بارعات العالم العربي

ورقة الأستاذة الدكتورة منجية النفزي السوايحي،أستاذة التعليم العالي بجامعة الزّيتونة ،تونس

للمشاركة في ندوة "المواطنة والوحدة في ظل فايروس كوفيد 19 المستجدّ،كرونا" عبر المنصّة الدّوليّة ZOOM،تنظيم جمعية همسة سماء الثقافة بالدنمارك،واتحاد الأكادميين والمثقّفين الدّولي موريتانيا

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين،

للمشاركة في ندوة “المواطنة والوحدة في ظل فايروس كوفيد 19 المستجدّ،كرونا” عبر المنصّة الدّوليّة ZOOM،تنظيم جمعية همسة سماء الثقافة بالدنمارك،واتحاد الأكادميين والمثقّفين الدّولي موريطانيا ،بتاريخ 13 جوان 2020،من الساعة 19-22

أستهل كلمتي بشكر الدكتورة فاطمة اغبارية رئيسة منظمة “همسة سماء الثقافة”،والدكتورة منى صيام مديرة اتحاد الأكادميين والمثقفين الدولي موريطانيا على الدعوة وعلى حسن اختيار الموضوع الموسوم بـ”المواطنة والوحدة في ظل فايروس كوفيد 19 المستجدّ،كرونا”

سأتطرق في مداخلتي   إلى المحاور الآتية:

1-المواطنة والأنسةHumanisme,Humanism) ( في ظلّ الكرونا:المفاهيم والتّطبيقات،

2-البعد التضامني والتماسك الاجتماعي بتأثير الكرونة،

3-اكراهات الحجر الصحي وتبعاته:الواقع والحلول،

4-استثمار فرص(Opportunité (Opportunity ,كرونا.

1-المواطنة والأنسة Humanisme,Humanism) ()في ظل الكرونا: المفاهيم والتطبيقات،

مع التحولات العالمية المستجدة والمستحدثة تطفو على السطح الثقافي مفاهيم لمصطلحات علاها الغبار إلى أن أصبحت باهتة، تعلوها غبرة،كما تبرز مصطلحات جديدة يقتضيها الحدث الجديد،مثلما هو الشأن لجائحة كرونا التي غزت العالم واستعمرته دون أسلحة،وفي ديمقراطية تتصف بالشمول،ومن بين المصطلحات التي جلبت انتباهي أيام الكرونا مصطلحي المواطنة والأنسة،بالنسبة إلى الأنسة هي مذهب فكري يعتبر الإنسان هو القيمة،وهو السيد الذي لايعلوه شيء،وأن القيم الإنسانية أعلى من القيم الأخرى،هذا المفهوم الغالب للأنسة،إلا أننا نجد لها مفاهيم أخرى منها:أن الأنسة قيمة أخلاقية يتميز بها الإنسان عن الحيوان بالعقل والفعل والإرادة،ويستعمل المصطلح أيضا للتعبير في اللغة المستعملة عما هو إنساني Human ,humain)) في البشر ،ولا إنساني ((inhumain ,inhuma،

ما لاحظناه أن هذا المصطلح”الأنسة” أثناء الكرونا اكتسح الفضاء الاجتماعي،فأثر في السّلوكات الفرديّة و الجماعيّة والوطنيّة والقوميّة والعالميّة،فيتأثّر الإنسان بما يتعرّض له أخوه الإنسان من  جائحة الكرونا من مرض واحتياج،وعزلة،فيبكى لمصابه وهو بعيد عنه لاتجمعه به لغة ولا دين ولا لون ولا ثقافة،وبرز ذلك في تعاون المجتمعات داخل أوطانها، فهبّ المجتمع المدني، والأفراد ومؤسسات الدولة للوقوف جانب الإنسان وحمايته من فيروس كوفيد 19،،وكذلك الشأن بالنسبة إلى بلدان العالم.فجمعت الأنسة الأنسانية لهدف إنساني شريف نأمل أن يتواصل؛بما أنه هدف الأديان والمنظمات العالميّة، والدّراسات الاجتماعية،ففي القرآن تضمّنتسورة “الإنسان” وسورة”الناس” هذا المفهوم الرّاقي، وتكرّرت كلمة”الإنسان” ثلاث وخمسين مرة ( 53 )،وكلمة “الناس” أكثر من مائتي مرة(200) ،إضافة إلى تكريم الإنسان في القرآن الكريم”ولقد كرمنا بني اآدم”(الإسراء:80)،

وبين الأنسة والمواطنة رباط وثيق،فالأنسة سلوكاومفهوما،والمواطنة حقوقا وواجبات ومعاهدات بين الإنسان ودولته قائمة الذات؛لأنّ المواطنة تنظم العلاقات بين الأفراد والمجموعات والدّولة،وتأثير جائحة كرونا بدا جليا  على مصطلح “المواطنة،فـحدث تغيير في هذه العلاقةـ تغيرإلى الأفضل،إذ سارعت الدول الواعية إلى حماية شعوبها من هذه الجائحة بواسطة فرض الحجر الصحي، وتوفير ما يحتاجه المواطن من مؤونة وأدوية،ونفقة للمحتاجين والمتضررين من الجائحة ـوهذا ما عشته في بلدي تونس وخاصة عند الإطار الطبي والإطار شبه الطبي الذين تجندوا لخدمة الشعب،وذلك لشعورهم العميق  بقيمة المواطنة والوطن والمواطنين،وأنبّه إلى أنّالمواطنة والأنسنة لم تبق رهينة الفضاء الاجتماعي الضيق وسط الدول والمجموعات؛ وإنما انتشر الشعور بالوطنية والأنسة ليصبح عالميا،واليوم العالم في حاجة إلى مواطنة عالمية،تأخذ في الاعتبار قيمة الإنسان،والبحث عن طرق حمايته من الأوبئة والحروب والفقر والنزاعات المسلحة،بالفعل يصدق في الكونة أن العالم أصبح قريةتحتاج هذه القرية إلى دعم التضامن والتكافل وهو العنصر الثاني من المداخلة،

2-البعد التضامني والتماسك الاجتماعي بتأثير الكرونة:

وجد الناّس أنفسهم أمام جائحة تحصد الأرواحبالآلاف،وفقد الكثير مواطن الشغل،وعجزت أعتى الدول عن مقاومتها  وهي في أوج انتشارها، وأدرك الإنسان أنّالتّضامن والتّكاقل هو الذي يقلص من خسائر الجائحة،ومن أثرها السّيء على البشرية،وفتشوا في دفاترهم ليجدوا أن التكافل والتضامن  أصيل في الأديان من ذلك قوله تعالى:”وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الأثم والعدوان”والحديث الشريف الذي ينضح إنسانية ومواطنة”لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه،وتأكّد أن التّضامن من علامات السياسة الناجحة على حد عبارة ابن خلدون عالم الاجتماع الكبير،وما ذكره عالم الاجتماع دوركايم عالم الاجتماعي الفرنسي من أن عدم وجود قيم تضامنيّة توحّد المجتمع تجعل الحياة الاجتماعية مستحيلة،فتجنّدت الدّول والمنظمات العالمية، والمنظمات الوطنية والجمعيات المدنية ،والأفراد والجماعات وعدد كبير من رجال الأعمال الوطنيين لمدّ يد المساعدة للشعوب،وتجاوز المدّ التضامني الأوطان  ليصل دول العالم،فتأنسن التضامن، وترفع عن المحاباة ،ورفض المعاملات القائمة على العنصريّة أو التّحزب أو الإيديولوجيا وما إلى ذلك،وهذا من الثمار الطيّبة للكرونا،ولكن من مسؤوليتنا أن نثير بعض سلبيا الجائحة، وهو ما تكفل به العنصر الثالث من المداخلة،

3-إكراهات الحجر الصحي وتبعاته:

لن أتطرق لكل سلبيات الكرونة ،ولكن سأقف عند العنف المسلط على المرأة والفتاة أثناء الحجر الصحي لأقول:

إن العنف ضد النساء والفتيات من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا في العالم ،وإذا تتبّعنا الأزمات والجوائح الطبيعيّة والأوبئة،والإشعاعات النوويّة الخطيرة،والحروب الجرثوميّة والنّزاعات المسلّحة نلاحظ أن الأكثر عرضة للعنف هنّ الفئة المذكورة، وهاهو الحجر الصحّي يثبت ما نذهب إليه،فإن نسبة تصاعد العنف بأنواعه الماديّ واللّفظي والنّفسي ضدّ النّساء والفتيات تصاعدت في كلّ الأماكن في العالم،التي اجتاحتها جائحة الكرونا،وداخل  البيوت التي من المفروض أن تكون محل أمان لهنّ ،وأن يكون الأزواج والآباء والإخوة مصدر سعادة داخل الأسرة؛ولكنّ ما حدث ويحدث اليوم داخل البيوت من عنف فاق الحدّ يدعونا إلى إثارة هذا الإشكال ،ففي تونس منذ الحجر الصحيّ الذي بدأ 22 مارس 2020 ،تضاعف العنف الزوجي في المنازل خمس مرات مقارنة بالفترة نفسها سنة 2019،وفي الصين تضاعف ثلاث مرات عمّا كان عليه سابقا، وفي غيرها من مدن العالم،وهي فرصة لنطرح الأسباب والحلول التي أراها ناجعة للحدّ من العنف ضدّ النساء والفتيات،

بالنسبة إلى الأسباب فهي كثيرة أقتصر عل أهمّها أيّام الكرونا،وعلى بعضها الذي يعود إلى تأثير الثقافة  المجتمعية،والقبلية،والفكر الدينيّ التي تشرع  للرّجل ممارسة العنف ضدّ الأنثى،دون أن يرفّ لهم جفن،

فيما يخص ما طرأ أيام الحجر الصحي فإنه يتمثل في  وجود كل أعضاء الأسرة في مساحة قد تتّسع أوتضيق لمدّة طويلة ممّا يصعّد في درجة التوتر،ويولّد الضغط النفسي لدى كل الأفراد،نضيف إليه  القلق  الصحي الذي تعاني منه الأسرة،فلا أحد يعلم متى يصاب، وهل ينجو أو لا، ومتى ينتهي هذا الحجر،وما هي توابعه ،زد على ذلك  البطالة التي فرضها الحجر الصحي على العامل اليومي رجلا وامرأة، فقد كان الواحد منهم  يكدّ كامل اليوم ليتقاضى أجرة يوميّة أو أسبوعيّة ليعيل الأسرة، وإذ به خاوي الجيب واليد وعاجز عن توفير  الضّروريات ،ولا ننسى الخوف من نقص المؤونة والتعرّض إلى الجوع، ،ومعضلة هاجس الموت في هذه الظروف،والحرمان من طقوس الجنازة، وهذا  من شأنه أن يخلّف  ألما نفسيا حادّا…. كلّ هذا  يصعّد من توتّر كل أفراد الأسرة،ويتسبب في العنف داخلها،

بالنسبة إلى الموروث الثقافي الذي يتخذه الرّجل حجّة لتعنيف النّساء،فإنّي أوجزه في النقاط الآتية:

أولها: عدم المساواة بين الجنسين قائما في جميع أنحاء العالم،مما يؤكد أنّ العنف ضدّ المرأة هو أشدّ أشكال التمييز، فكلّما سنحت الفرصة للرّجل بتعنيف المرأة إلا ومارسه دون خجل من تلك الممارسة،

ثانيها: قصّة الخلق  المأخوذة من الإسرائليات وأن المرأة خلقت من الضلع الأعوج عند آدام،متجاهلين قوله تعالى:” يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء﴾(النساء:1).

 ثالثها: مفهوم  الدّرجة للرّجل على المرأة، والتي يعتبرها بعض الرجال تفضيلا لهم عن النّساء، ولذلك من حقّه تعنيفها،

رابعها: قوامة الرّجل على المرأة، ولم يفهم الرّجل أنّها تكليف وليست تشريفا  وتمييزا له عن المرأة،

بالنسبة إلى الحلول العاجلة للعنف أثناء الكرونا،لابد من الاهتمام بالموضوع من طرف المجتمع المدني، ومؤسسات الدولة خاصة الوزرات المهتمّة بالمرأة والدّعوة إلى الإحاطة الجسديّة والنّفسيّة لضحايا العنف الزّوجي أثناء فترة الحجر الصحي،وتمكين المعنفات من فضاءات تتوفّر فيها شروط الحجر الصحيّ لإيواء النساء المعنّفات،وتكثيف  الحملات التضامنيّة والتوعويّة، وليتحمّل كل فرد في الأسرة مسؤوليته، ولانلقي كلّالحمل على الزّوجة فتكثر عليها الضّغوطات فتنهار،ونطبّق مبدأ حسن المعاملة،والمعاشرة بالمعروف، “فهنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ”،”(البقرة:187) “وقد أفضى بعضكم إلى بعض”(النساء:21)،ممّا يقتضي العشرة الطيّة وفقا لقوله تعالى:“وعاشروهن بالمعروف”(النساء:19) ، ؛ ولذلك مفروض عليكم أيها الرجال هذا المبدأ القرآني “ولاتضاروهنّ ،ولا تنسوا أيها قاعدة “ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف”(البقرة:228)،وتذّكر دائما أنّ”خيركم خيركم لأهله”و”أنّ خيركم ،خيركم للنّساء”،ومن مبدأ الإنصاف والموضوعية أن نذكر بفوائد كرونا،وهو ما يتضمنّه العنصر الرابع من هذه المداخلة،

4-استثمار فرص(Opportunité(Opportunity ,كرونا:

من حسن إدراك الإنسان أن يستفيد من الأحداث المستجدة مهما كان شكلها وتأثيراها السّلبي،ولجائحة كرونا فرص يحسن استثمارها للمستقبل منها:

-توسع مفهوم المواطنة ليصبح عالميا،فالكرونا ألحقت الضّرر بالإنسان في كل الدّول،وعلى جميع الأصعدة اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية، وسياسية؛ولذلك يحتاج الإنسان اليوم إلى إعادة ترتيب علاقاته مع أخيه الإنسان ،علاقات تقدم العناية الصّحيّة والاجتماعيّة والاقصادية على توفير الأسلحة ونشر الحروب وما إلى ذلك،فقد سقطت منظومة تقسيمالعالم إلى دول متقدّمة وأخرى متخلفة وهاهي الكرونا تضعهم في سلة واحدة،لتنزع عنهم هذا الوهم،فالكل عاجز أمام الجائحة، ولعل المعادلة التّقسيميّة للدّول انقلبت لتنجح دول صغيرة وضعيفة كتونس في السيطرة على الجائحة،وتفشل امراطوريات ضخمة في ذلك،

-إن جائحة كرونا هدّأت من النزاعات المسلحة والحروب لحين ،لأن كل دولة انشغلت بمقاومة كرونا،نأمل أن يتواصل هذا لتندحر الحروب،ويعيش الإنسان الأمن والاستقرار،فهل من مدّكر،

ساهمت الكرونا في تحسّن البيئة نتيجة انخفاض التلوث،وتنقية الهواء ،وتحسن طبقة الأوزون ،ولعله منطلق تتعلم منه البشرية كيفية المحافظة على البيئة التي تحتمي بها،فالكرة الأرضية تتنفس بفضل الكرونا،

منافع كبيرة للأسرة سمحت بلقاء الأبوين بالأبناء والأجداد، وإثراء الحوار والنقاش بين أفرداها والذي يكاد يكون معدوما قبل الجائحة؛ نظرا لاهتمام الأب والأمّبالشغل وبالبيت،فلا تتمكن الأسرة من الإنصات للشباب والأطفال وحلّ مشاكلهم، وهي نعمة من الله، ربما تجعلنا نغيّر سلوكنا مع الأبناء، ونحسّن التحاور معهم،ونساعدهم ،لقد سمعت من أبوين هذه الجملة الرائعة”مكنتني الكرونا من معرفة أبنائي معرفة جديدة وحقيقية”

-اكتساب سلوكيات صحيّة منضبطة تتعلق بالنظافة، والأكل الصحي في البيت، والعودة  للتّغذية السليمة التي تقوي المناعة وهي أفضل مقاوم لفيروس كوفيد 19،

-تعلّم مهارات جديدة للاتصال عبر المنصات الألكترونيةوغيرها من وسائل الاتصال الألكتروني للتّعليم عن بعد، وللمشاركة في الملتقيات الوطنية والدّوليّة،ولقضاء عدّة حاجيا ،

ومن مزيا كرونا أنّها تذكرنا نحن المسلمون بمدى قيمةصلة الرحم، برّ الوالدين والأجداد والجدات،والإحاطة بهم ،وحسن رعايتهم،وقضاء حوائجهم،وطمأنهم عى صحتهم وتذكيرهم أن الموت بأمر الله،ووجودهم داخل الأسرة مما قلل من وفياتهم،وقد رأينا كثرة وفيات المسنين في دور المسنين في الدول المتقدمة لأنه مع الأسف إذا كبر الوالدان فإن الأبناء يلقون بهم في هذه الدور،وهاهي الكرونا تكشف عن مآسي هؤلاء المسنين، فلننبّه أبناءنا إلى هذه الخلق الحميد والسلوك الرشيد مع الآباءوالأمّهات والأجداد.

التوصيات:

-البحث معا عن كيفية التعايش مع الفيروس إلى حدّ تخطّي زمن هذه الجائحة؛لأنه من غير المعقول أن يتواصل الحجر الصحي ، وتتعطل كل مصالح العباد والبلاد،

-دعم مشاريع التنمية البشرية التي تهتم بصحة الإنسان وغذائه وبيئته،بواسطة التدريبات،والتكوين وتعليم المهارات الحياتية والتضامن الإنساني المستمرّ،

-التركيز على الحوكمة الألكترونية في التعامل مع حاجيات المواطنين في كل مكان، والتي تتماشى مع توصيات منظمة الصّحة العالمّية بالتباعد الاجتماعي؛ لإرساء ثقافة التّعلم عن بعد،والاهتمام بالتّعليم الالكتروني من قبل المؤسسات المعنيّة بالتعليم،

-عولمة المواطنة والأنسة اليوم وغدا ليتغلب الإنسان على الجوائح والحروب والأزمات،لقد انتهى زمن التقوقع على الذات،فاعتبروا يا أولي الألباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق