الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
بقلم الكاتبة : تمارا حداد.
عند مجيء “جاريد كوشنر” مستشار الرئيس الامريكي ترامب الى رام الله 24/8/2017 كان حديثه عن رفضه لاقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وطلب من القيادة الفلسطينية حظر اي عضوية اي فصيل فلسطيني له خلايا عسكرية في منظمة التحرير، وطلب حل الخلايا العسكرية لفصائل المنظمة في غزة كما في الضفة.
اليوم شيء طبيعي ان تقوم حماس وقوى المقاومة بدعوة بدء خطوات ” اعادة تشكيل المجلس الوطني التوحيدي”، فاذا لم يكن مجلسا توحيديا لمنظمة التحرير ” الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين” فان هناك مسارا آخر سيتم اتخاذه مستقبلا، كتشكيل اطارا جديدا يندرج تحته قوى المقاومة، هذا يؤكد خلق اطار موازي لمنظمة التحرير، و يؤكد تمرير مخطط فصل القطاع عن الضفة، ويؤكد ان كيانا سياسيا قائما بحد ذاته في غزة، وهذا هو المخطط سيتم تنفيذه في القريب العاجل.
ما يحدث اليوم هو يحقق مطالب امريكية واسرائيلية، فلن ترضى اسرائيل ابدا بتوحيد الضفة وغزة فالامر يضر بامنها، وهذا الامر مخطط على مستوى اقليمي دولي بخلق تيارين ، تيار حلف” سني عربي امريكي اسرائيلي” وتيار ” لقوى المقاومة” ، وخلق تيارين لخلق توازن بين القوى ، والاقوى سيُسيطر على النفوذ في منطقة الشرق الاوسط ومنطقة البحر الاحمر ايضا.
تم الانتهاء عن الحديث عن القدس، وحق العودة، والمستوطنات الكبرى في الضفة تم ضمها بقانون تم اقراره في الكنيست الاسرائيلي، واعمال الاونروا بات الحديث عن انهائها، والسيطرة العسكرية في الاماكن المقدسة بات مثبتا، لم يبقى سوى الاعلان الان من قبل الامريكان بان فكرة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 فكرة خيالية ملغاة، وعلى الفلسطينيين اقرار بان لهم دولة منزوعة السلاح وعليهم اختيار دولتهم على غرار الفاتيكان او تلك التي تتمتع بها كوستاريكا، ولهم الخيار للفلسطينيين ان يقروا الصيغة بين خيارات السيادة المذكورة الاخيرة، او الارتباط مع الاردن بصيغة كونفدرالية يوافق عليها الاردن، مع التاكيد للفلسطينيين على ان اي من الخيارات المذكورة لن يمس الاسس المتعلقة بوضع القدس بانها عاصمة لاسرائيل حسب المطلب الامريكي، وعلى ان تحتفظ الدولة الفلسطينية الفتية منزوعة السلاح بحقها في بناء قوة شرطية مزودة باسلحة فردية خفيفة بالعدد الذي تراه ضروريا لامنها الداخلي، مثل كوستاريكا.
حديث السنوار:-
حديث يحي السنوار عن قطاع غزة والحصار وقبوله بفلسطين من بحرها لنهرها والقصف لتل ابيب في خمس دقائق ولعدة اشهر ينتابه الصدق، والاصدق من ذلك انه حاول ان يصلح بين الحركتين” حماس وفتح” ولكن اجندات بعض عناصر كل منهما لم يوافقوا على استكمال المصالحة وهذا ما احبط السنوار وابعده عن المشهد السياسي حتى ظهر بحديث الامس الذي استمر خمس ساعات، ولكن تصريحات السنوار لن ترضى بها اسرائيل والتي قد تشن حربا اذا ما تحققت التهدئة، وقد تتحقق التهدئة حيث اشار السنوار ان هناك نقاشا وحوار حول التهدئة وامكانية الحصول على تثبيت لتهدئة 2014 مقابل كسر الحصار بشكل ملموس، واشار الى ان السقف الزمني للوصول للتهدئة ليس طويل وخلال اسبوعين سيكون هناك ورقة حول التهدئة ونتوقع ان يكون هناك تحسن ملموس حتى منتصف اكتوبر، وحراك التهدئة منفصل عن صفقة تبادل الاسرى.
واكد ان حماس لا تريد المواجهة العسكرية ولكن في ذات الوقت لا تخشاها وقد جهزت نفسها جيدا خلال الاعوام الاخيرة والنتائج التي يمكن ان تحققها في اي مواجهة ستكون مبهرة، هذا الحديث يؤكد يقين السنوار بمقدرة المقاومة ردع الصواريخ الاسرائيلية وانها ستدير ازمة الصراع اذا حدثت.
موقف اسرائيل:-
اسرائيل لن تقبل لاحد ان يهدد امنها فاما حرب واسعة للقضاء على المقاومة واما تهدئة وازاحة القطاع عن وجهها الى الجانب المصري.
ختاما:-
ما يحدث اليوم مخطط من قبل 70 عاما فلا غريب ولا استهجان لما يحدث الان، والجانب الفلسطيني لا يستطيع فعل شيء، فبعض الدول العربية وامريكا وبعض الدول الاوروبية في صف اسرائيل، ولا نضع اللوم على احد من الفصائل ولا نضعه على فتح ولا على حماس، فالامر اكبر مما نتصور، ودولة اسرائيل الكبرى ستقام ان قبل الجانب الفلسطيني او لم يقبل.