شعر وشعراء
سباعية الشام * علي البتّيري – شاعر القدس –
يا شامُ أينَكِ؟ أينَ مجدُ عُلاكِ
قولي لشمس الشرق ما أبهاكِ!
ما عادَ ليلٌ أو غيومٌ خبأت
أنوارَ وجهكِ عن أسى شُبّاكي
يا شامُ قومي هنّئي أحرارَنا
بقدوم فجرٍ باسمٍ وافاكِ
واسترجعي قمرَ الفتوحات الذي
ما زالَ مرسوماً بقلب سَماكِ
*********
يا شامُ فيك جروحُنا وطموحُنا
واللهُ من همٍّ قسا شافاكِ
فتلمَّسي درباً لأحلام الخطى
ودعي خطانا تهتدي بخطاكِ
فيك العروبةُ قد رأت مرآتَها
وجمالَها الأخاذَ في مرآكِ
وعقيدةُ الإسلامِ ما زالت هنا
في نبض قلبٍ عاشقٍ لرباكِ
**********
الجامعُ الأمويًّ أطلقَ صوتَهُ
في الفجر بالتكبير حينَ دعاكِ
لصلاةِ شكرٍ صاعدٍ لسمائهِ
مَن بالخلاصِ منَ الظلام أتاكِ
للشرق ربٌّ راحمٌ ومخلّصٌ
من شرِّ غربٍ طامعٍ بثراكِ
لا تجزعي يا شامُ من أطماعِهم
فالكلُّ إن رُمتِِ النِّزالَ فِداكِ
**********
هذي فلسطينُ الأسيرةُ أعربَت
عن فرحةٍ كبرى بصونِ حِماكِ
من أيِّ ظلمٍ كانَ يحشدُ شرّهُ
وبكلِّ سهمٍ في الظلام رماكِ
القدسُ قالت يا دمشقُ أنا هنا
مُستبشرٌ قلبي بفيضِ سناكِ
لا بدَّ من يومٍ يطيبُ لنا بهِ
نصرٌ يدايَ تصونُهُ ويداكِ
*********
يا شامُ أنتِ ضياؤنا ورجاؤُنا
ومؤرخُ الأمجادِ لا ينساكِ
قد كنتِ للأبطال ساحةَعزَّةٍٍ
مشهودةٍ خيّالُها هنّاكِ
بفتوح أجدادٍ علَتْ أعلامُهم
خفاقةَ الألوان فوقَ ذُراكِ
ابنُ الوليدِ رُبا الجولان تذكرُهُ
والنصرُ في اليرموكِ زانَ سماكِ
***********
يا شامُ قد عاثَ الغزاةُ لأرضنا
بفسادِ ظلمٍ جاهلٍ مسعاكٍ
نحوَ النهوضِ إلى تعافي أمةٍ
من ألف جرحٍ نازفٍ أدماكِ
يا شامُ أنهكََنا الوقوعُ بفُرقةٍ
ضاقت بها يا شامَنا عيناكِ
فلترفعي راياتِ وحدتِنا التي
تاقت لها يُسراكِ مع يُمناكِ
**********
يا شامُ كوني بعدَ حلمٍ صحوَنا
لم يبقَ من أملٍ لنا إلّاكِ
قولي لعمّان العروبةِ إنني
بمشاعري أصبو إلى لُقياكِ،
وتوقعي بغدادَ أن تأتي إلى
أفراحِ عرسٍ قاهرٍ لعداكِ
مدنُ العروبةِ مع قراها كلُّها
قد باركت فجراً زها بضياكِ
فلتجعلي الفجرَ الجديد طريقَنا
لنضالِ جيلٍ ثائرٍ يهواكِ
علي البتّيري
– شاعر القدس –