في هذا الجزء من البحث ساتطرق الى قصه ملابس البحر عبر العصور بشكل عام الى ان نصل للمايوه البيكيني التي وصلت مبيعاته الى حوالي 811مليون دولار امريكي سنويا ،كما ساعد انتشار البيكيني على انتعاش خدمات الجسم كازالة الشعر بالليزر او الشمع ومراكز تسمير البشره من اجل التباهي بلون وجمال الجسم ،لولا البيكيني ما ظهرت وتميزت متل تلك الخدمات .
في العصور الكلاسيكيه او العصور اليونانيه الرومانيه كان الناس يسبحون عراه .
ورغم ذلك ظهرت هناك جداريات على الحائط وارضيات مصنوعه في الفسيفساء تظهر ان نساءا يمارسن الرياضه ويرتدين قطعتين قطعه تغطي منطقه الصدر وقطعه اخرى تغطي منطقه الحوض ،بطريقه تشبه لحد كبير مايوه البيكيني الحالي ،ولكن لايوجد دليل على ان هذه الملابس استخدمت في السباحه .
كما ان معظم الرسومات تظهر انهم كانو يمارسون السباحه عراه .
بقي الحال كما هو عليه في العصور والوسطى الى نهايه هذا العصور فقد فرض القانون الالماني 1548عقوبه لمن لايرتدي قطعه قماش حول الخصر.
في عصر النهضه تم منع السباحه في البحيرات والشواطيء والاماكن المفتوحه ،بالذات عند الغرب المسيحي المتشدد ،وبالتالي كانت الحاجه لملابس السباحه تكاد تكون معدومه ،
فقد كانت السباحه في الاماكن المغلقه كالمنتجعات الصحيه .
واستمر ذلك الوضح من نهايه القرن السابع عشر الى السبعينات من القرن التاسع عشر فقد كانت ملابس السباحه من قماش البارسون لونه اصفر ناعم الملمس صلب لا ينفذ الماء بسهوله. كانت ملابس بفضاضه لا ترسم الجسم عند ابتلاله بالماء ،وكان القماش الانسب والافضل للسباحه من حيث اللون والصفات ،وقد كان هذا زي النساء والرجال على حد سواء .
في هذا الجزء كنت قد تحدثت عن اهميه ركن تاريخ الزي والازياء في فرض فكره وموضه هي اصلا مرفوضه على مر العصور ،رفضها العقل والقلب والدين والعادات والتقاليد والمعتقدات وبالتالي يرفضها المجتمع.
لو تاملنا فيما كتبت بالاعلى لوجدنا ان ملابس البحر بشكلها الحالي كانت موجوده بالعصور الوسطى في العصر اليوناني الروماني ،مما اثبت ان هذه الفكره المرفوضه كانت موجوده عبر التاريخ ،وتحديدا في عصور التقدم والازدهار والرقي ،وانها تدل على تحضر ورقي المجتمع .
فدعونا نعود لتلك العصور الذهبيه ،ونحذو حذوهم ،فاثباتات التاريخ ،تثبت ان الفكره ليست جديده ،وان الموضه. لو لم تناسب تلك الحضاره والرقي والترف لما كانت موجوده ومثبته في تلك الحضارات .(تلك حجه التاريخ لاقناع المجتمع بفكره المايوه ).
في القرن العشرين شهدت اوروبا امريكا ازدهارا كبيرا في الصناعه والابتكارات لتقددم دولها لتصل لدرجه الرفاهيه لشعبها بشكل عام .
ورغم المعارضه الشديده للمجتمع وتعصباته الا ان لباس السباحه اثبت شعبيته بالمجتمع ،وكان ساترا يغطي جميع انحاء الجسم بما فيهم الرقبه واليدين والرجلين .
لكنه شيئا فشيئا بدا بالانكماش لتتعرى نصف اليدين ونصف الرجلين وتنحسر قصه الرقبه باتجاه الصدر اكثر واكثر .
في ذلك الوقت كان ابتعاد المجتمع واضح عن الدين والقيم والعادات والمعتقدات بدا كل شيء بتغير ،ليكون الانفتاح على الصناعه والانجاز والابتكار والعلم والتقدم ليشهد ذلك العصر تغيرا جذريا في كل شيء .
ومع تطور صناعه الاقمشه وبالذات اقمشه السباحه التي اصبحت اكثر رونقا وجمالا وراحه .
وهنا ياتي دور عالم النفس والاجتماع فالفرصه الذهبيه لتغير المجتمعات تكون (بالصدمه)اي عندما يحدث امر جلل في البلاد كالحروب او الاوبئة او انتكاسات او تطور او تقدم ياتي فجاءه لم يكن بالحسبان ،هنا تكون استغلال الفرص فمع هذا التغير المفاجاء هناك ايضا بالامكان تغير الافكار والمعتقدات والموضه ايضا !!!!!(صدق او لا تصدق).
فبسبب الصدمه التي يتعرض لها المجتمع امر طبيعي ان يتلقى الفكره او الموضه التي فرضت حتى لو كانت مرفوضه لان تلك الصدمه غيرت منحنى الحياه بكل بساطه وبكل بساطه سيتلقى تلك الموضه او الفكره دون مقاومه،تلك هي الطبيعه البشريه )
لعب علماء النفس على نفسيات البشر كما لعب علماء الاجتماع على استغلال الاحداث ،التي تحدث على ارض الواقع لتسهيل وتيسير اي فكر وفرض موضه بالمجتمع ،وجعلهم امام الامر الواقع ،فهي موجوده سواء رفضتموها او تقبلتموها فهي موجوده موجوده.
سنعتمدها بكل المناسبات والفعاليات في المجتمع .
فقد تم ادخال السباحه النسائيه في دوره الالعاب الاولمبية الصيفيه 1912وشارك فيها سبع عشره دوله ،حيث شاركت النساء من تسع دول يرتدين ملابس السباحه التي يرتديها السباحون الرجال .
وفي عام 1913صمم المصمم (كارل جان بتزن)اول ملابس سباحه من قطعتين (عباره عن بلوزه باكمام وشورت طويل ).
في الواقع تعاون مصممون كثيرون في تطوير ملابس السباحه (كانو يعملون بنفس القناعه جميعا في ذلك العصر ).
لكني تحدثت عن شانيل تحديدا لانها كانت المصممه الاشهر على الاطلاق في العالم ولها بصمتها الخاصه والمؤثره جدا على المجتمع ،بالاضافه الى تاثيرها الساحر والقوي جدا واستقطاب واقناع اكبر فئه مستهدفه من المجتمع وبالذات المجتمع الراقي .
نعم تعتبر شانيل هي من ابتكر ذلك المايوه بشكله الحالي ،(وليس البيكيني الذي ساتكلم عنه لاحقا ،لكنها كانت سببا قويا في انتشار ه .)
شانيل هي من طورت المايوه في العشرينات من القرن الماضي والذي جعل شعبيته تزداد بشكل كبير لهذا يرجح بعضهم ان انتشار المايوه بدا من شانيل ،رغم انها لم تكن هي من ابتكرته ,رغم ان جميع المصممين في ذلك الوقت كانو يسعون لانتشاره وتطويره .
كانو جميعا يمشون على خط واحد سواء .
ساكتفي بهذا القدر في هذا الجزء لاعود واكمل بالجزء الثاني فكونو بالجوار