الرئيسيةمقالاتمنظمة همسة سماء

المقال الرابع والأخير من هذه السلسلة ” ما الذي يمنع العاميات العربية من أن تتحول إلى لغات مستقلة مثل الفرنسية أو الإيطالية “

الدكتورة فاطمة ايوواصل إغبارية

 ما الذي يمنع العاميات العربية من أن تتحول إلى لغات مستقلة مثل الفرنسية أو الإيطالية؟

1. قداسة الفصحىتجعلها متفوقة “رمزيًا” على العاميات.

2. غياب دعم سياسي واضحللعاميات كلغات تعليم وإدارة.

3. الازدواجية اللغوية المستقرة(الناس يتعلمون الفصحى لكن يتحدثون بالعامية) لا تُحدث حاجة ماسة لتطوير الكتابة بالعامية.

4. الخوف من تفتيت الهوية العربية الجامعة.

5. ضعف التدوين بالعاميات، باستثناء بعض المحاولات في الشعر الشعبي، والأغنية، والدراما.

✳️ خلاصة بصرية 

اللغة

مصيرها

وظيفتها اليوم

اللاتينية

تحلّلت إلى لغات مستقلة (الرومانسية)

طقسية، أكاديمية، ميتة عمليًا

العربية الفصحى

بقيت لغة دينية، رسمية، تعليمية

حية ولكن غير محكية

العاميات العربية

تتطور شفهياً، دون دعم مؤسساتي كاف

محكية، لكنها غير مكتوبة رسميًا

الأمازيغية والكردية: مقارنة ضمن نموذج الفصحى/اللاتينية

ملاحظات مقارنة

الأصلالتاريخي

لغة قديمة جدًا، سبقت العربية في شمالإفريقيا، ولها فروع ولهجات عدة.

لغة إيرانية تنتمي للعائلة الهندوأوروبية،محكية منذ قرون طويلة في كردستان.

كلتا اللغتين ليستا مشتقتين منالعربية، بل مستقلتين تمامًا.

علاقتهابالإسلام

ليست لغة القرآن، لكن شعوبها مسلمةغالبًا.

ليست لغة دينية أساسية، لكن لها حضورديني وثقافي محلي.

على عكس العربية، لم تربط أيمنهما بوحي ديني مقدّس.

التدوينوالتقعيد

كانت في الغالب لغة شفهية حتى القرن20. يوجد الآن حروف رسمية (تيفيناغ) ودعم محدود.

لها تاريخ أدبي مكتوب (خاصة بالكرديةالكرمانجية والسورانية)، لكنها تعرّضتللقمع في عدة دول.

تأخّرت مؤسساتيًا مقارنة بالفصحىأو اللغات الأوروبية الحديثة.

الاعترافالرسمي

في المغرب والجزائر فقط، مؤخرًا، تمالاعتراف بها كلغة وطنية ورسمية.

لا يُعترف بها رسميًا في دول عربية، معاستثناءات محدودة في كردستان العراق.

وضعها يشبه اللهجات الأوروبية فيالعصور الوسطى قبل تحوّلها إلىلغات رسمية.

الدعمالسياسيوالمؤسسي

جزئي ومتنازع عليه: المغرب والجزائربدأتا تعليمها، لكن التنفيذ بطيء.

في العراق، لها حضور أقوى (ضمن إقليمكردستان)، لكن مرفوضة رسميًا في سورياوتركيا وإيران.

بخلاف الفرنسية أو الإيطالية، لاتمتلك سيادة لغوية على كاملإقليمها الجغرافي.

العلاقة معالعربية

تُدرَّس جنبًا إلى جنب مع الفصحى،لكنها لا تحلّ محلها في الإعلام أوالتعليم الجامعي.

يعيش الكرد ازدواجية مع العربية والتركيةوالفارسية حسب الدولة.

العلاقة مع العربية أقرب للهيمنةالسياسية منها إلى التبادل الثقافيالمتكافئ.

محاولاتالإحياء

قوية في المغرب والجزائر، مع مناهجمدرسية وإذاعات بالأمازيغية.

في كردستان العراق، توجد جامعات كردية،إعلام، ومناهج تعليمية.

تشبه محاولات الشعوب الأوروبيةإحياء لغاتها في القرن 19–20.

لماذا لم “تنتصر” الأمازيغية أو الكردية كلغة وطنية مهيمنة

1. غياب “القداسة” الرمزية:

• لا ترتبط بأي كتاب مقدّس أو شرع ديني، بعكس الفصحى.

2. غياب الدولة المركزية الحامية لها:

• لم تتشكل دولة قومية أمازيغية أو كردية قوية خلال القرون الإسلامية.

• اللغات الرومانسية مثل الفرنسية أو الإيطالية نهضت حين دعمتها دول قومية.

3. قمع سياسي طويل الأمد:

• في المغرب والجزائر وسوريا وتركيا، تم منع استخدامها في الإعلام والتعليم لعقود.

• اللغة لا تعيش وتزدهر بدون فضاء حر وآمن سياسيًا.

4. انقسام لهجوي داخلي:

• الأمازيغية تتفرع إلى تمازيغت، تشلحيت، تارفتي، وغيرها، مما يجعل توحيدها أصعب.

• الكردية كذلك تنقسم إلى سورانية وكرمانجية ولهجات محلية.

5. الازدواج اللغوي المفروض:

• مثل العربية الفصحى، فرضت الدولة العاميات المحكية على حساب اللغات الأصلية، مما جعل الجماهير ترى في الأمازيغية أو الكردية “لغات هوية”، لا “لغات مصلحة”

هل يمكن أن تسلك الأمازيغية أو الكردية طريق الفرنسية أو الإيطالية مستقبلاً؟

نعم، لكن بشروط حاسمة:

• وجود إرادة سياسية حقيقيةلحمايتها قانونيًا وتوسيع نطاق استخدامها.

توحيد نسبيفي الكتابة والتعليم والمصطلحات.

• توفير تعليم عالٍ ومناهج كاملةبهذه اللغات.

• إنتاج محتوى إعلامي، أدبي، وفنيواسع.

• تحويلها من لغة “هوية” إلى لغة “وظيفة” (أي تُستخدم في العمل، التعليم، الاقتصاد، الإعلام…).

الخلاصة الكبرى

اللغة

قداسة دينية

دعم سياسي

تطور إلى لغة وطنية؟

العربية الفصحى

نعم (القرآن)

قوي وممتد تاريخيًا

نعم

اللاتينية

نعم (الكنيسة)، لكن أقل قداسة

انتهى بدعم الدول القومية للغاتها

لاتحوّلت إلى لغات رومانسية

الأمازيغية

لا

ضعيف ومتأخر

في طور النهوض

الكردية

لا

جزئي ومتفاوت

جزئي في كردستان فقط

الكردية

1. Martin van Bruinessen – Agha, Shaikh and State: The Social and Political Structures of Kurdistan

• يحلل العلاقة بين الكردية والدولة، وتطور اللغة في ظل الصراع السياسي.

2. Philip G. Kreyenbroek – The Kurdish Language and Literature

• مرجع أساسي في تاريخ الكردية، ولهجاتها، وأدبها المكتوب.

3. Haig, Geoffrey – The Invisibilisation of Kurdish: The Other Side of Language Planning in Turkey

• يناقش تهميش اللغة الكردية في تركيا والعالم العربي.

مقارنات عامة في السياسة واللغة

1. Benedict Anderson – Imagined Communities

• يشرح كيف ترتبط اللغة بالدولة القومية والهوية الحديثة.

2. Joshua Fishman – Reversing Language Shift

• نموذج أكاديمي لتحليل اللغات المهددة بالانقراض ومحاولات إحيائها (مثل الأمازيغية والكردية).

3. Yasir Suleiman – The Arabic Language and National Identity

• كتاب ممتاز يربط بين اللغة العربية، والهوية، والقومية الحديثة.

🔍 ملاحظات:

• هذه الكتب والدراسات من جامعات عالمية (مثل أكسفورد، كامبردج، سوربون، وغيرهم)، وبعضها مترجم للعربية.

• يمكن الوصول إليها عبر مكتبات أكاديمية أو قواعد بيانات مثل:

JSTOR / Project MUSE / Springer / Academia.edu / Google Scholar

اترك تعليقاً

إغلاق