مقالات
قصيدة أدونيس وسبب إبدال النجم مرسيل خليفة كلمة بأُخرى كما يُفصح
قصيدة أدونيس طبقاً للنسخة الأصلية وردَ فيها:
“قالوا مشتْ، فالحقلُ من ولَهٍ متلبِّكٌ، والقمح يكتنزُ
بُعث التناغمُ عبْرَ خُطوتها والهيدَبى والوّخْدُ والرجَزُ
تومي فيلتفتُ الصباحُ لها من لهفةٍ، ويُتغْتغُ العنَزُ…”.
فكان جواب الفنان اللبناني والعربي المرهف مرسيل ممهوراً بلغته الأدبية الرفيعة وثقافته الشاهقة ورؤيته التي تُوائم بين الشعر والموسيقى والغناء فكتب: “الشِّعرُ… في الصباح تسمعُهُ، في خريرِ المياهِ، ونسمة الهواءِ، وانكسار الضوءِ على وردةٍ خجلى.. في الصباح والغروب/ أينما تولّي عينيك ثمّة شِعرٌ.. هو العُود في بهاءِ نقرته.. واعتبرتُ أنّ “العنز” يتغتغ عند الغروب… وبعد (فيلتفتُ الغروبُ لها).. تعمُّده إفشاء سرّ المُضمر في لفظٍ صريحٍ وإضافة نورها عندما تومي فيراها الغروب”.
وبذلك – بشفيف عبارات مرسيل في الإيضاح- ثمّة لدى المتلقّي صورتان شعريتان معاً بالتوازي؛ واحدةٌ للصباح مثلما كتب أدونيس الشاعر الهائل، وأُخرى للغروب برؤية مرسيل.. وطيفُ الذي يوشك أن يلامسَ الضدَّ الوامض في المعنى صار يُظهر حُسنَ طيف المعنى الآخر الذي يكاد يلامس الضدَّ، في إطارٍ جدليٍّ ديالكتيكي جماليّ عذب ولمّاح.
* هالة نهرا: ناقدة فنية وصحافية وكاتبة وشاعرة.
النشرة الدولية