مقالات

المنصة الذهبية وهلاوس المثقفين !/ د. علي عودة

نجحت القيادات الفلسطينية في أن توصل المثقفين والمفكرين الفلسطينيين إلى درجة الجنون والهلوسة والهذيان ! هذه حقيقة لا بد من الاعتراف بها ! وأعترف أمامكم أنني أحد هؤلاء المهلوسين الحائرين العاجزين ! نضبت أقلامنا ولم يبق لنا ما نقوله ونشرحه ونوضحه ! جازفنا واشتبكنا وحللنا واشرنا وكشفنا وفضحنا وعرينا ! دون جدوى ! كأننا نصيح وننادي في واد غير ذي زرع ! فجلد الفيل سميك لا يتأثر بوخزنا وأعوادنا التي لا نملك سواها ! يطلب أحد المثقفين المهلوسين اليائسين (د طلال الشريف) من القيادات الفلسطينية أن تغادر المنصة ! ويقول في مكان اخر : (لو وضعوا المسدس جانبا سأنتصر عليهم بقلمي !) بالله عليكم أليست هذه هلوسة ومن علامات الجنون ونفس كلام المجانين ؟! كيف يضعون مسدساتهم جانبا ؟! وأقدارهم واحزابهم وامتيازاتهم ومستقبلهم (بكل التفاصيل المعروفة للجميع) مرهونة بهذا المسدس ٠٠ والجبروت ؟! لم يعد خافيا على احد في شعبنا انه أصبح من الضروري تغيير جميع (العاهات) التي تعتلي المنصة ! وتجأر وتنهق (وتسقسق وتتفتف) باسم الشعب والصمود والمقاومة ! لكن السؤال كيف يغادرون هذه المنصة (الذهبية) ؟! وللعلاج الشافي هناك طريقان اتبعتهما الشعوب ولا ثالث لهما : طريقة المنصة الساداتية (العنيفة) مع الخطورة مما شابها من شبهة أهداف التنفيذ وأسبابه وتجنيد عناصره وأدواته ! والطريقة الثانية هي الطريق (السلمية) ! طريق الجماهير المنظمة الكاسحة غير المؤطرة والمسيرة لأهداف حزبية أو فئوية !! وسيعلن الجميع تأييده للطريق الثاني ! اذن على المثقفين أن يتوقفوا عن التشخيص والتحليل والتلميح والتصريح ومواجهة الجماهير بل (وصعقها) بحقيقتها ! هل هناك جماهير وحشود مستعدة للزحف على المنصة والاطاحة بكل من يعتليها ويخطب عليها باسم الجماهير ؟! واذا لم تكن هناك حشود وجماهير مستعدة وجاهزة لذلك كيف نعد هذه الجماهير ونحشدها للقيام بذلك التغيير الجذري ؟! هذا ما هو مطلوب من المثقفين : أن يتوقفوا عن الشاعرية والتأويل والتحليل (والموضوعية) و(البراجماتية) و(السفسطائية) والهذيانات التي تزيد الحالة غموضا وتدهورا وتضر بالقضية أكثر مما تفيدها !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق