
*..فراق الأحبة..*
ما أرغد العيش.. لولا الإبتلاء..
وما أسهل الحياة.. دون العناء..
وما أقرب الموت.. حين القضاء..
وما أصعب الفراق.. بعد طيب اللقاء..
فكيف يطيب لنفسٍ قراراً بدار الفناء..!!؟؟
*..هذه الدنيا ملعونةّ.. ملعونٌ ما فيها..إلا ذكر الله وما والاه.. وعالم أو متعلم..*
فلنعبرها.. ولا نعمرها إلا بذكرٍ لله..
وكيف يطيب لنا شرف المقام فيها وقد طابت لصفيق..!!؟؟
ونبح فيها كل وضيع ومحتالٍ نعيق..
واعتلى كِبرَها منافق زعيق..
وتسابق إليها وتكالب عليها كل جبار معتد آثمٍ زَلِيق..
واغترَّ بها وَخَلُدَ إليها كافرٌ جاهلٌ زنديق..
فهوت بهم جميعاً في واد سحيق..!!!!
نعوذ بالله وإياكم من مآلٍ آخرهُ جرفُ وَيلٍ عميق..
في المقابل وعلى رصيف الخير..
*..وعند صفوف الصالحين..*
إزدراها كلَّ ذا لُبٍّ حكيم..
رقيق القلب ذو أدبٍ جَمٍّ حليم..
وَزَهِدَها كل عابد لله ذو قلب سليم..
متصلٌ بالله ذو علمٍ عليمٍ وَخُلُقٍ كريم..
*..هذه الحياة وهذهِ الدنيا..*
لو طابت بخير لطاب مسكنها..
ولكن كلما أشرقت أظلمت..
وكلما حلت أوحلت..
وكلما أقبلت أدبرت..
وكلما غدت غَلَّت..
وكلما أعطت أخذت..
فكيف يطيب عيشها دون الأحبة..!!؟؟؟
محمداً ﷺ وصحبه..!!!!
وكيف لمن فقد الأحبة فيها كل حينٍ..؟؟
تُراهُ.. هل يأسى على ماضٍ تولى..؟؟!!
أم يندم على غيب تمنىٰ..!!؟؟
فهل لعاقل يدرك مآل ومصير كُلَّ حَيٍّ..!!
ليتمسك في الدنيا ويزهد في الآخرة..!!؟؟
نعم .. إن الدنيا حلوة نضرة خضرة..
يحياها البر والفاجر.. والغني والفقير.. والمؤمن والكافر..
فمن رضي بها وأخلد إليها.. كانت له ناراً تلظى..
ومن تزود منها بخير زادٍ التقوى..
كانت له ضئراً ومنجاةٍ من نار تلظى..
وأُدخل جنات.. فيها رحمة المولىٰ تجلىٰ..
فليكن حرصك على الدنيا..
كحرصك على النجاة منها..
هذا وبعد رحيل الأحباب والأهل والأصحاب..
لم يبقى إلا جميل الصبر وعزيز الذكريات..
كيف لا والفراق قد أثخن جراح قلبي..
كيف لا وكلما تذكتهم زاد حنيني..
نعم.. هم الأقرب إلى القلب والروح..
فهم الأعز على قلبي.. والأقرب إلى فؤادي..
سبقونا بإذنه تعالى إلى رحمته ورضوانه..
لهم منا خالص الدعاء وعظيم الرجاء..
أن يدخلهم بواسع رحمته وغفرانه..
ويسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة بإذنه..
ويلحقنا بهم في الصالحين.. في جنات النعيم..
..إنه ولي ذلك والقادر عليه..
اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين
أبو طارق الحوَّاس..

