الرئيسيةفلسطين تراث وحضارهقافلة القدسمقالات

مكانة القدس في الديانات السماوية الثلاث (الإسلام، المسيحية، اليهودية)

إعداد الباحث: أ.د حنا عيسى / الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات


تُعتبر مدينة القدس مدينة عربيّة من أقدم مدن العالم، وهي عاصمة دولة فلسطين المحتلة، وأول من سكنها هم اليبوسيون الكنعانيون وأسموها يبوس أو أورسالم، وقد دخلت القدس عبر التاريخ في حكم عدد من الإمبراطوريات ما أدى إلى تغير اسمها أكثر من مرة تاريخياً، ففي العهد الروماني صار اسمها إيليا وحصلت على إسمها القدس منذ العهد العباسي، إذ كانت في ذلك وقت مشمولة بالحكم الإسلامي الذي عم المنطقة، كما وتغيرت حدود القدس أكثر من مرة وصولاً إلى حدودها الحالية، كما شغلت على مر التاريخ مكانة خاصة في نفوس أتباع مختلف الديانات السماوية وتكثفت هذه المكانة مؤخراً بسبب الاحتلال الذي تتعرض له هذه المدينة.

تعني القدس في اللغة تنزيهَ الله، وتعني أيضاً الطّهارة، ومن معانيها التّنزيه، والتّقديس. وقد عُرِفت القدس بالعديد من الأسماء قديماً وحديثاً منها: يبوس؛ نسبةً إلى اليبوسيّين الذين يُعدّون من العرب البائدة، ثمّ بعد ذلك سُمِّيت بمدينة داود زمن النبيّ داود عليه السلام، ثمّ سُمِّيت يروشاليم؛ وذلك عندما فتحها الإسكندر الأكبر، ثمّ سُمِّيت بهيروساليما في زمن تيطس عام 70م، ثمّ في عهد الرّومانيِّ إدرياتوس سُمِّيت إيلياكابتولينا، واستمرّت على تلك التسمية حتّى عهد هرقل، ولمّا فتحها المسلمون أطلقوا عليها بيت المقدس أو القدس، ثمّ سُمِّيت بالقدس الشريف في عهد العثمانيّين، ومن أسمائها كذلك جروسالم؛ أي المكان المُقدَّس.

يتفق علماء التاريخ البشري أنّه لم تحظَ مدينة قط بما حظيت به القدس من أهمية لدى شعوب الأرض قاطبة، فهي مهبط الوحي، وموطن إبراهيم خليل الرحمن، ومقر الأنبياء، ومبعث عيسى كلمة الله التي ألقاها إلى مريم، وهي أولى القبلتين، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، استقبلها المسلمون في صلاتهم، وخصّها الله بإسراء رسوله وحبيبه المصطفى وحتى اليهود يزعمون بأنها تضم “معبدهم المقدس”.

وحظيت مدينة القدس، وما تزال، بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني، وتميزت بخصوصية الزمان والمكان. فهي في الزمان ضاربة جذورها منذ الحضارة العربية الكنعانية، أما بالنسبة لخصوصيتها المكانية، فقد شملت الموقع والموضع، فكانت ملتقى الاتصال والتواصل بين قارات العالم القديم، تعاقبت عليها الحضارات، وأَمّتها الجماعات البشرية المختلفة، مخلفة وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية، التي جسدت الملاحم والحضارة والتاريخ، دلالة على عظم وقدسية المكان.ولابد أن يكون لمثل هذه الظاهرة الحضارية الفذة أسباب ومبررات، هي سر خلودها واستمرارها آلاف السنين، رغم كل ما حل بها من نكبات وحروب أدت إلى هدم المدينة، وإعادة بنائها ثماني عشرة مرة عبر التاريخ، وفي كل مرة كانت تخرج أعظم وأصلب وأكثر رسوخاً من سابقتها، دليلاً على إصرار المدينة المقدسة على البقاء، فمنذ أن قامت (القدس الأولى) الكنعانية قبل نحو 6000 سنة، وهي محط أنظار البشرية، منذ نشأت الحضارات الأولى في (فلسطين ووادي النيل والرافدين)، مروراً بالحضارة العربية الإسلامية، وحتى يومنا هذا.

*أهمية القدس بالنسبة للمسلمين:

ذكرت القدس في القرآن الكريم في آيات عديدة.. أحياناً من خلال ذكر المسجد الأقصى، وأحياناً من خلال ذكر الأرض المباركة أو المقدسة. قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). كما حوت السُنة النبوية الشريفة على الكثير من الأحاديث الخاصة بالقدس، فتحدَّث بعضها عن قدم المسجد الأقصى وأصل بنائه، وهو بمثابة القلب لمدينة القدس، وتحدث بعضها عن فضائل بيت المقدس ومكانتها بين المدن. وقد اكتسبت أرض المسجد الأقصى، بما فيها الصخرة المشرفة، بالإسراء والمعراج، قدسية عميقة، فذكروا الكثير من المرويات تشيد بجلالة الصخرة، ولاسيما أن الصخرة النقطة التي عرج بها النبي إلى سدرة المنتهى.

أما مكانة القدس في قلوب وعقول ووجدان المسلمين، فلا تعادلها إلا مكانة الحرمين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، لذلك كتبوا في فضائلها. وروي عن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، قوله: “مَن مات في بيت المقدس، فكأنما مات في السماء”. وقال رسول الله “مَن أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة، فلينظر إلى بيت المقدس”.  

إن الله تعالى وصفه في القرآن الكريم بأنه مبارك قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) ( سورة الإسراء / 1 ) والقدس هي مما حول المسجد وبهذا تكون مباركة .
أن الله تعالى وصفها بأنها مقدسة في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام : (يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) ( سورة المائدة /21 ) .
فيها المسجد الأقصى والصلاة فيه تعدل مائتين وخمسين صلاة .عن أبي ذر رضي الله عنه قال : تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مِثْل شطن فرسه من الأرض حيث يَرى منه بيت المقدس ; خير له من الدنيا  جميعاً ” . رواه الحاكم (/509 ) وصححه ووافقه الذهبي والألباني كما في “السلسلة الصحيحة” في آخر الكلام على حديث رقم ( 2902 ). والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة ، فتكون الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة .
والقدس عند المسلمين هي أولى القبلتين التي توجه إليها المسلمون في صلاتهم، نحو ما يزيد عن ستة عشر شهراً بإمامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وعن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: (الصلاة في بيت المقدس ألف صلاة. وهي ثالث الحرمين الشريفين، وهي مهبط الأنبياء والرسل، ومنها انطلاق الهداية للبشر لعبادة الله وحده) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “إن بيت المقدس بنته الأنبياء، وعمرته الأنبياء، وما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي وقام عليه ملك”.
وتضم القدس معالم الحضارة الإسلامية كالحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة والجامع العمري وحائط البراق الذي أوقف النبي صلى الله عليه وسلم براقه عنده ليلة الإسراء، وفي القدس مقابر تضم في ثراها أعداداً كثيرة من الشهداء وأبطال المسلمين، وفيها من المدارس الإسلامية التاريخية التي اهتمت بشتى العلوم الإنسانية والفقهية والإسلامية وغيرها من العلوم.
أن الأعور الدجال لا يدخلها لحديث “وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس” رواه أحمد ( 19665 ) ، وصححه ابن خزيمة ( 2 / 327 ) وابن حبان   ( 7 / 102 ).
والدجال يقتل قريباً من هناك يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما جاء في الحديث “يَقتل ابنُ مريم الدجالَ بباب لُدّ ” رواه مسلم ( 2937 ) من حديث النواس بن سمعان . و” لدّ” : هي مكان قرب بيت المقدس .
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال تعالى : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) (الإسراء/1 ) .
أنها قبلة المسلمين الأولى، كما جاء عن البراء رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ..  رواه البخاري ( 41 ) – واللفظ له – ومسلم ( 525 ) .
أنها مهبط الوحي وموطن الأنبياء وهذا معلوم مقرر .
أنه من المساجد التي تُشد الرحال إليها . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى ” . رواه البخاري ( 1132 ) . ومسلم ( 827 ) من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ ” لا تشدوا الرحال إلا …” .
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء في صلاة واحدة في الأقصى في حديث طويل “.. فحانت الصلاة فأممتهم ” رواه مسلم ( 172 )  من حديث أبي هريرة .
جبل الزيتون (جبل الطور):  يقع هذا الجبل في شرق القدس، وقد شهد نزول معظم الجيوش التي قدمت لفتح القدس. نزل عليه القائد الروماني (تيطس) بجيشه، وجيوش المسلمين عندماحاصرت القدس، ودخلها الخليفة عمر بن الخطاب وأبوعبيدة بن الجراح سنة 637م، وكذلك صلاح الدين الأيوبي سنه 1187م، والسلطان الظاهر بيبرس سنة 1260م. وعلى جبل الزيتون، يوجد قبور شهداء المسلمين من عهد عمر بن الخطاب الى الان، ومنها قبر رابعة، وقبر سلمان الفارسي.
مدارس بيت المقدس الدينية : انشئت زمن الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، وعددها في القدس سبعون مدرسة، وكانت تمنح شهادات مثل الازهر الشريف في القاهرة، وتقدم تعليماً دينياًفي الأساس على مستوى جامعي، أي أنها كانت بمفهوم اليوم كليات دينية.
مؤسسات الطرق الصوفية :

1.في القدس كان 12 رباطاً \خوانق القدس وعددها سبعة.

2.الزوايا الدينية وعددها في القدس 54 زاوية.

3.دور الكتب في بيت المقدس وعددها أربع .

4.مكتبات الأسر المقدسية والمكتبات الخاصة الأخرى، وعددها تسع .

*الفاروق ومقاليد بيت المَقْدس

ما أن أدرَكَ واستوعَبَ المسلمون أهميَّة المكانة الدِّينيَّة الرَّفيعة للمسجد الأقصى وبيت المقدس وعلاقتهما الوثيقة بالعقيدة الإسلاميَّة، حتى بدؤوا بأسلمتهما ماديًّا وسياسيًّا. فكان الفتح العُمَري لبيت المَقدس سنة 15هـ/ 636م، عندما دَخَلَها الخليفة عمر بن الخطاب سلمًا، وأعطى لأهلها الأمان من خلال وثيقته التي عُرِفَتْ بالعهدة العُمَريَّة، وقد جاءت هذه الوثيقة لتمثّل الارتباط السياسي وحق الشَّرعيَّة الإسلاميَّة بالقدس وبفِلَسطين. وبعد تسلمه مفاتيح مدينة القُدس من بطريرك الروم صفرنيوس، سار الفاروق عمر إلى منطقة الحرم الشريف التي كانت خرابًا تامًّا في ذلك الوقت، وزار موقع الصخرة المشرفة وأمر بتنظيفها كما أمر بإقامة مسجدٍ في الجهة الجنوبية منَ الحَرَم الشريف، ثم عمد إلى تنظيم شؤون المدينة فأنشأ الدَّواوين، ونَظَّم البريد، وعَيَّن العيون، وأقام يزيد بن أبي سفيان واليًا، وعيَّن عبادة بن الصامت قاضيًا فيها وعلى جند فلسطين.

*القدس مدينة السيد المسيح

تقسم حياة السيد المسيح إلى مرحلتين، الحياة الخفية، التي امتدت من مولده إلى سن الثلاثين تقريبًا، والحياة العلنية وهي السنوات الثلاث الأخيرة من حياته حتى موته وقيامته. وفي المرحلتين زار السيد المسيح القدس أو أقام فيها. فأول مجيء للسيد المسيح إلى القدس كان في اليوم الأربعين لمولده لختانه هناك. “وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ الطِّفْلُ، سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا كَانَ قَدْ سُمِّيَ بِلِسَانِ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ يُحْبَلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. ثُمَّ لَمَّا تَمَّتِ الأَيَّامُ لِتَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدَا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمَاهُ إِلَى الرَّبِّ”. وهرب القديس يوسف والسيدة مريم العذراء بالطفل يسوع إلى مصر من بطش هيرودس وظلمه، إذ قتل أطفال بيت لحم من عمر السنتين وما دون علّ يسوع يكون بينهم. ولما توفي هيرودس عادت العائلة إلى الناصرة، خشية من بطش ابنه ارخلاوس. فَوَصَلَ بَلْدَةً تُسَمَّى «النَّاصِرَةَ» وَسَكَنَ فِيهَا، لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِلِسانِ الأَنْبِيَاءِ إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً“. ويذكر الإنجيل المقدس أن السيد المسيح صعد إلى القدس من الناصرة؛ “وَكَانَ أَبَوَاهُ أي والدته البتول ومربّيه القدّيس يوسف) يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ . فَلَمَّا بَلَغَ سِنَّ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ، صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَالْعَادَةِ فِي الْعِيدِ. وَبَعْدَ انْتِهَاءِ أَيَّامِ الْعِيدِ، رَجَعَا، وَبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَهُمَا لاَ يَعْلَمَانِ. وهذا النص الإنجيلي يبين بوضوح مركزية القدس والصعود إليها في الأعياد والحج. الرواية الإنجيلية هذه تذكر زيارة السيد المسيح إلى القدس في عمر الثانية عشرة، ولكن الرواية تترك المجال مفتوحا للتأويل والاستنباط؛ فقد يكون السيد المسيح قد كرّر هذه الزيارة سنوياً مع أهله إلى القدس في عيد الفصح، لأن النص يقول ان أبويه كانايَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. أما سبب صعود السيد المسيح إلى القدس في عمر الثانية عشرة، لان هذا العمر كان سن البلوغ ونشوء المسؤولية الدينية في تتميم العبادات المدعوّ بالعبريّة “بار متسفاه” اي “ابن الوصيّة”، والصعود إلى القدس في عيد الفصح.

غدت القدس في الحقبة الثانية من حياة السيد المسيح، أي الحياة العلنية، وهي تقريبًا السنوات الثلاث الأخيرة مركز حياة السيد المسيح ومحور بشارته وعمله الخلاصي. تجوّل السيد المسيح في الجليل وأتى إلى نهر الأردن، وأقام في عبر الأردن، أي شرق الأردن، لدى يوحنا المعمدان، وزار المدن العشر، وبعضها في الأردن، ووصل جنوب لبنان. ولكن القدس ظلت الموئل الأخير، والمنزل الرئيس في حياته، إذ فيها ستتم أهم النبوءات الواردة في العهد القديم عن آلامه وموته وقيامته (خصوصًا في أشعيا 53 ، والمزمور 22 (21).   وكثيراً ما أشار العهد الجديد إلى صعود السيد المسيح إلى القدس وربط بين المدينة المقدسة وكتب الأنبياء في العهد القديم: ُمَّ انْتَحَى بِالاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَسَوْفَ تَتِمُّ جَمِيعُ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبَهَا الأَنْبِيَاءُ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ. أما آيات السيد المسيح وعجائبه في القدس فعديدة، ويختصر الإنجيلي يوحنا ذلك بقوله: ” وَبَيْنَمَا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ بِاسْمِهِ كَثِيرُونَ إِذْ شَهِدُوا الآيَاتِ الَّتِي أَجْرَاهَا. وأهم هذه الأعاجيب؛ شفاء المخلع، وشفاء الأعمى، وإقامة اليعازر الميت. إن معظم الأماكن التي جرت فيها هذه الآيات والتعاليم في القدس وأكنافها وفي أنحاء فلسطين وجوارها كانت معروفة في عصر السيد المسيح وبعده، ونالت أكرام المسيحيين، وتوجهوا إليها في عبادتهم وحجهم، وشيّدوا على مواقعها الكنائس والأديار. والأسبوع الأخير من حياة السيد المسيح يُعرف بالأسبوع المقدس، ويبدأ بأحد النخيل، وينتهي بفجر الأحد التالي بالقيامة. وفي أحد النخيل دخل السيد المسيح إلى القدس قادماً من جبل الزيتون واستقبلته الجموع بالهتاف، معلنة كبيرها وصغيرها أنّه “ابن داود” أي المسيح الملك المنتظر، ممّا سرّع مراحل التآمر عليه بين اليهود، وكان فصح اليهود قد اقترب. أما الحدث الأهم في حياة السيد المسيح، فهو آلامه وموته وقيامته، التي امتدت زمنيا بين مساء الخميس المقدس إلى فجر يوم الأحد، يوم القيامة، (حوالي 60-65 ساعة). فقد تمت هذه الأحداث في القدس على رقعة جغرافية لا تتجاوز الكيلومترين المربعين. وأفرد لها الإنجيليون الأربعة 19 فصلا من مجموع فصول الأناجيل البالغة 89 فصلا، أي أن بنسبة 21.3% ، أو خمس الإنجيل تقريبا، فقد خصصت لهذه الأيام المقدسة، بينما بقية الفصول تروي حياة السيد المسيح البالغة 33 عاما. وأهم مراحل الآلام التي تمت في القدس هي: تآمر أحبار اليهود على السيد المسيح، خيانة يهوذا، السيد المسيح في بستان الزيتون (الجتسمانية)، السيد المسيح لدى قيافا عظيم أحبار اليهود، إنكار بطرس للسيد المسيح، السيد المسيح يُوثق ويُساق إلى بيلاطس الحاكم الروماني، يأس يهوذا الإسخريوطي وانتحاره، السيد المسيح في حضرة هيرودس، إكليل الشوك والجلد، الصلب والموت والدفن، القيامة، ترائي السيد المسيح بعد القيامة..

يدرك المرء من أقوال السيّد المسيح وفعاله في القدس أنّه عدّها عاصمته حيث تربّع لا على عرش العظمة الدنيوية – بما أنّ “ملكوته ليس من هذا العالم” (يوحنا 18 : 32) بل على عرش الصليب وهكذا أصبحت القدس مرّة أخرى وأفضل من اي وقت مضى “مدينة الملك العليّ” و “بهجة الأرض كلّها”.

درب الآلام: هو طريق يعتقد أن “السيد المسيح” قد سلكه حاملًا صليبة عندما ساقه جنود الرومان إلى موقع صلبه. ويتكون درب الآلام من 14 مرحلة تبدأ من مدرسة راهبات صهيون حيث الموقع الذي أصدر منه الحاكم الروماني “ثيوش” حكمه بصلب السيد المسيح وتتجه غربًا إلى منطقة الواد وعقبه المفتى ثم عبر الطريق الذي تصل الواد بباب خان الزيت معقبة الخانقاه لتصل إلى القبر المقدس في كنيسة القيامة. وعلى درب الآلام وقع المسيح مغشيًا عليه عدة مرات بفعل التعذيب الذي لاقاه وثقل الصليب الذي كان يحمله وتاج الشوك الذي كان يعلو رأسه.

كنيسة سيدتنا مريم: تقع الكنيسة في وادي قدرون في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط وتحتوي الكنيسة على قبور “مريم البتول” ووالديها وكذلك قبر يوسف النجار وقد بنيت بين عامي 450-457 م.

– كنيسة القديسة حنة (الصلاحية): وتقع الكنيسة شمالي الحرم القدسي قرب باب الأسباط، حيث أتى السيد المسيح في هذا الموقع بإحدى معجزاته وقد احترقت الكنيسة إبان الغزو الفارسي عام 614م فأعاد الصليبيون بناءها.

كنيسة الجثمانية: تقع هذه الكنيسة في المنطقة بين سلوان وجبل الطور وباب الأسباط، حيث يعتقد ان الموقع شهد عملية القبض على السيد المسيح عندما وشى به “يهوذا الاسخريوطي”.

– كنيسة العلية (دير صهيون): يقع هذا الدير على قمة جبل صهيون بالقرب من باب الخليل ويعتقد بعض المسيحيين أن “السيد المسيح” تناول وأتباعه في الدير عشاؤهم الأخير.

كنيسة الصعود: بنيت على جبل الزيتون في المكان الذي يعتقد أن “السيد المسيح” صعد منه إلى السماء.

قبر البستان: يقع قبر البستان شمالي باب العامود وقد حفر القبر في الصخرة على هيئة جمجمة أصبحت مزارًا مسيحيًا وسياحيًا، حيث تعتقد طائفة من البروتستانت أن السيد المسيح صلب في حديقة تقع على مقربة من تلة كان اليهود يرجمون فيها المحكومين ويصلبونهم ويلقون بجثثهم منها إلى واد قريب، ويعتقدون أنه هو هذا المكان.

عهد القضاة:

عاش بنو إسرائيل على الفوضى والضلال طيلة حكم القضاة، وعددهم أربعة عشر، وكان تاريخهم عبارة عن مشاغبات وانقسامات، حيث ارتد الكثير من الإسرائيليين عن دينهم، وتحولوا إلى ديانات الكنعانيين، وعبادة أوثانهم “كبعل” و”عشتروت”. هذا بالإضافة إلى الانقسامات والانقلابات الداخلية التي دبت في صفوفهم. فكانوا يلتفون حول القائد الذي يتولى قيادة أمورهم سنة، ثم ينقلبون عليه ويعصون أوامره سنين. وخلال هذه الفترة، ونتيجة هذه الفوضى؛ لم يذوقوا طعم الحرية والاستقلال أبداً، إذ حاربهم الكنعانيون وقضوا مضاجعهم أجيالاً طويلة، ومن ثم حاربهم المؤابيون، وألحقوا بهم الذل والهوان، ثم حاربهم المديانيون والعمونيون والفلسطينيون. وكانت حروبهم مع الفلسطينيين الأشد ضراوة والأبعد أثراً، إذ أدت إلى انتحار “شاؤول” ملك العبرانيين سنة (1095 ق.م)... ويذكر لنا التاريخ أن المدن (الكنعانية- الفلسطينية) التي عجز العبرانيون عن فتحها، كانت ذات حضارة قديمة، وكانت المنازل مشيدة بإتقان، فيها الكثير من أسباب الراحة والرفاهية وكانت مدنهم تشتهر بحركة تجارية وصناعية نشطة.وكانت هذه المدن على علم ومعرفة بالكتابة، ولها ديانة كما لها حكومة سياسية أيضاً، لقد اقتبس أولئك العبرانيون السذج من مواطني المدن الكنعانية حضارة، لأنهم لم يستطيعوا أن يعيشوا بمعزل عن أهل هذه المدن التي عجزوا عن فتحها.

وذكر تاريخ بني إسرائيل في تلك الحقبة، أن منازعات داخلية كبيرة نشبت بين شاؤول وداود وبين أسرتيهما، أما داود فقد حالف الفلسطينيين وعقد معهم حلفاً، والآخر أراد أن يحصل على استقلاله بالقوة، الأمر الذي صعب عليه ومات مقهوراً. ويدعي بعض اليهود أن المسجد الأقصى، قد أقيم على أنقاض الهيكل الذي بناه سليمان بعدما أصبح ملكاً علي بني إسرائيل بعد موت أبيه داوود. غير أن هذا ليس صحيحاً، فحتى هذه اللحظة لم يكتشف أي أثر يدل على بناء الهيكل في هذا المكان، أو في منطقة القدس، وحتى هذه اللحظة لم يستطع أحد أن يحدد مكان مدينة داود. فكيف لليهود أن يتحدثوا عن الهيكل؟.

ونذكر هنا أن مدينة القدس تعرضت لغزوات عديدة، كان أولها من قبل الكلدانيين، وقام “نبوخد نصر” بسبي بعض اليهود المقيمين في أطراف المدن الكنعانية لرفضهم دفع الجزية، فيما عرف بالسبي البابلي الأول. وتلاه غزو آخر عرف بالسبي البابلي الثاني، بسبب انضمام بعض اليهود الرعاع إلى جملة المدن الثائرة على بابل، عام 586 ق.م، واقتاد عدداً منهم أسرى إلى بابل. وتلا ذلك الغزو الفارسي للمدينة سنة 539-538ق.م. ومن ثم تعرضت المدينة للغزو اليوناني، عندما دخل الإسكندر المقدوني الكبير فلسطين سنة 332 ق.م. وبعد ذلك دخلت الجيوش الرومانية القدس سنة 63 ق.م على يد “بوبي بومبيوس” الذي عمل على تدميرها بعد أن تم دمج الأطراف الشرقية للبحر الأبيض المتوسط في الإمبراطورية الرومانية. وفي هذه الأثناء عهد “بومبي” سورية إلى أحد الموظفين الرومان البارزين وهو “غابينيوس” (57- 55 ق.م)، الذي عمل على فرض ضرائب باهظة على السكان وتقسيم الدولة إلى خمسة أقاليم، يحكم كل منهما مجلس، وأعاد “بوبي بومبيوس” بناء عدد من المدن اليونانية- السورية التي كان المكابيون قد هدموها، مثل: السامرة، وبيسان، وغزة. في تلك الفترة، شهدت روما حروباً أهلية، ودب الاضطراب في الدولة الرومانية كلها، مما أدّى إلى انتقال هذه الاضطرابات إلى سورية، وأثناء تقسيم العالم الروماني من قبل الحكومة الثلاثية، وأصبحت سورية ومصر والشرق تحت سلطة “أنطونيو” المعروف بعلاقاته مع “كليوباترا” ملكة مصر.وفي هذه الأثناء أهمل “أنطونيو”الأسرة الكابية، ووضع مكانها الأسرة الهيرودية، وقد برز من هذه الأسرة “هيرودوس الكبير” عام 37 ق.م، الذي أخذ “أورشليم” ووطد سلطته عليها، وبقى على الحكم ما يقارب الثلاثة وثلاثين عاماً بدعم من روما. وكان “لهيرودس الكبير” فضل إعادة تعمير مدينة القدس، وبناء بعض المرافق العامة. وتوفي هيرودس في عام 4 ق.م.

القدس في الأساطير اليهودية:

تدعي سلطات الاحتلال الكثير من الافتراءات والاكاذيب على أحقية اليهود بمدينة القدس ومقدساتها وتحويلها مدينة ليهود العالم وحدهم ضاربة بعرض الحائط حقوق المسلمين والمسيحيين فيها، فقد ورد في كتب المستشرقين العديد من هذه الاساطير نورد بعضاً منها “يورشلايم في التوارة: يروشلايم القدس العاصمة الأبدية لشعب إسرائيل، وتعتبر إحدى المدن القديمة والمشهورة في العالم، وهي مدينة المقدسات، وهي عاصمة دولة إسرائيل الجديدة، ومقر المؤسسات المركزية للدولة والحكومة الصهيونيّة… وقد ورد اسم القدس في التوراة 6400 مرة، لم يعرف مصدر هذا الاسم، سميت في عهد القضاة (يبوس) وبعد أنْ احتلّها الملك داود سميت مدينة داوود… حيث أقام عليها المذبح، وأمّا سليمان فقد بنى هناك الهيكل الأول الذي أصبح شعارًا لوحدة اليهود، وعندما تجزّأت المملكة في عهد (رحبعام) إلى مملكتيْ (يهوذا) و(إسرائيل) بقيت القدس عاصمة للمملكة يهوذا فقط”. وعندما وصلها الفتح الإسلامي عام 637م -حسب التصوّر اليهودي- “أقام المسلمون في منطقة (جلالييت) مساجد فاخرة وحوّلوا القدس إلى مكان ديني إسلامي أطلقوا عليه: اسم القدس”. هذا تصوّر للقدس ومكانتها وتاريخها في التراث والأساطير الصهيونية التي تأسّست عليها دولة إسرائيل وعاصمتها القدس، حيث لا وجود حقيقيّ لـ(إسرائيل) بدون القدس، ولذلك يعمل الاحتلال على تهويدهاباستمرار من حيث المكان والزمان. فمدينة القدس هي على رأس الأعمال الفكرية التهويدية، من طمس للتراث الزاخر والعبث به وتشويهه وتقديمه لأبناء الأمة العربية والإسلامية، وقد قام بهذا الدور الفئة التي تستّرت بستار العلم لخدمة الاستعمار وبالذات في البلاد المستعمرة. وقد كان على رأس هؤلاء المستشرقين كثيرًا من اليهود الذي استطاعوا تحصيل الكثير من العلوم العربية والإسلامية بواسطة وجهود المدرسة اليهودية الأولى في الاستشراق التي لم تكنْ لتقوم لها قائمة لولا جهود (شبرنجر) و(جولد زيهر) و(مونك) و(فامبرى) و(شاخت)، وكانت هي الأساس الذي اعتمد عليه المستشرقون اليهود في فلسطين المحتلة. لقد بدأ الاستشراق اليهوديّ في فلسطين على يد كلٍّ من (جوتياين) و(شلوسنجر)، (وبلانك) و(بينس)، إلى أنْ امتدّ حتى البروفيسور (م.ي.كستر)؛ حيث اتّجه بالاستشراق إلى وجهة جديدة تتوجه بدراسة القضايا الحيوية والفعالة مثل: (أدب فضائل المدن) و(فضائل بيت المقدس، نشأتها وأهميتها)، (الرواية الإسلامية في بلاد الشام) أو(روايات الشاميين)، و(القبلة وتحويلها من بيت المقدس إلى الكعبة). والجهاز الاستشراقيّ لم يغفلْ باحثوه ودارسوه للتوجّه نحو دراسة الحق اليهوديّ المزعوم في فلسطين (منذ داود حتى وقتنا الحاضر)، فما نحن من وجهة نظر تاريخهم إلا غزاة ولسنا بأصحاب الأرض أو الحق ويطلقون على الفترة الإسلامية بـ(الاحتلال الإسلاميّ). ولم يغفلْ قادة الاستشراق عن تدريس الإسلام لجيل (الصابرا) الجديد كي يتقن التعامل مع أبناء العروبة والإسلام، فلديهم كتب إسلامية مهمّة قد فُرِضت وقُرّرت لكي يقرأها أبناء جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وعدا عن الطواقم والأجهزة فهناك أساليب كثيرة تدور في دائرة الاستشراق ينبغي دراستها ورصدها وتفهمها من مؤسسات، ودور نشر، ودوريات، ومؤتمرات… إلخ. وإنّ أهمّ مؤسسة تقوم بدراسة الإسلام وتدريسه بدقة وإخلاص لأبنائها اليهود هي (الجامعة العبرية) و(جامعة تل أبيب). وأنّ أهمّ مستشرقٍ خاض في هذا المجال وأسّس الدراسات التي كان لها دورٌ كبير في التطاول على الإسلام وتراثه العظيم هو: أجناس جولد زيهر (1850-1921)، المستشرق اليهودي المجري.


ويمكن تلخيص أبحاث المستشرقين اليهود في دراساتهم حول فضائل بيت المقدس إلى تكريس النقاط التالية:

أولاً: أنّه لم تكنْ هناك أي قداسة لبيت المقدس في الإسلام، قبل وجود الخلافة الأموية في بيت المقدس، وأنّ الخليفة عبد الملك بن مروان قد بني قبة الصخرة المشرفة ليصرف أنظار المسلمين عن الكعبة، وذلك بسبب ثورة ابن الزبير، وأنّ بناءه لقبة الصخرة المشرفة جاء ليكون مبنى يحجّ إليه المسلمون ينافس الكعبة في مكة المكرمة، التي كانت آنذاك تحت سيطرة عبد الله بن الزبير، ولأنّ عبد الملك لم يردْ أنْ يحجّ رعاياه إلى منطقة التمرد، وأنه -عبد الملك- قد منع الأمويين من أداء الحج في مكة، وهذه الفرية من افتراءات المستشرق جولد زيهر.

ثانياً: أنّ المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، هو في السماء وليس في الأرض، على حدّ زعمهم، وأنّ كلمة الأقصى تفيد أنّه مصلى سماوي، أي القدس العليا، البعد الزماني المعلق، أو أن الأقصى مكان آخر في المدينة.

ثالثاً: يزعم المستشرقون أنّ الأحاديث التي رُوِيت في فضائل بيت المقدس وجدت في فترة متأخرة وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وأنّ جلّ الأحاديث هذه هي من اختلاق محمد بن شهاب الزهري.

رابعاً: أنّ بناء الخليفة عبد الملك بن مروان لقبة الصخرة هو لأنّه كان يحاول في تلك الأيام أنْ يطوّر شعائر عبادة في الحرم تشبه تلك التي قام بها في الكعبة، كالطواف، غير أنّ الطواف في الصخرة من اليمين إلى اليسار على عكس الطواف في الكعبة، ويعتقد المستشرق غويتاين أنّ الأسباب التي دفعت عبد الملك إلى إقامة قبة الصخرة ليست في الواقع سياسية وإنما دينية. إنّ جميع هذه الشبهات والترّهات التي أثارها هؤلاء المرجفون يمكن الرد عليها بآية واحدة من سورة الإسراء: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}. إنّ لفظ البركة قد أطلق في القرآن الكريم سبع مرات على أرض فلسطين أرض بيت المقدس، وإنّ هناك حِكَماً كبيرة قد غابت عن هؤلاء الذين أعمى الله بصيرتهم، ولا يمكن أنْ يستطيعوا فهمها لأنهم يتعامون عن الحق، وإلا ما هي الحكمة من أنّ الله سبحانه وتعالى أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك، ثم قل لي بربك ما الحكمة من عروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من فوق قبة الصخرة المشرفة وإمامته للصلاة في الأنبياء جميعاً، ثم عروجه إلى السماء السابعة وفرض الصلاة. إنّ هناك رابطة مقدّسة ووثيقة بين مكة وبيت المقدس وقد توثّقت منذ اتخاذ المسلمين المسجد الأقصى قبلتهم الأولى حوالي سبعة عشر شهراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق