الرئيسيةمقالات

بداية المقاومة الفلسطينية ضد الاستيطان الصهيوني : منطقة اللد

كتب المحامي جهاد أبو ريا

مباشرة مع بداية المشروع الصهيوني وإقامة المستوطنات الأولى, بدأ المستوطنون الجدد حملة ممنهجة ومدروسة لطرد وتهجير الفلاحين والبدو الفلسطينيين من المناطق والأراضي التي استحوذوا عليها, مدعين أنهم أصحاب هذه الأرض وان السكان الفلسطينيين معتدون عليهم وعلى أملاكهم. وقوبل هذا المشروع برفض السكان الفلسطينيين المقيمين على هذه الأرض, الذين قاموا بمواجهته بشكل عشوائي وغير منظم, وضمن إمكانياتهم البسيطة والمحدودة. وفي حين لم يوثق الفلسطينيون روايتهم وردود أفعالهم قام الصهاينة بكتابة رواية مزيفة وبعيدة عن الحقيقة.


سوف نحاول التعرف على ما تعرض إليه الفلسطينيون من مضايقات وتهجير من قبل المستوطنين الجدد, والى ردود أفعالهم, من خلال رسالتين كان قد أرسلها السكان الفلسطينيون, الذين أقاموا في قرية زرنوقا وخربة دوران وعيون قارة والمناطق المجاورة القريبة من مستوطنتي ” رحوفوت ” و “ريشون لتسيون “, إلى الصدر الأعظم في اسطنبول, الأولى من نهاية عام 1890 والثانية من شهر تموز 1913 , هاتان الرسالتان موجودتان في أرشيف رئيس الحكومة في اسطنبول, وكانتا قد نشرتا مي مجلة ” كاتدرا ” التركية.
كان الفلاحون والبدو الفلسطينيون أول المتضررين من الاستيطان الصهيوني في فلسطين, وذلك بعد أن بدأ الصهاينة, نحو عام 1880, إقامة مستوطناتهم على أراضي الفلاحين والبدو, وبجانب قراهم وتجمعاتهم, وبدأت مضايقة واعتداءات المستوطنين الجدد تزداد وتتضاعف في محاولة لإبعاد وطرد هؤلاء الفلاحين والبدو عن الأراضي التي عاشوا عليها وآباؤهم مئات السنين, ووصلت ذروة هذه المضايقات مع إقامة أول تنظيم صهيوني إرهابي ” هشومير” عام 1909.
فهم الفلاحون والبدو, رغم بساطتهم, قبل غيرهم, مخاطر وأبعاد هذا الاستيطان, لذلك, لم يكن من المفاجئ أن تبدأ الحركة الوطنية لمقاومة الاستيطان الصهيوني من قبل الفلاحين والبدو, بعيدا عن المدينة الفلسطينية, رغم وصول أعداد كبيرة من المستوطنين إلى المدن الفلسطينية مثل يافا والقدس وحيفا وغيرها. وفي الفترة الواقعة من بداية الاستيطان الصهيوني وحتى بداية الاستعمار البريطاني على فلسطين نجد المئات من المواجهات بين الفلاحين والبدو من جهة والمستوطنين الجدد من جهة أخرى, بينما نكاد لا نجد مثل هذه المواجهات مع سكان المدن الفلسطينية.

إقامة مستوطنة ” ريشون لتسيون “, عام 1882, على أراضي قرية عيون قارة, كانت أول عملية استيطان ناجحة, وقد سبقت ذلك محاولتان فاشلتان عام 1878, لإقامة مستوطنة ” جاي اوني ” على أراضي قرية الجاعونة شمال فلسطين ومستوطنة ” بيتح تكفا” على أراضي قرية ملبس وسط البلاد. ولأجل بناء مستوطنة ” ريشون لتسيون ” قام ممثلون عن يهود من روسيا بالاستحواذ على 3340 دونم من المالكين الرسميين او المسجلين للأرض, الأخوين مصطفى وموسى الدجاني, دون علم وموافقة المالكين الحقيقيين لها, سكان عيون قارة.
كان قدوم المستوطنين الروس مفاجئا وصادما لأهالي عيون قارة, ولم يتفهم الأهالي ادعاء المستوطنين الروس أنهم اشتروا الأرض وأصبحوا مالكيها, وأن على أهالي عيون قارة هدم مساكنهم ومغادرة بلدتهم وأرضهم التي لا زالت مزروعة ولم يتم حصد محصولها. فحسب المنطق الذي توارثه الأهالي, والذي ساد البلاد آنذاك, فقد كانوا هم أصحاب الأرض الفعليين والحقيقيين, يحرثونها ويزرعونها ويسكنون بها منذ مئات السنين دون تدخل من أي طرف كان, وأن المالك الرسمي او المالك المسجل, الذي عادة لم تطأ قدماه الأرض ولم يرها, فما هو إلا صاحب حق بالحصول على عشر محصول الأرض.
وقد بدا لأهالي عيون قارة منظر المستوطنين الجدد بلباسهم الأجنبي الغريب نشازا لا يتلاءم مع طبيعة الأرض التي يعيشونها, وخاصة ان هؤلاء القادمين لا يجيدون الحديث بلغة الأرض, ولا يعرفون طبيعتها ولا تضاريسها.
في نفس السنة التي أقيمت بها مستوطنة ” ريشون لتسيون ” تم إعادة بناء مستوطنتي ” جاي اوني ” – تحت اسم جديد هو ” روش بينا ” – , و” بيتح تكفا ” , بالإضافة إلى ذلك تم إقامة مستوطنة جديدة “يسود عمعلاه” في شمال البلاد, ليست بعيدة عن مستعمرة “روش بينا”, وكان الدعم المالي الذي قدمه البارون روتشيلد عنصرا مركزيا في نجاح واستدامة هذه المستوطنات. واستمرت وتيرة بناء المستوطنات الصهيونية حتى وصل عددها بداية الاستعمار البريطاني عام 1917 إلى نحو 40 مستوطنة, تمركزت في شمال البلاد وأواسطها, مستحوذة على نحو 55000 دونم.
في المناطق القريبة من مستوطنة ” ريشون لتسيون ” أقام المستوطنون الجدد نحو 15 مستوطنة جديدة. “نيس تسيونا” و “رحوفوت” هما اقرب المستوطنات إلى مستوطنة “ريشون لتسيون” وتبعدا عنها بضع كيلومترات, الأولى تم أقامتها عام 1883 على أراضي قرية وادي حنين, وتفصل بينهما طريق, أما الثانية فقد أقيمت على أراضي خربة دوران عام 1890, بعد أن تم الاستحواذ على نحو عشرة ألاف دونم من صاحب الأرض المسجل الفرد روك من مدينة يافا, دون علم ودون موافقة أبناء قبيلة عرب السطرية, أصحاب الأرض المقيمين عليها . أما مستوطنة “بيتح تكفا” التي أقيمت على أراضي قرية ملبس, والتي كانت من اكبر المستوطنات, فقد كانت تبعد عن ” ريشون لتسيون ” حوالي 20 كم.
في رسالتهم من أواخر عام 1890, أي في نفس العام التي أقيمت بها مستوطنة “رحوفوت”, شكا أبناء قبيلة السطرية إلى الصدر الأعظم, ما حل بهم من ظلم ومضايقات واعتداءات في أعقاب إقامة مستوطنة “رحوفوت” على أراضيهم ويقولون : ” تضمّ قبيلتنا 32 عائلة، 200 نفر، جميعهم من الموالين للإمبراطوريّة، يقيمون في خيام في خربة دوران….هذه القبيلة، من أيّام آبائنا وأجدادنا، لا تعرف أرضًا عدا أرض خربة الدوران… تعتاش منها، ولا مسكن آخر لها غيرها……… باعت الدّولة العَلية مؤخّرًا أرض الخربة هذه لأناس أغنياء من أبناء الوطن. لم يبدوا خدّامكم الأوفياء أيّ اعتراض على ذلك، لأنّ أصحاب الأرض الجدد عرفوا حقّ المعرفة بأنّنا نفلح المزرعة ونعتني بها منذ زمن سحيق. لم يحاولوا اعتراضنا ولا طردنا من مكان سكنانا ولا حتّى من مزرعتنا. لكن، بينما نحن في هذا الحال، بيعت المزرعة لغرباء، الّذين وصلوا ومعهم ميزانيات كبيرة وموارد اقتصاديّة ضخمة. نجحوا بشراء المزرعة بمساعدة علي هيكل أفندي، عضو في المجلس الإداريّ في يافا، ذائع الصيت في مثل هذه الأعمال. لاحقًا، المشترين اليهود الأغنياء…. لم يكتفوا بذلك. بل بدأوا بطردنا من مكان سكنانا ومنعنا من حرث الأرض والشغل بها. المتّهم بإلحاق هذا الضرر والذلّ بنا لا يمكن أن يكون إلّا الأفندي المذكور أعلاه صاحب الأعمال غير المقبولة”.
الشكوى التي قدمها أبناء قبيلة السطرية, المقيمين في خربة دوران, إلى الصدر الأعظم لم تكن حدثا نادرا, فقد قدمت مثل هذه الشكوى إلى الصدر الأعظم ضد جميع المستوطنات الجديدة تقريبا. من هذه الرسالة نستنتج أن أبناء خربة دوران لم يستسلموا ولم يسلموا بالأمر الواقع, وذلك رغم قلة إمكانياتهم من جهة, والميزانيات الكبيرة والموارد الاقتصادية الضخمة التي وصل معها الغرباء والمدعومة من أصحاب مناصب مهمة من جهة أخرى. هذه الرسالة هي بمثابة إعلان أنهم سوف يقاوموا الظلم الذي يحدق هم. إن كتابة مثل هذه الرسالة وإيصالها إلى السلطان العثماني في اسطنبول لم يكن بالأمر الهين آنذاك, ولذلك يمكن اعتبار هذه الرسالة جزء من المقاومة المنظمة لأهالي خربة دوران ضد محاولات طردهم وتهجيرهم من خيامهم وأرضهم ونهب حقوقهم. نشير أن هذه الرسالة تم التوقيع عليها وإرسالها على يد أبناء خربة دوران, المتضررين المباشرين من إقامة مستوطنة ” رحوفوت “, ولم يشارك بها سكان البلدات المجاورة, حتى أقربائهم أبناء قبيلة السطرية المقيمين في قرية أبو الفضل المجاورة, مما يشير إلى انه حتى هذه المرحلة لم يستوعب سكان القرى المجاورة الخطر الداهم المحدق أيضا بهم.
من هذه الرسالة نستنتج كيف تعامل أبناء خربة دوران مع موضوع ملكية الأراضي الذي كان سائدا آنذاك , فهم موجودون على هذه الأرض منذ زمن سحيق, من أيام أبائهم وأجدادهم, يحرثونها ويزرعونها ويعتاشون منها دون اي اعتراض, وهذا الأمر يعطيهم الحق في البقاء على أرضهم, أما موضوع نقل الملكية من الدولة إلى “الأغنياء” او إلى “الغرباء” فهو موضوع آخر يتعلق بالملكية الرسمية, ويعطي صاحب هذه الملكية الحق بجزء من المحصول, ولا يعطيه الحق بإبعادهم وطردهم, ولذلك لم يعترض أهالي دوران على نقل ملكية الأرض الرسمية من الدولة الى “الأغنياء”, اما ما يحاول المستوطنون الجدد او ما يطلقون عليهم ” الغرباء ” او اليهود الاغنياء” القيام به, فلا يتلاءم مع العرف السائد في البلاد.
في رسالتهم لا يشير أبناء خربة دوران إلى الطرق والسبل التي استعملها المستوطنون الجدد لطردهم وتهجيرهم من أرضهم, كما أنهم لا يشيرون إلى مخططاتهم لإفشال استدامة المستوطنة الجديدة على أرضهم ومنع طردهم وتهجيرهم, ولم يكن هناك توثيق من قبل المواطنين الفلسطينيين لذلك, ورغم ذلك يمكننا التعرف على مقاومة خربة دوران من خلال قراءة نقدية وحذرة للتوثيق الذي قام به المستوطنون في ” رحوفوت ” والمستوطنات المجاورة, وخاصة الموجودة في ” ارشيف تاريخ رحوفوت” الموجود في مدينة “رحوفوت”.
تشير معظم المصادر اليهودية التي وثقت إقامة مستوطنة ” رحوفوت ” والمستوطنات المجاورة إلى أن هذه المنطقة, كانت خالية من السكان, وأنها كانت خرابة , وان المستوطنين الجدد قدموا إلى المكان لإنقاذها وإزهارها, وهذا يذكرنا بالفكرة التي روجها زعماء الحركة الصهيونية ” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض”. وتأتي هذه الرسالة لتدحض بشكل قاطع هذا الادعاء وتشير إلى السكان الذين يقيمون هناك, والذين يحرثون ويزرعون الأرض ويعتاشون منها منذ زمن سحيق. أما باقي المصادر اليهودية التي تشير إلى تواجد عرب السطرية في المكان فإنها تتعامل معهم على أنهم معتدون, عنيفون, ينهبون ويسرقون أملاك المستوطنين دون حق, ولا يحترمون حق المستوطنين الجدد على أملاكهم وأرضهم.
استمر أهالي عرب السطرية برعي مواشيهم داخل المراعي التي كانوا يستعملونها, والتي قام المستوطنون الجدد بالاستحواذ عليها, وفيما اعتبر المستوطنون الجدد هذا العمل اعتداءا على أملاكهم, اعتبره أبناء خربة دوران تصدي من قبل أناس مظلومين وعدم اعترف منهم بأحقية المستوطنين الجدد على هذه الأرض. وفيما اعتبر أبناء غرب السطرية جني الثمار من المزروعات في أرضهم حقا مشروعا لهم اعتبره المستوطنون الجدد عملية سلب ونهب من سارقين وقطاع طرق.
الرسالة الثانية إلى الصدر الأعظم هي من شهر تموز 1913, وقد وقع عليها العشرات من المخاتير والشخصيات الاعتبارية من ” القرايا المجاورة الى القولانيات يهود داران وعيون قارة “, ومنها قرية زرنوقا, عاقر, القبيبة, قطرة, يبنا, المغار , بشيت وغيرها, دون مشاركة ممثلي المدن المجاورة: اللد والرملة ويافا. في هذه الرسالة يشكو أهالي القرى من تصرفات المستوطنين الجدد في مستوطنتي ” ريشون لتسيون ” و ” رحوفوت ” من ” تعدياتهم على قرانا والقتل والنهب وهتك العرض” ويضيفون : ” ولما كانت اليهود المذكورين عم تعدياتهم على أهالي قرانا والقتل والنهب وهتك العرض منهم بصوره لا نقدر وصفها لمعاليكم أصبحنا في هياجٍ شديد وإضطرابٍ فريد حتى لا سمح الله تعالى إذا بقا هٰذا التعدي علينا تجبرنا الضرورצ بالمهاجرة من أوطاننا رغماً عن محبتنا وصداقتنا للأوطان وأنهم من جملة تعدياتهم قد عينو نواطير يهود وأجانب جركس وحاملين السلاح من كل نوع من جنس موزر ومارتن الممنوعة نظاماً والسلاح الأبيض راكبين الخيول على الطرق العموميه وكل من مر عن الطريق من أفراد أهالي الفلاحين يمسكوه ويضربوه ويأخذوا منه هدومه ونقوده وكل من خالفهم بذٰلك قتلوه ومن الجمله يطلقو العيارات الناريه على المارين بالطرق العموميه و … أولاً تعدوا نواطير قولانيت عيون قاره على شخص جماله حامله جمالهم حديد ومرادهم سلب هدوم الجماله ونقودهم وجمالهم نهاراً فأبوا ألجماله بالتسليم وفروا هاربين بجمالهم محامات بعضهم بعضاً من عيون قاره ( اه ) يا أهل العدل يا للأسف ثلاث ساعات … في أرض القولانيات وأيضاً مسافة ساعه واحده في أراضي قضا غزه في أراضي قرية القبيبه حتى نواطير عيون فزعوا داران بنواطيرها ىأطلقوا العيارات على الجمال المذكوره وعدة من صابه القواس خمسة أشخاص وفرس … رموهم بالرصاص وشخص منهم قضي عليه بمعاينة دائرة حكومة قضا غزه ويافا وشاهدت موقع الجرم وضبط الدعوه المذكوره الآن هي موجوده في محكمة غزه نسترحم صدور أمركم بالتحقيق على هٰذه الدعوه وكل هٰذا نراجع الحكومه بذٰلك فيخرج لهم أوراق جلب وإحضار حسب الأصول ولٰكن يا للأسف يخرج … أو المباشر بأوراق الجلب والإحضار فيشفقوا على اليهود بأن المطاليب المذكوره من طرف الحكومه ليس موجودين بل ذهبوا الى بلاد المسكوف أو أوروبا ( اه ) الدرهم موجود يدفعوا الأموال الباهظة لنيل مرادهم حتى أصبحو حكومه مختصره بجوا ويضربوا ومهما أرادوا يفعلو مع الأهالي لذٰلك أننا نرفع شكوانا نحن فقراء الفلاحين لمراحمكم نسترحم انقاذنا من ظلمهم وتعدياتهم وضبط الأسلحه الموجودة معهم في محلاتهم الممنوعة مثل موزر ومارتين وإطلاعكم عَلى إفتراهم ودعواهم على الجمالة المذكورين يظهر صدق قولنا ومجازاتهم القانونيه وبكل الأحوال الأمر ل لولية فضله.”
الرسالة هذه المرة موقعة على يد ممثلي القرى والبلدات المجاورة, وليست بلدة واحدة بعينها, بعكس الرسالة الأولى من عام 1890, مما يشير إلى الخطر الجماعي الذي يشعر به المواطنون الفلسطينيون عامة, وينقص من هذه الرسالة ممثلي خربة دوران وعيون قارة مما يشير إلى أن هذه القرى لم تعد موجودة. في هذه الرسالة من شهر تموز 1913 يشكو أهالي القرى, قبل خمسة وثلاثين عاما من النكبة, من خطر تهجير وطرد حقيقي من بلداتهم. وتفصل الرسالة الوسائل التي يستعملها المستوطنون الجدد لتهجيرهم وطردهم, وما لفت الانتباه بشكل خاص هو اتهام الفلسطينيين للمستوطنين الجدد بهتك الأعراض, وهذا يذكرنا بعمليات الاغتصاب التي قام به الجنود الاسرائليون في النكبة ضد نساء فلسطينيات, والتي أدت إلى هجرة الكثير من الفلسطينيين خشية ذلك.
الموقعون على الرسالة إلى الصدر الأعظم لا يتطرقون في رسالتهم الى ردة فعلهم لاعتداء المستوطنين الجدد, وبحسب الوثائق الموجودة في ارشيف ” رحوفوت ” فقد تصدى سكان قرية زرنوقا إلى هجوم المستوطنين وقتلوا احد المستوطنين. ولم تكن هذه المواجهة الأولى بين أهالي زرنوقا والقرى المجاورة مع مستوطنة رحوفوت, فقد سبق ذلك مواجهة وصدام عنيف الأولى عام 1891 واخرى عام 1910, استعملت خلالها الأسلحة النارية وقتل عدد من المستوطنين الجدد.
ما حدث في ” القرايا المجاورة الى القولانيات يهود داران وعيون قارة “, حدث أيضا في مناطق أخرى القريبة من باقي المستوطنات, مثل مستوطنة ” ايلانيا” المجاورة لقرية الشجرة, ومستوطنة ” تل حاي ” التي أقيمت على أراضي خربة طلحة, وفي جميعها كان الفلاحون والبدو هم رأس الحربة في مواجهة الاستيطان, ويمكن القول ان عمر المقاومة المستمرة كعمر الاستيطان الجاثم.

* المقالة بالانجليزية نشرت في موقع الميدل ايست اي وموجودة في التعليق الاول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق