مكتبة الأدب العربي و العالمي

#القرية_المشؤومه الجزء الاول

كانت الغيوم السوداء تغطي السماء  والمطر ينهمر بغزارة  ، والبرق يضيء قرية معزولة في شعب ضيق ويكشف عن بيوت من الحجارة والخشب ساكنة برهبة كما لو أنها مهجورة منذ مئات السنين وحولها الأشجار تقلبها الريح يمنة ويسرة وتقتلع بعضها من شدة  الريح  .

– هيا لنحتمي في هذه القرية قبل أن تهلكنا هذه العاصفة وتهلك ماشيتنا يا موسى ، سيغضب عمنا إذا أصابهامكروه وقد نبيت الليلة دون عشاء مكلومين من سوطه الخبيث !.
– لنذهب يا أخي أكاد أتجمد  من الريح والمطر ، لنأوي إلى هذه القرية فقد ابتعدنا كثيراً عن قريتنا وتهنا في هذه الشعاب التي لا تنتهي .

تابعا سيرهما نحو القرية و المطر  ينهمر بغزارة  يصارعان الريح الشديدة  كان الأخوان موسى ويوسف يقودان قطيع الأغنام نحو القرية المثيرة للريبة ، وصلا إلى القرية وهما يصرخان : الغوث يا أهل القرية تكاد العاصفة والمطر يهلكاننا  ، الغوث نريد أن نأوي قطيعنا ونحصل على بعض الدفء ، هل يسمعنا أحد ؟.
لم يجبهما سوى الريح التي زادت حدتها وكادت أن تطير بيوسف بعيداً ،أعاد  الأخوان استغاثتهما مجدداً دون جدوى ،اندفع  موسى بقوة إلى أحد البيوت الذي لم يكن بابه موصداً بشكل كامل ودلف  إلى داخله فتبعه  أخاه يوسف ، وكان البيت فارغاً عدا بعض جلود الماعز والأغنام في قاع المنزل وبعض قراميد الخشب .
– ما هذه القرية يا اخي ؟ ألا يسكنها أحد !.
– لا أعلم يا يوسف ، ولكن المهم الآن أن نحتمي من هذه العاصفة الشديدة قبل أن نموت .
– ماذا عن القطيع يا أخي ؟.
– آه ! لقد نسينا أمر القطيع سأخرج الآن ، خطرت لي فكرة ! لماذا لا ندخل القطيع هذا البيت فهو يتسع له ولا يوجد فيه أحد ؟.
– حسناً يا أخي ، لنسرع قبل أن نفقد  بعض الماشية أو تهلك .
إلى الداخل هيا هيا ، يهش الأخوان قطيعهما ويدخلانه المنزل الفسيح ، يمر الوقت والعاصفة لا تزال شديدة والمطربنهمر  دون توقف ، وحل  الظلام وما زال الأخوين والقطيع في البيت تحاصرهم العاصفة .
– أنا خائف يا أخي لقد حل الظلام ونحن بعيدان عن قريتنا .
– لا تخف يا يوسف ، لن يحدث لنا شيء ، سنقضي ليلتنا هنا ريثما تهدأ  العاصفة بسلام ونعود مع أول خيوط ضوء الفجر مع قطيعنا .
جهز موسى له ولأخيه مكان نوماً من الجلودوخلدا للنوم بعد أن أغلقا باب البيت خشية  فرار القطيع ولأجل ضمان نوم آمن بعيداً من الوحوش والغرباء الطامعين في الماشية.
بعد ساعات من النوم المريح نوعاً ما يستيقظ موسى الذي سرعان ما أصابته الدهشة ، ما زال الظلام يربض بكل ثقله خارجاً والعاصفة لم تنتهي بعد !
يفتح موسى باب المنزل الذي كان يقف وينظر ، كانت العاصفة تزداد حدة وتصدر صوتاً  أشبه بالصفير المخيف وفجأة يندلع في المكان قرع طبول يصم الآذان تلاه عزف قيثارة قادم من أسفل الجبل باتجاه القرية ، يشعر موسى بالهلع ويهز كتفي أخيه يوسف.
– يوسف هيا أستيقظ يا أخي ، إنني أسمع قرع طبول وموسيقى و ناراً قادمة إلى هنا ، أنهم أسفل الجبل.
– ماذا ؟ طبول وموسيقى ونار في هذه العاصفة ؟ أخي متأكد مما تقول لا أحد يستطيع العيش خارجاً في هذه العاصفة والظلام الدامس فكيف بقرع الطبول وإيقاد النار !.
– أنا متأكد مما رأيته يا أخي ، قم وأنظر بنفسك.

نظر الأخوان مجدداً من نافذة المنزل فإذ بضجيج الطبول يقترب من المكان وهناك جمع من الناس يبدو وكأنه يقترب ، كانوا طوال القامة نحيفو الأقدام و رؤوسهم طويلة نحيفة ،اصيب  موسى ويوسف بالهلع  وتعالت الأصوات ولم يعد يفصل بين زائري الليل والقربة سوى أمتار عديدة.
اتجه موسى وأخيه يوسف إلى علية المنزل وإختبآ تحت بعض الجلود .
– أنا خائف جداً يا أخي ، من هؤلاء وكيف يحملون شعلات في هذه العاصفة ؟.
– لا اعلم يا يوسف ، أخاف أنهم ليسوا بشراً ، هل رأيت أجسادهم ؟ إنها طويلة جداً و رؤوسهم غريبة الشكل ، ماذا سنفعل الآن ، ماذا سيحل بالقطيع عندما يجده هؤلاء ؟ .

يتبع …

من قصص حكايا العآلم الآخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق