فلسطين تراث وحضارهقافلة القدس
مدارس القدس – فلسطين
إعداد : أ.د. حنا عيسى – أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسا
(القدس قصيدة التّواصُل مع السماءِ عبر الأجيال ، فيها ومنها شعّ نور الحبِّ الإلهي لكلِّ المؤمنين الأوفياء ، فيها وفي ساحتها فرد المسيح عليه السلام جناح الحب والسلام رغم النزيف والآلام بصبر تعجز عنه الأفكار والأقلام. منها عرج إلى السماء السابعة خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبيّ الإسلام والإنسان في كُلِّ زمانٍ ومكان. إنّها القدس الحبيبة ساكنةُ القلوب والأرواح ، أقصر طريق إلى السماء أرض المحشر والمنشر ، فطوبى لأهلها ومن في أكنافها الذين خَّلدهم القرآن الكريم في آياته الخالدة طهرًا وعطاءً وقداسة).
تعتبر مدارس القدس إحدى معالم المدينة وحضارتها، حيث كانت قبلة للعلم والمتعلمين ، ساهمت في رقي الحضارة وتطورها ، وعايشت ما مر على المدينة من ويلات وحروب وانتصارات…لتبقى الى اليوم وقفاً جميلاً شاهداً على تواتر الحضارات.
تقع في باب الحديد غربي الحرم الشريف إلى الشمال من باب القطانين وجنوبي المدرسة الأرغونية، أنشئت سنة 557 هـ (4531م) في فترة المماليك، ويتفق المؤرخون على أن واقفتها هي أوغل خاتون في الخامس من ربيع الثاني سنة سبعمائة وخمس وخمسين للهجرة، وأكملت أصفهان شاه بنت الأمير قازان شاه عمارة هذه المدرسة سنة سبعمائة واثنين وثمانين للهجرة، حيث بقيت الخاتونية مكانا للتدريس، فدرس فيها القرآن الكريم حتى القرن العاشر الهجري، وأصبح متقطعا بعد ذلك، إلى أن توقف مع بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين، دفن فيها الزعيم الهندي المسلم محمد علي، والزعيم الفلسطيني موسى كاظم الحسيني ونجله شهيد القسطل عبد القادر الحسيني، ثم ابنه فيصل عبد القادر الحسيني.
تقع بباب الحديد ، أقامها نائب الشام سنة سبعمائة وإحدى وثمانين “بيدمر” .
تقع في الركن الشمالي الغربي من المسجد الأقصى مطلة على الحرم، أنشأها الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي، نائب القدس وناظر الحرمين الشريفين (أي المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي بالخليل) في زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون بين سنتي 217 هـ و 027 هـ، وقد حولت هذه المدرسة إلى سكن لنواب القدس، وفي العصر العثماني حولت إلى قشقلان ودار للحكم، وبعد الاحتلال البريطاني أقام المجلس الإسلامي الأعلى كلية روضة المعارف فيها، ثم أصبحت دارًا للشرطة وفيها الآن المدرسة العمرية للبنين.
أقيمت بباب الناظر من قبل الحاجة سفري خاتون ابن شرف الدين محمود المعروف بالبارودي ، وذلك سنة سبعمائة وثمان وستين للهجرة .
وتقع بجوار الزاوية اليونسية من جهة الشمال.
وتقع هذه المدرسة في طرف الحرم من الناحية الغربية بجوار باب الناظر، فوق رباط علاء الدين البصيري، أنشئت سنة 838 هـ (3341م) في عهد السلطان الأشرف برسباي المملوكي، أنشأها الأمير حسام الدين الحسن بن محمد بن عبد الله الشهير بالكشكيلي، نائب القدس وناظر الحرمين الشريفين في القدس والخليل. تحول جزء من هذه المدرسة إلى دار للسكن وضُمَّ الجزء الآخر إلى المدرسة المنجكية،واتخذت المدرسة وما ضُمَّ إليها مقرًّا للمجلس الإسلامي الأعلى، ثم مقرًّا لدائرة الأوقاف في القدس.
تقع على طرف صحن الصخرة من جهة القبلة إلى الغرب، أُنشئت سنة 406 هـ (7021م) في عهد الأيوبيين، أنشأها الملك المعظم عيسى، تتكون من غرفتين وصالة في الوسط، نال النحو العربي اهتمامًا كبيرًا في هذه المدرسة، وقد كانت تدرس فيها كتب في العربية مثل “الكتاب” لسيبويه والإيضاح لأبي علي الفارسي و”إصلاح المنطق” لابن السّكِّيتوغيرها، وقد دُرِّست في هذه المدرسة إلى جانب النحو علوم العربية الأخرى: كاللغة، والأدب،والبلاغة، والعروض، وغيرها، أصبحت هذه المدرسة مكتبة للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في العهد الأخير، ثم أصبحت مقرًّا للمكتب المعماري الهندسي لإصلاح قبة الصخرة المشرفة وإعمارها في سنة 1965م، وهي الآن أحد مكاتب لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك.