إسال طبيبك في الطب البديلالصحه والجمال

مرض السمنة مخاطر عديدة تحدق بالانسان

تعريف السمنة على أنها تراكم مفرط أو غير طبيعي للدهون والذي يلحق الضرر بصحة الفرد. ويعدّ السبب الرئيسي لزيادة الوزن والسمنة: اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها.

 

نسبة كتلة الجسم (BMI):

هو مؤشر لقياس ارتفاع الدهون في الجسم وبالتالي لتصنيف زيادة الوزن أو السمنة عن طريق: حساب نسبة وزن الشخص بالكيلوغرام إلى مربع طوله بالمتر (كغ/م2). ارتفاع النسبة يمكن أن يكون مؤشرًا لارتفاع نسبة الدهون في الجسم.

 

كتلة الجسم (BMI) والحالة التي يشير إليها:

الحالة كتلة الجسم BMI
أقل من الوزن الطبيعي أقل من 18.5
الوزن الطبيعي 18.5-24.9
زيادة في الوزن 25-29.9
سمنة الفئة الأولى 30-34.9
سمنة الفئة الثانية 35-39.9
سمنة شديدة (الفئة الثالثة) 40 فما فوق

 

أهم أسباب الإصابة بالبدانة:

  1. من لديه تاريخ مرضي عائلي.
  2. طبيعة النمط الغذائي للفرد أو الأسرة.
  3. غياب أو قلة ممارسة الرياضة.
  4. بعض الأمراض، مثل: متلازمة كوشينغ، الغدة الدرقية غير النشطة ومتلازمة برادر ويلي، ويمكن أن تؤدي بعض المشكلات الطبية إلى قلة الحركة، مثل: التهاب المفاصل الذي قد ينجم عنه زيادة في الوزن.
  5. بعض الأدوية، مثل: مضادات الاكتئاب، بعض أدوية السكري، بعض أدوية الصرع وكذلك بعض وسائل منع الحمل قد تؤدي إلى زيادة الوزن.
  6. اختلال نظام النوم: عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو العكس، يمكن أن يسبب تغيرات في الهرمونات التي تزيد من الشهية.
  7. التقدم بالعمر.
  8. الحمل.

 

ماهي المضاعفات الصحية للبدانة أو زيادة الوزن؟

  1. الشعور بالتعب والافتقار للطاقة.
  2. ضيق في التنفس.
  3. صعوبة النوم.
  4. آلام الظهر والمفاصل.
  5. السّكري النوع الثاني.
  6. ارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية.
  7. ارتفاع ضغط الدم.
  8. أمراض القلب والشرايين.
  9. النقرس.
  10. مرض الكلى المزمن.
  11. بعض المشاكل النفسية: انخفاض تقدير الذات، ضعف الثقة بالنفس والعزلة وبالتالي قد تؤدي إلى الاكتئاب.
  12. السرطان: مثل سرطان القولون والمستقيم والثدي وسرطان الرحم والبنكرياس والبروستاتا والمريء والكبد والكلى.

 

التشخيص:

  1. التاريخ الصحي: قد يراجع الطبيب تاريخ الوزن والجهود لإنقاصه، عادات التمارين الرياضية، أنماط تناول الطعام وماهي الظروف الأخرى التي كانت لديك، كذلك الأدوية ومستويات الإجهاد وغيرها من القضايا المتعلقة بصحتك، وقد يقوم طبيبك أيضًا بمراجعة التاريخ الصحي لعائلتك.
  2. التشخيص المبدئي: الوزن، الطول، ارتفاع ضغط الدم، معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة.
  3. نسبة كتلة الجسم (BMI).
  4. قياس محيط الخصر.
  5. تحاليل الدم: تشمل اختبار الكوليسترول في الدم، اختبارات وظائف الكبد، اختبار الغدة الدرقية وغيرها. وقد يوصي طبيبك أيضًا باختبارات معينة للقلب، مثل: رسم القلب.

نمط حياة صحي لمحاربة السُمنة

تؤكد الدكتورة سارة سليمان، استشاري الغدد الصماء والسكري في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، توافر أدلة متزايدة على أن الأشخاص الذين ينامون قليلاً يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن والسمنة من الأشخاص الذين ينامون 7-8  ساعات كل ليلة. وتوضح سليمان أن السُمنة لدى الأطفال ترتبط بعوامل متعددة أبرزها سمنة الوالدين، الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات والنشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي المعتمد على المقليات والحلويات بعيداً عن البروتينات والخضار.

وتفيد أنه وللتخلص من السُمنة، يُنصح باتباع حمية متوازنة، أي الحمية المرتكزة على الأطعمة الصحية والوجبات الغذائية النباتية وكذلك البروتينات الطبيعية وتجنب الدهون المُشبعة والأطعمة المُصنعة (كالوجبات الجاهزة والوجبات الخفيفة والأطعمة المقلية والحلويات). كما يُفضل تجنب المشروبات السكرية بما فيه المشروبات الغازية والعصائر المُحلاة والشاي المُحلى (الكرك) والمشروبات المُحلاة/المُنكهة (كالحليب واللبن والقهوة) والإستعاضة عنها بالأنواع غير المُحلاة من هذه المشروبات الصحية.

بالإضافة إلى الحمية، يُنصح بتناول الطعام ببطء (المضغ بعناية ثم البلع) كي يشعر جسمك بالإمتلاء والرضى، والتوقف عن الأكل بمجرد أن يختفي الشعور بالجوع، وتجنب تناول الطعام أثناء الإنشغال بنشاط آخر، لأن هذا يُقلل من القدرة على الشعور بالشبع أو الرضى وقد يدفعك لتناول كميات أكبر من الأغذية.

هذا ويساعد النشاط المُعتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً على مدى 5 أيام في الأسبوع، في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة. وللحفاظ على وزن مثالي، أو خسارة الوزن، على الأشخاص بمن فيهم الأطفال، أن يمارسوا النشاط الجسدي لمدة لا تقل عن ساعة يومياً، لكي يتغلبوا على نمط الحياة الرتيب.

قضاء وقت أطول أمام الشاشة يؤدي للسُمنة

تُظهر الأبحاث بمعظمها أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام الشاشة، هم أكثر عرضة للسُمنة من غيرهم. وإذا كان أطفالك من محبي الجلوس أمام الشاشات طويلاً، عليك ابتكار فرص لإبعادهم عنها دون أن يبدو ذلك على أنه عقاب لهم. مع الإشارة إلى أن الأطفال دون 3 سنوات لا يجب أن يستخدموا الشاشات أبداً، أما الأطفال من 3 إلى 5 سنوات، فيجب أن يقتصر استخدامهم للشاشة على ساعة إلى ساعتين أسبوعياً.

طرق وحلول علاج السُمنة

يتمحور علاج السُمنة حول عدة محاور، منها اتباع نظام حياة صحي، وشرب الماء الكافي، والنوم المعتدل، وممارسة الرياضة، والأكل الصحي كما تم تفصيله مسبقاً. ويُعتبر اتباع نمط حياة صحي هو الأساس لكل العلاجات ويجب اتباعه مع الأدوية أو الجراحة أو البالون وفق ما يصفه لنا الطبيب المعالج.

الحمية الغذائية والصيام المتقطع

تحدثنا نادين هلال، أخصائية التغذية ومُثقفة مرض السكري في شبكة هيلث بلاس التخصصية، عن الصيام المتقطع والحمية الغذائية التقليدية وآلية الجمع بينهما تمهيداً لتحقيق حجم استفادة أكبر من هذا الصيام. وفي هذا الإطار، عرَفت هلال الصيام المتقطع بأنه صيام لفترة معينة أقلها 12 ساعة وأقصاها 18 ساعة. وأكدت أنه وفي اليومين الأولين من الصيام، قد نشعر بالدوار والتعب حتى نعتاد عليه، مشيرة إلى أن هذا النوع من الصيام قائم على 3 عوامل أساسية وهي الأكل والنوم والماء.

ونصحت خبيرة التغذية بتقسيم الوجبات في الصيام المتقطع إلى 3 وجبات رئيسية، مما يساعد في حرق الدهون، على أن تتضمن كل وجبة 3 مكونات أساسية، هي البروتين قليل الدسم، مصحوباً بحصة أو حصتين من الخضار على الأقل، والكربوهيدرات المُعقدة (كالبذور والحبوب الكاملة والبطاطس أو الخبز الغني بالألياف.

وأكدت هلال أن الدراسات نوهت بأن الأشخاص الذين يعانون من السُمنة، يمكن أن يشعروا بجوع أقل خلال الصيام المتقطع نظراً لانخفاض نسبة الإنسولين في الجسم. إلا أن النظام الغذائي محسوب السعرات الحرارية، يبقى أفضل من أي نظام غذائي آخر بحسب البحوث التي أجريت في هذا السياق. لذا اقترحت هلال أن يتصاحب الصيام المتقطع مع احتساب السعرات الحرارية.

هذا وتحدثت هلال عن النظام الغذائي التقليدي، ونبهت إلى ضرورة أن تترافق السيطرة على السعرات الحرارية مع العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مما يُعدل في العادات الغذائية اليومية للفرد وسلوكه الغذائي.

وبحسب هلال، فإن الدراسات الأخيرة تنصح بأن يُعطى الشخص الذي يرغب بخسارة الوزن 1.5 جرام من البروتين لكل كيلوجرام وزن. كما أشارت إلى أنه يُنصح في الغالب بـ 25 إلى 30% من البروتين قليل الدسم و45 إلى 55% من الكربوهيدرات (ويُفضل في الكربوهيدرات أن تكون معقدة) و25 إلى 30% من الدهون. إلا أن هلال عادت وأكدت أن هذه النسب تبقى غير دقيقة، وعادة ما يتم تصميم نظام غذائي بحسب حاجات كل شخص وتطلعاته آخذين في الاعتبار وجود أمراض مزمنة أخرى من عدمه، وهذا ما يقوم به الطبيب المختص أو خبير التغذية عادة.  

  • الأدوية والحقن لعلاج السُمنة

ذكر جراحو السُمنة والاستشاريون في كل منمركز إمبريال كوليدج لندن للسكري ومستشفى دانة الإمارات ومستشفى هيلث بوينت في أبوظبي، أن الأدوية والحقن يمكن أن تساهم في تقليل الوزن بنسبة 10 إلى 15% لبعض من المرضى، كل حسب حالته الطبية وأسباب سُمنته. وهي وسائل سهلة الإستخدام وآثارها الجانبية قليلة، كما وتُستخدم في تخفيض الوزن قبل جراحة السُمنة تسهيلاً للجراحة أو تُستخدم في إنقاص الوزن تمهيداً لاتباع نمط حياة صحي وخسارة المزيد من الوزن أو الحفاظ على وزن منخفض. وفي دولة الإمارات، هناك أكثر من خيار من هذه الأدوية والحقن والتي تُصرف من الصيدليات بوصفة طبية من الأطباء المختصين.

تؤدي الأدوية دوراً مهماً في مكافحة السُمنة وهي نوعان:

  1. أقراص لتقليل الشهية.
  2. أقراص للتقليل من امتصاص الدهون.

هذا فضلاً عن الحقن الأسبوعية أو اليومية التي تُقلل الشهية وتساعدك في اعتماد خيارات الأطعمة الصحية. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يُنصح بتناول هذه الأدوية خلال الحمل أو في حالة الأم المرضعة.

  • جراحة السُمنة

يقول الدكتور محمد الحداد، استشاري جراحة السُمنة ورئيس مركز علاج وجراحة السُمنة في مستشفى هيلث بوينت أن هناك طرق متعددة لمكافحة السُمنة منها الجراحة.

وتنقسم الجراحة إلى ثلاثة أنواع أساسية،هي تكميم المعدة، وتحويل مجرى المعدة، وبالون المعدة.​

وقال إن عمليات جراحة السُمنة تسهم في تقليص خطر الوفاة الناجمة عن الأمراض المتعلقة بالبدانة بنسبة تتراوح من 30 إلى %40، كما تساهم أيضاً في التخفيف من المشاكل الصحية الأخرى، بما فيها داء السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع معدل الدهون في الدم، انقطاع التنفس أثناء النوم، ألم الظهر، مرض ارتجاع المريء، مرض تكييس المبايض وصعوبة الإنجاب، إضافة إلى التقليل من نسب الإصابة بأمراض القلب والشرايين وجلطات القلب والدماغ.

من جهته، يوضح الدكتور حازم المومني، استشاري الجراحة العامة وجراحات السُمنة لمستشفى دانة الإمارات أنه وقبل اللجوء إلى الجراحة، يجب أن يتلقى المريض استشارات على أيدي أخصائيي التغذية وأن يمارس الرياضة في محاولة لإنقاص وزنه. وفي حال عدم نجاحه بذلك، وعند وجود أمراض أخرى يتم اللجوء إلى الجراحة، ودائماً على أساس معدل كتلة الجسم ووجود أمراض مزمنة ناتجة عن السُمنة المفرطة.

هذا ويعتمد نوع الجراحة على الحالة مشيراً إلى أن بعض أنواع العمليات يستلزم على المريض تناول فيتامينات مدى الحياة للتأكد من حصوله على جميع العناصر التي يحتاجها الجسم، كما أن كمية الطعام المتناول تقلّ بشكل جذري، وأضاف المومني أنه يتوجب على المريض شرب السوائل في الأيام الأولى ومن ثم تناول الأكل المهروس جيداً.

كما أكد على أهمية زيارة المريض لمركز متعدد التخصصات في علاج السُمنة، يضم عادة جراح السُمنة وطبيب باطني وأخصائي تغذية وطبيب نفسي إلى جانب أطباء التخدير والطاقم التمريضي المختص بمرضى السُمنة. حيث إن خضوع المريض لجراحة، يترافق عادة مع تدريبه على إدارة نمط حياته وتمكينه من اتباع أسلوب حياة صحي وإخضاعه لمتابعة نفسية تُعزز من استعداده للإستمرار في اتباع نمط حياته الصحي هذا.

ونوَه الأطباء بأن للجراحة أخطار ينبغي التنبه إليها، كما هي الحال في جميع العمليات الجراحية الأخرى، وهي:

  • أخطار التخدير.
  • مخاطر الجراحة.
  • التسرب، والتجلط، والنزيف، والتضيق.

وتزيد نسبة هذه المخاطر في حال كان المريض قد خضع سابقاً لجراحة في البطن، أو كلما زاد عمره، أو كلما زاد حجم البطن.

السُمنة والصحة النفسية

تتسبب السُمنة بمشاكل نفسية عدا عن المشاكل الصحية والجمالية، ويعاني الأشخاص المصابون بالسُمنة باستمرار إلقاء اللوم عليهم فيما يتعلق بمرضهم. وقد تعني وصمة الوزن الزائد أن السُمنة ناتجة عن فشل الشخص على المستوى الفردي، ووفقاً لذلك يتحمل الأشخاص المصابون بالسُمنة مسؤولية إصلاحها.

ويمكن لهذه الوصمة أن تضر بالصحة النفسية والجسدية للمصابين، وتمنع الناس من التماس الرعاية الطبية اللازمة. وانطلاقاً من ذلك، تعتبر الدكتورة رشا عباس، استشارية الطب النفسي في مستشفى دانة الإمارات وشبكة مراكز هيلث بلاس أن الصحة النفسية والسُمنة أمران متداخلان بحيث تؤدي السُمنة إلى اضطرابات في الصحة النفسية مثل الإكتئاب، واضطرابات المزاج، واضطراب في صورة الجسد. وبالمقابل تؤدي بعض الإضطرابات النفسية إلى الإصابة بالسُمنة، إذ يعمد المرء للإفراط في تناول الطعام عندما يشعر بالاضطراب.

هذا وتؤكد عباس على ضرورة أن تترافق مخططات الحمية الغذائية مع وجود أخصائي نفسي للإشراف على إنجاز هذه الحمية بحيث يعمل على تعزيز قدرة وقابلية المرء على الإلتزام بها. كما يجب تقديم الدعم النفسي من قبل مختص في حال قرر الطبيب والمريض إجراء إحدى جراحات السُمنة وذلك قبل الجراحة لتجهيزه نفسياً لها كما وبعد الجراحة، بسبب بعض التغييرات التي ستطرأ على حياة المريض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق