أنا اللقيا بشوقٍ للإيابِ
يجرّعنى النّوى مرّ اغترابِ
–
غفا بين ابتسامي جرح هجرٍ
فنبضي يا حبيبي من عذابي
–
أنين القهر في قلبي رعودٌ
وغيم الحزن يرمي بالضرابِ
–
تعشش في فؤادي مثل طير
وتنهلُ من حنيني بالرضاب
–
وأفتح حدق روحي في هيام
فتصدمني كوابيس الغيــاب
–
فيا بدر العُلا لا تعذلنِّي
فروحي فيكِ نبضٌ مع شبابي
–
بقايا طيف حزنٍ جوف ظلّي
متى بالقربِ تزهو في هضابي
–
فعد لي وامسحِ الحزن اختلى بي
فقد تشدو عصافير الروابي
****
يرفُّ الطيفُ بالبشرى – ويخبو
غيابٌ – معلناً هُدبَ الإيابِ
–
تغرِّدُ فرحةُ الأرواح جذلى
يغنّي طيرُ شوقي في رحابي
–
فلسطينيّة الأشواق إنّي
وتسقيني الجوى كلُّ المهابِ
–
فذا بالقار يطلو وجه قدسي
ويرمي زهر خطوي بارتياب
–
وذا بالحدّ يغتال ابتسامي
ويكسرساق فرحي بالتغابي
–
ألا والله قد ساءت حدودٌ
تُجَرحنا وترمي بالكرابِ
–
وكم بالسعد زوراً بشَّرتنا
وتسقي طيره ماء اكتئابِ
–
لها الأنصاب صبّت من حرابِ
وفي الجلّى تقوقعُ في المخابي
****
فمشِّي دمعك المسكاب قدسي
وهزّي جذع زيتون الرّوابي
–
فنفحُ الأنبيا أغنى بطيبٍ
ولا يخبو بمسعورِ الذئابِ
–
ولا الأصنامُ تمحو نورَشمس
وراء الحدِّ ترمي بالضباب
–
سلام الله يا وطن الغيارى
بأصفادٍ وترقيمِ انتساب
–
بأزهار البراري والقرايا
وأطيار التغاريد العـــذاب
–
مدائنها -معسكرها قلاعٌ
فصه- يا سربَ ذُؤبان بغابِ
–
فلسطينية الأردان كانت
وتبقى رغمَ نخّاس يُحابي
–
بزعترها -وناطقة القباب
ونفح المسك يعبق في المهاب🌷
11-6-2015من قديمي
الخميس