اقلام حرة
تغريدة الشـــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد
-
( مع حلف الفضول )
قال ” النبي محمد صلي الله عليه و سلم ” :
«لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت».
و في حديث صحيح، قال صلى الله عليه وسلم:
انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وهذه كلمة تقولها العرب، وكان العرب عندهم تعصب ينصرون أصحابهم وإن ظلموا وصار عندهم هذا انصرأخاك ظالماً أو مظلوماً، فلما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم – قالوا يا رسول الله كيف أنصره ظالماً؟ قال:
تحجرهعن الظلم، فذلك نصرك إياه، نصر المظلوم …
———————
باديء ذي بدء نعم لقد كثر الظلم و تفشت الرذيلة و غاب العدل عن الواقع شكلا و مضمونا
و لم لا ظهر فقد الفساد بكل أنواعه و ألوانه و أشكاله المختلفة و انتشرت الوساطة و الرشوة و تسلق المنافقين كل أبواب الحياة !!
و اشتاق الناس في بريقة أمل الي العدل و المساواة و عدم التمييز و الانصاف بعد ان لوثت المادة بمظاهرها المناصب و الغنائم تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان بداية من قناع الولاء و الانتماء و الكفاءة ، دون ورع لتبرير كل السلبيات في وضح النهار أمام القاصي و الداني في صمت و ما زلنانتسائل عن العدل و السلام الاجتماعي كقيمة تنظم العلاقات في اطار الحقوق و الواجبات — !!
و من ثم أحببت أن اسرد قصة حلف الفضول اليوم من منظور معاصر كي نربط الأصالة بالواقع من خلال رؤية حقيقية
لعلنا نقدم فائدة للمجتمع من جديد كي نتوقف عن السلبيات ايمانا منا بوازع الضمير الاخلاقي عندما يغيب القانون و يتصدر الجهل و التعصب و البلطجة مواقف الحياة هكذا —– !!
تعريف حلف الفضول :
———————–
يعتبر حلف الفضول على أنه من أحد الأحلاف الجاهلية التي شهدتها قبيلة قريش ، حيث تم عقد هذا الحلف في دار عبد الله بن جدعان القرشي ، وهو من أسياد قبيلة قريش وكان الحلف بين عدد من عشائر القبيلة في مكة المكرمة ، في شهر ذي القعدة من عام (590 ) ميلادي وذلك حدث بعد شهر من انتهاء بين قيس عيلان وكنانة (حرب الفجار ) ، وقد شهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ذلك الحلف قبل البعثة حيث كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 20 سنة،حيث قال :
«لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت».
تم عقد حلف الفضول بين خمسة أفخاذ من قبيلة قريش وهم : عشيرة بني هاشم بن عبد مناف. عشيرة بني المطلب بن عبد مناف. عشيرة بني أسد بن عبد العزى. عشيرة بني زهرة بن كلاب. عشيرة بني تيم بن مرة. السبب الرئيسي من عقد حلف الفضول عندما جاء رجل من منطقة ” زبيد ” وخرج في تجارة فاشتراها منه” العاص بن وائل” وكان له قدر كبير في مكة المكرمة وشرف فحبس حقه عنه ، فقام بالاستدعاء عليه الزبيدي من خلال الأحلاف لقيامه بعق الدم وهم:
مخزوم وسهم وعبد الدار وجمح وعدي ، فقاموا بإعانته على “العاص بن وائل” وقامو بإنتهاره .
فقام الأسدي بصعود جبل أبي قبيس خلال طلوع الشمس وقبيلة قريش في أنديتهم حول الكعبة المشرفة وقام بالنداء بأعلى صوته قائلاً :
يا للرجال لمظلوم بضاعته، ببطن مكّة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقض عمر ته يا للرجال وبين الحجر
والحجر إنّ الحرام لمن تمت كرامته و لا حرام لثوب الفاجر الغدر
قام في الدعوة للحلف الزبير بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وقال: ” ما لهذا منزل” فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان التيمي القرشي وكان سيد قريش، فصنع لهم طعاما ، وتحالفوا في ذي القعدة، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة وما رسا حراء وثبير مكانهما ، وعلى التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول وقالوا : “لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر”،[4] ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه وقال الزبير بن عبد المطلب:
حلفت لنقعدن حلفا عليهم وإن كنا جميعا أهل دار
نسميه الفضول إذا عقدنا يعز به الغريب لدى الجوار
يعز به الغريب لدى الجوار أباة الضيم نمنع كل عار
وقال أيضا :
إن الفضول تحالفوا ، وتعاقدوا ألا يقيم ببطن مكة ظالم
أمر عليه تعاهدوا ، وتواثقوا فالجار والمعتر فيهم سالم
حلف الفضول بعد الإسلام :
كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب، وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة في مال كان بينهما بذي المروة. والوليد يومئذ والي المدينة من قبل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. فكأن الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه فقال له الحسين:
” أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ، ثم لأقومن في مسجد رسول الله ثم لأدعون بحلف الفضول”.
فقال عبد الله بن الزبير الأسدي القرشي:
” وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ، ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا “.
فبلغ الأمور المسور بن مخرمة الزهري القرشي، فقال مثل ذلك وبلغت عبد الرحمن بن عثمان التيمي القرشي فقال مثل ذلك . فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي.
هذه قصة ” حلف الفضول ” ففيها القدر الكافي لمن كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد
فيارب اجعلنا كلمة حق و خير في الحياة دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريد الشعر العربي ان شاء الله