مقالات
أدب الحوار / عبد الحفيظ إغبارية / الدنمارك
خلق الله- سبحانه وتعالى البشر مختلفين فى اللغة والفكر والعادات والتقاليد، وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا فى حدود ما أعطاه الله لهم من قدرات وإمكانيات تعينهم على الحياه فى كل زمان ومكان. وقد ميز الله الإنسان عن بقية المخلوقات بالعقل الذى به يفكر ويبدع ويميز بين الخير والشر، ويستطيع تحمل المسئولية كاملة عن حرية اختياره ونتيجة أفعاله. وإذا كان الإسلام دين الرحمة فهو يضع الوسائل المعينة على تحقيق حكمة الله فى خلقه من إعمار للأرض ونشر قيم المحبة والسلام بين الناس. والحوار من هذه الوسائل العظيمة والتى لا غنى عنها فى عالم اليوم برغم كل هذه المظاهر الحضارية والتى قربت المسافات بين البشر وجعلتهم يعيشون فى قرية صغيرة تنتقل فيها الأخبار والمعلومات بسرعة فائقة .
نحن نعيش اليوم فى عالم تتصارع فيه الدول والأفراد ولا مجال للعيش فى أمن وسلام إلا بلغة الحوار الهادف الذى يجمع ولا يفرق.. يبنى ولا يهدم بل ويظل نبراسا لكل الفرقاء حتى يدركوا أن لغة العقل أسمى من لغة القوة.
وللحوار الذى دعا إليه الإسلام آداب جليلة يجب أن يتحلى بها المسلم فى حياته اليومية، أدب الحوار
حتى تتحقق الحكمة من ورائه ويتواصل الناس فيما بينهم على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وقد بين القرآن الكريم والسنة النبوية ذلك فى كثير من الآيات والأحاديث، فمن وصايا لقمان الحكيم لابنه “واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير” (سورة لقمان: آية 19)
كما يجب على المسلم أن يتورع فى النطق كما يتورع فى المأكل والمشرب، فيتجنب اللغو وما لا طائل ورائه كما يتجنب المحرمات والشبهات لقوله تعالى “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”،
وفى الحديث قال صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
وعندما نتكلم عن أدب الحوار فلا بد ان نذكر القائمين عل تعليم ابنائنا وضرورة تربية اولادنا على ثقافة الحوار وآدابه العظيمة وان تحتوي مناهجنا التربوية على تلك القيم النبيلة بعد ان سادت روح العصبية والحزبية بين ابنائنا والشعب الواحد
الذي يأبى الرجوع لحقبة ظلماء