مقالات

نادي أصدقاء مجمع اللغة العربية في لبنان: انطلاقةٌ منفتحةٌ على المجتمع… بكلّ فئاته

في خطوة تُجسّد رؤيةً جديدة في العمل اللغوي والثقافي، أعلن مجمع اللغة العربية في لبنان عن تأسيس “نادي أصدقاء المجمع”، وهو مبادرةٌ نوعيّة تهدف إلى إعادة ربط اللغة العربيّة بالمجتمع، لا عبر النخب الثقافية فقط، بل من خلال كلّ محبٍّ لها، من مختلف التخصّصات والخلفيّات.

وتقول رئيسة المجمع، الدكتورة سارة ضاهر:
“اللغةُ العربية لم تعُد قضيةَ المتخصّصين وحدهم، بل هي هُويّةٌ جامعة، ومسؤوليةٌ جماعية. ومن هنا، كانت دعوتنا صريحة: النادي مفتوحٌ لكلّ من يحبّ العربيّة، سواء أكان شاعرًا أم مهندسًا، إعلاميًّا أم طالبًا، أمًّا تُحبّ الحكاية، أو فنانًا يَخلق الجَمال بالكلمة والصورة.”

هذه المقاربة المنفتحة تُعبّر عن مسارٍ جديدٍ في عمل المجمع، يقوم على إشراك المجتمع بمختلف أطيافه، وإتاحة مساحة للمبادرة، والإبداع، والانتماء.

وتتابع د. ضاهر:
“في هذا النادي، لا نسأل عن الاختصاص بقدر ما نسأل: ماذا تحمل للعربية؟ هل تريد أن تكتب، تُبدع، تتطوّع، تروي، تُعلّم، تُصوّر، أو تُشارك في إحياء لغتك؟ إذًا مكانك معنا.”

🔹 بين العالمية والخصوصية
تنسجم هذه المبادرة مع ما تشهده أندية اللغة حول العالم من تحوّلات، حيث تُفتَح الأبواب أمام المساهمات الفردية والمجتمعية، وتُبنى الشراكات مع المدارس، الجامعات، منصّات الإعلام، والمجتمع المدني. نادي أصدقاء مجمع اللغة العربية في لبنان يسير على هذا النهج، واضعًا نصب عينيه أهدافًا واضحة:
• تحفيز استخدام العربية في الحياة اليومية بوسائل معاصرة
• إطلاق أنشطة تفاعلية: لقاءات، تحديات لغوية، ورش عمل، منتديات
• دعم المحتوى العربي الرقمي والفنّي
• تقديم فرص تدريب وتمكين للمواهب الشابة

🔹 نحو انخراط جماعي في نهضة لغوية
توضح د. ضاهر أنّ النادي ليس مجرد مساحة ثقافية، بل مشروعٌ يُعيد وصل اللغة بالناس:
“نريد للعربية أن تستعيد مكانتها في الحياة، لا فقط في الصفوف والمجالس الأكاديمية. نريدها في المسرح، على الشاشة، في السيناريو، في القصص، في الحملات الإعلامية، في لعبة الأطفال، وفي قصيدة المغنّي. نريدها حيّة… تُنطق وتُحَبّ.”

وتُشدّد على أن هذا النادي هو أوّل الغيث في خارطةٍ لغويّة لبنانية أوسع، وأنّ أبوابه ستظل مفتوحة للجميع، بلا شروط… سوى المحبة والاستعداد للمشاركة.

🔖 في زمنٍ تتكاثر فيه الأندية، ويزداد فيه الانفصال عن اللغة، يَجيء “نادي الأصدقاء” ليُقدِّم نموذجًا حيًّا عن كيف تكون اللُّغة حاضنةً للناس، لا حِكرًا عليهم

إغلاق