الصحه والجمال

فيروس “زومبي” مجمد في الجليد تم إحياؤه بعد نحو 50 ألف عام ما يزال معديا

اكتشف العلماء المزيد من “فيروسات الزومبي” حيث يؤدي الاحترار العالمي إلى ذوبان الجليد الدائم وكشف الأمراض القديمة.

وقد وجدت ورقة بحثية من أواخر عام 2022، لم تتم مراجعتها بعد من قبل الأقران في ذلك الوقت، 13 فيروسا جديدا في عينات التربة الصقيعية القديمة في سيبيريا، وفي بحث لاحق نُشر في 18 فبراير الماضي، أعاد العلماء إحياء فيروسات “الزومبي” القديمة من التربة الصقيعية، واكتشفوا أنها ما تزال تصيب الأميبا الحية الوحيدة الخلية.

ورغم أن فرص إصابة هذه الفيروسات للحيوانات أو البشر غير واضحة، لكن العلماء يقولون إن فيروسات التربة الصقيعية يجب اعتبارها تهديدا للصحة العامة.

والتربة الصقيعية عبارة عن طبقة من التربة تظل مجمدة تماما على مدار العام، على الأقل كما كان معتادا، قبل أن تبدأ الأنشطة البشرية في رفع درجات الحرارة العالمية. وتغطي 15% من الأراضي في نصف الكرة الشمالي.

ولكن بسبب تغير المناخ، فإن الجليد يذوب بسرعة، ويكشف عن مجموعة من الآثار القديمة من الفيروسات والبكتيريا إلى الماموث الصوفي ودب الكهف المحفوظ بدقة.

ووفقا لشبكة “سي إن إن”، عثر الأستاذ الفرنسي جان ميشيل كلافيري، من جامعة إيكس مرسيليا، على سلالات من الفيروسات المجمدة البالغة من العمر 48000 عام في عدد قليل من مواقع التربة الصقيعية في سيبيريا.

وأقدم سلالة، يعود تاريخها إلى 48500 عام، أتت من عينة من التربة من بحيرة جوفية، بينما كانت أصغر العينات عمرها 27000 عام. وتم اكتشاف إحدى العينات الصغيرة في جثة ماموث صوفي.

ويخشى بعض العلماء أنه مع ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بسبب تغير المناخ، يمكن أن يؤدي ذوبان الجليد الدائم إلى إطلاق فيروسات قديمة لم تكن على اتصال بالكائنات الحية منذ آلاف السنين. وعلى هذا النحو، قد لا يكون لدى النباتات والحيوانات والبشر مناعة ضدهم.

وقالت بيرجيتا إيفينجارد، الأستاذة الفخرية في قسم علم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة أوميا في السويد، لشبكة “سي إن إن”: “يجب أن تتذكر أن دفاعنا المناعي تم تطويره من خلال الاتصال الوثيق بالمحيط الميكروبيولوجي. وإذا كان هناك فيروس مخفي في التربة الصقيعية لم نتعامل معه منذ آلاف السنين، فقد يكون دفاعنا المناعي غير كاف”.

وأشارت إلى أنه قد يكون من الأفضل لنا أن نطون استباقيين “وليس مجرد رد فعل. طريقة محاربة الخوف هي امتلاك المعرفة”.

كيف يمكن لفيروسات الزومبي أن تصيب المضيف بمجرد ظهورها

هذه ليست المرة الأولى التي يعيد فيها كلافيري إحياء الفيروسات القديمة، أو “فيروسات الزومبي” كما يسميها، حيث ينشر بحوثه حول هذا الموضوع منذ عام 2014، ويقول إنه بخلاف عمله، هناك عدد قليل جدا من الباحثين يأخذون هذه الفيروسات على محمل الجد.

وكتب كلافيري وزملاؤه في بحثهم الأخير المنشور في 18 فبراير في مجلة Viruses: “هذا يشير خطأً إلى أن مثل هذه الحوادث نادرة وأن فيروسات الزومبي لا تشكل تهديدا للصحة العامة”.

وفي تلك الدراسة، تمكن كلافيري وفريقه من إحياء عدة سلالات جديدة من فيروسات “الزومبي”، ووجدوا أن كل واحدة ما تزال قادرة على إصابة الأميبا المستزرعة، وهو إنجاز، على حد قول كلافيري، “يجب اعتباره فضولا علميا وتهديدا للصحة العامة”.

وقال لشبكة CNN: “إننا نعتبر هذه الفيروسات التي تصيب الأميبا بدائل لجميع الفيروسات الأخرى المحتملة التي قد تكون في التربة الصقيعية. إننا ندرس آثار العديد من الفيروسات الأخرى، لذلك نحن نعلم أنها موجودة. لا نعرف على وجه اليقين أنها ما تزال على قيد الحياة. لكن منطقنا يقول إنه إذا كانت فيروسات الأميبا ما تزال على قيد الحياة، فلا يوجد سبب لعدم بقاء الفيروسات الأخرى على قيد الحياة، وقادرة على إصابة مضيفيها”.

وتساعد الأبحاث الحالية حول الفيروسات المجمدة مثل فيروس “الزومبي” الخاص بكلافيري العلماء على فهم المزيد حول كيفية عمل هذه الفيروسات القديمة وما إذا كان بإمكانها إصابة الحيوانات أو البشر أم لا.

المصدر: بزنس إنسايدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق