عواصم ثقافيه

اهرامات النوبة الاسرة الخامسة و العشرين

اهرامات النوبة
الاسرة الخامسة و العشرين

لاننا لا ننكر تاريخًا ولا نزوره و نعرض دائما الحقائق، نتجه جنوبا مع وادي النيل نحو السودان لنكتشف معا حضاراتهم و التي تعتبر تكملة من ملوك مملكة كوش النوبية لما بدأه عظماء مصر.

تاريخيًا و منذ عهد الدولة الوسطى اتجه حكام مصر نحو النوبة للسيطرة عليها باعتبارها الامتداد الطبيعي لمصر و محاولة للسيطرة على طرق التجارة مع أفريقيا و منابع النيل من خلالها، و ظلت العلاقه مع هذه المناطق أما سيطرة تامة لمصر او استقلال للنوبة في اوقات ضعف الدولة المصرية، أو تبعية لمصر في حال قوة الدولة و خاصة في عهد الدولة الحديثة، كما قام الملوك المصريين ببناء مستعمرات في النوبة أصبحت فيما بعد عواصم لها و أهم حواضرها، أدى هذا الاحتكاك لتمصير الثقافة النوبية في الدين فأصبحت الديانة المصرية هي السائدة و الكتابة، فأصبحت الأحرف الهيروغليفية هي المستخدمة في الكتابة النوبية (رغم ذلك لم تفك شفرة كتابتها بعد) و الزخارف و الرسوم و التماثيل كلها اتخذت الطابع المصري، توج هذا المذج الثقافي بقيام الأسرة ال25 المصرية و التي كانت بالأصل من ملوك النوبة المتمركزين في نبتة التي بناها المصريون، لكن الكوشيين لم يغزو مصر بالحرب بل سلميًا إلى حد كبير، فقد رحب بهم المصريين باعتبارهم جزء منهم، و بدورهم بدأ فراعنة الأسرة الخامسة و العشرون بتمصير النوبة أكثر فأكثر، حتى أنهم أعادوا عادة بناء الأهرامات في بلدهم بعد أن كانت توقفت في مصر قبل نحو 1000 عام.

و اهرامات السودان و إن اكتسبت الطابع المصري من حيث الفكرة و الطراز المعماري، إلا أنها اختلفت في الشكل و المضمون عن نظائرها المصرية، فالسودان تحوي اهرامات أكثر من مصر إلا أنها ذات قاعدة أصغر و اطوال أقصر فزاوية بناء الهرم النوبي كانت 70 درجة بدلا من 40 و 50 درجة في مصر القديمة، كما أن أكبرها كان يبلغ طوله 30 متر و على الرغم من أنها قد بنيت كمقابر كشقيقتها الكبرى و احتوت مجموعتها على معبد جنائزي و كل ما حوته الأهرامات المصرية، إلا أن الملك لم يكن يدفن في داخلها بل تحتها، و تم العثور على بقايا لكنوز هذه المقابر لكن للأسف سرقت البقية منها، أما سبب كثرتها هو أن النوبيين كانوا يدفنون بطريقة المقابر الجماعية للملك و زوجاته و حاشيته يعتقد أنها عادة قديمة عندهم من قبل دخول ديانة الفرعونية إليهم، بنيت هذه الأهرامات في أغلبها من احجار الجيرانيت و الحجر الرملي مما اكسبها القدرة على الاستدامة، أما سبب شدة انحدار الزاوية هذا فيرجعه بعض العلماء أن هذا كان شكل البيوت النوبية القديمة، و البعض الآخر قال أن منطقة شمال السودان التي تقع فيها تلك الأهرامات منطقة سيول فكان هذا هو الشكل الأمثل للمحافظة عليها عبر الزمن.

تقع أغلب تلك الأهرامات الآن في منطقة نوري و منطقة جبل البركل و منطقة الكورو، و للأسف قام أحد صائدي الكنوز الايطاليين لا داعي لذكر إسمه لنبذه من التاريخ بفعلته بتدمير الكثير منها في منتصف القرن ال19 بعد أن صمدت في وجه الزمن ما يقرب من ٢٥٠٠ عام.

أما ختامًا فالمنطقة بطول وادي النيل من الجيزة و حتى السودان جنوبا تستحق أن تكون رحلة سياحية ممتعة لهواة المغامرة لمشاهدة عظمة و قدرة حضارات هذه المناطق و التي لا تضاهيها حضارة في العالم.

تمت بحمد الله

#المجتهد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق