل مع سبب التهاب المعدة الضموري بشكل فعال، يمكن لأعراض المرض أن تتلاشى شيئاً فشيئاً. كما أن الإلتهاب الناجم عن سبب بكتيري يسمح للمريض بالتعافي في حال حصل على العلاج المناسب.
المصدر /مجلة هي