مقالات

اعرف ربك بعقلك بقلم نضال علي الحسين

imageاعرف ربك ..بعقلك
واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالاتعلمون..صدق الله العظيم
في حقيقة الامر استوقفتني هذه الايه الكريمه عندما قرأتها والتي تبين عظمة الله
وحكمته ولااخفي عليكم انني اصبت بالذهول لما فيها من استنتاجات اغفلها ويغفلها العديد من البشر مثلي
واول هذا الذهول والذي ادى بي الى تساؤلات كان اولها
هل كان الله بحاجة لابلاغ ملائكته عما يريد فعله وهو الذي امره اذا اراد شيئآ انما يقول له كن فيكون
اما الذهول الثاني كان كيف تجرء الملائكه على سؤال الله الله عز وجل عندما قالوا له اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
اما السؤال الثالث …تقبل الله للنقد او الاعتراض ورده عليهم اني اعلم مالاتعلمون
لم يبقى الامر عند هذا الحد بل تجاوزه الى وجود معارضين او مخالفين له من بين الملائكه
عندما قال للملائكة (اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس )
من هنا يتضح ان ابليس اعترض على امر الله ورفض تنفيذه
ولكن السؤال الاهم ماذا فعل الله لابليس هل قطع راسه او ادخله السجن كما يفعل اليوم اصحاب النفوذ بمعارضيهم
ولم يكتفي ابليس بالرفض والمعارضه بل تجرء الى اكثر من ذلك من خلال تحديه لله والطلب منه الانظار متحديا عظمة الله وقال لله عز وعلا اذا قال له..ولاغوينهم اجمعين
ولم يكن رد الله استبداديا ولاانفعاليآ بل قال له انك من المنظرين
يتضح مما سبق ان الله عز وعلا قبل بمبدأ الشورى وتقبل الراي من هم دونه ومن عباده
بل والاهم من هذا قبل ان يكون له معارضين
ان وجود مخالفين او معارضين لارادته كان من باب التحدي والثقه بصوابية القرار
اما الاستشاره فهي من باب نفي صفة التسلط والاستبداد وهي من باب التواضع مع وجود القدرة
ان الله عز وعلا كان يعلم ان الانسان كلما فعل عقله ازداد معرفة بعظمته وتجلى التحدي
الالهي عندما قال انما يخشى الله من عباده العلماء
ومن خلال ذلك نستدل ان الله خلق لنا العقل المكلف باكتشاف الحقائق التي توصل الانسان الى معرفة عظمة الخالق
وان الشورى وعدم الاقصاء هي من مرتكزات اقامة الحكم العادل اما وجود معارضين له
لم يكن دليل ضعف وانما دليل قوة وثقة
وبعد كل هذا توقفت وتساءلت كيف يتجرء اليوم من يدعون انهم وكلاء الله في الارض على اقصاء من يخالفهم في الراي ويكفرونهم وينفذون بهم مالم ينفذه الله بمن عارضه وترك الامر الى يوم الحساب
ولما يحرم هؤلاء على الاخرين استخدام العقول في الوصول الى معرفة الله ذو الجلال والاكرام
وفي النهاية استغفر الله العظيم لي ولكم …وهدانا الله جميعآ

مقالات ذات صلة

إغلاق