لها القلوب تهفو.. ولها العقول تذهب.. ولها الأرواح تفدى.. ولها الأشعار تنظم.. هي فلسطين.. هي من أعشق
أجمل شيء أن تولد عاشقاً.. وأجمل عشق أن تعشق وطن.. وأجمل وطن فلسطين
سألوني أتعشقها.. قلت بجنون.. قالوا أجميلة هي.. قلت أكثر مما تتصوّرون.. قالوا أين هي.. قلت في القلب وبين الجفون.. قالوا ما اسمها.. قلت: أمي فلسطين.. ومن سواها تستحق أن تكون
سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبل : فلسطينية كانت ولم تزل !
كانت ولا زالت تتمتع فلسطين بتنوع جميل، فتنوعت تضاريسها، فرسمت الجبال والسهول والصحاري والاغوار خارطتها بروعة وعناية، وتسلسل التاريخ والحضارات بانسياب بين حقب ازمنتها، فدخلها الفرس والروم والصليبيون، وعمر في حضارتها واثارها الفاطمويون والأمويون والعباسيون، وهبط فيها الرسل والانبياء، وباتت قبلة المصلين والمؤمنين، فهي مسرى محمد ومهد يسوع المسيح وقيامته عليهما السلام.
مدن فلسطين وقراها وحاراتها وشوارعها خير شاهد على تنوع انساني طائفي عرقي جميل، بنوا وعمروا وعاشوا هنا في فلسطين، جاؤا منذ زمن بعيد من قارات ومدن بعيدة، ليكونوا جزءً من حضارة عريقة، حضارة فلسطين، فعاش فيها الاقباط والارمن والتركمان والبهائيون والاحمديون والافارقة، وجاورهم الشركس والسريان والسامريون والدروز، واحاط بهم الموارنة والغجر الروم والاكراد، لكل منهم عاداته وتقاليده، ماضيه وحاضره، ولكنهم هنا في فلسطين انصهروا فلسطينيين، فيها عاشوا واقاموا، رابطوا ودافعوا.
ففي فلسطين من اي مكان جئت ومن اي بلد قدمت تشعر وللوهلة الأولى انك في موطنك، ففلسطين بتنوعها وبهائها تجد فيها من كل حضارة قبس، ولكل ديانة فيها نفس، فالمساجد والكنائس تتعانق، ولمختلف الاطياف والاعراق فيها مقام، فالزوايا والتكايا والاديرة والمدارس لكل الطوائف والاعراق، لا طائفة تتعدى على اخرى، ولا عرق يزاحم آخر، ففلسطين وحدها رغم صغر مساحتها، وانتهاكات المحتل فيها، كانت ولا زالت وستبقى مهبط الانبياء، ومهد الحضارات.