مقالات

اللغة العربية… في عيادة التجميل!

بقلم: د. سارة ضاهر – رئيس مجمع اللغة العربية في لبنان

دخلَت اللغة العربية إلى عيادة التجميل.
رفعت عباية البلاغة عن كتفيها، وجلست على الكرسي بكل وقار.
قالت للطبيب بلطف لكن بحزم:
“دكتور… أريد أن أبدو أكثر شبابًا.
لا، لا تقترب من الضاد، أنا معتزة بها…
لكنني سئمت من وصفهم لي بأنني ثقيلة، معقّدة، ومن زمن الديناصورات!”

تفحّصها الطبيب بفضول.
نظر في معجمها، قلّب في مفرداتها، ثم قال:
“بصراحة… تحتاجين إلى بعض التبسيط، قليل من الحذف، لمسة خفيفة من المصطلحات الأجنبية… وربما نُزيل التنوين نهائيًا، لم يعد موضة!”

شهقت العربية:
“نزيل التنوين؟! هذا كأنك تقترح عليّ أن أعيش بلا تنفّس!”
ثم أضافت بمرارة:
“أنا لا أريد أن أتغيّر لأرضي من لا يعرفني،
أنا فقط أبحث عن طريقة لأقترب… دون أن أتخلّى.”

اقترح الطبيب أن تُجرّب “حقن المعاني السريعة” أو عملية “اختصار الجمل الطويلة”.
لكنها هزّت رأسها وقالت بثقة ملكة تعرف مكانتها:
“أنا لا أبحث عن فيلر لغوي، بل عن إضاءة تُظهر جمالي الحقيقي.”
ثم قامت من الكرسي، رتّبت صيغتها، وأعادت الكسرة إلى مكانها،
وهمست في طريق الخروج:
“لستُ بحاجة لعملية تجميل… فقط أعيدوا تعارفكم بي.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

إغلاق