أخبارمحلية

تحت شعار لا للتطبيع الثقافة الفلسطينية موحَّدة وموحِّدة عصيَّة على الاختراق والمثقف ضمير، أول القتلى وآخر من يموت

لا للتطبيع
الثقافة الفلسطينية موحَّدة وموحِّدة عصيَّة على الاختراق
والمثقف ضمير، أول القتلى وآخر من يموت

رام الله: عقدت الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء اجتماعاً في رام الله صباح اليوم٢٠٢٢/١٠/٢٣، وقد أصدرت بياناً بعد التشاور مع أعضاء الأمانة في غزة، جاء فيه :
تابع الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين باهتمام بالغ ما أُثير مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي حول رواية (مشاة لا يعبرون الطريق) للروائي د. عاطف أبو سيف، وزير الثقافة، والتي صدرت مترجمة للعبرية عن دار (مكتوب) المنضوية تحت مؤسسة (فان لير) الصهيونية في جادَّة جابوتنسكي بالقدس، علماً أن مكتوب مؤسسة لترجمة الأدب العربي للعبرية.
وقد تلقى الاتحاد الكثير من الرسائل والاتصالات من عديد الكتاب الفلسطينيين في الوطن والشتات والكتاب العرب بذات الخصوص.
ونظراً لاتساع الخرق على الراتق بشأن بعض الترجمات لكتاب من فلسطين والعالم العربي، وما أثير من لغط وجبذ ونبذ حول الموضوع ، يؤكد الاتحاد بداية على موقفه الراسخ والثابت بتجريم التطبيع ورفض السقوط في اللحظة، ومسح الدم عن يد القاتل الاحتلالي. ومسطرة الاتحاد واحدة لا تبديل فيها ولا تغيير في هذا الموضوع من قبل ومن بعد..فالموقف الذي سبق وأعلنه الاتحاد من الروائي التونسي كمال الرياحي هو الموقف إيّاه الذي ينسحب على أي مثقف فلسطيني أو عربي يقدم على ذات السياق والفعل. وتحت هذا القول يوضح الاتحاد ما يلي:
– تواصل الاتحاد مع دار الأهلية للنشر والتوزيع لتأكيد موقفها الذي أعلنته: “لم تقم بوصفها صاحبة الحقوق بالاشتراك مع الكاتب لا هي ولا الكاتب عاطف أبو سيف بمنح هذه الحقوق لأي ناشر إسرائيلي، كما لم توقع جهة النشر او الكاتب أي اتفاق كان مع المؤسسة الإسرائيلية ناشرة الرواية، وتنظر في التقدم بشكوى رسمية لاتحاد الناشرين الدوليين ودار النشر الإسرائيلية التي نشرت الرواية.” انتهى الاقتباس.
وهو ما أكده الروائي د. عاطف أبو سيف، وزير الثقافة من خلال ما نشره على صفحته الشخصية وموقع الوزارة مؤكداً: “كذب وبهتان ما أشيع من أكاذيب واختلاق الأخبار المسمومة”. مضيفاً: “أؤكد أنني لم أوقع أي عقد لا أنا ولا ناشري الأهلية (ونحن أصحاب الحقوق كاملة) مع أي دار نشر أو مؤسسة لترجمة الرواية للعبرية، ولم أفوّض أحداً بالقيام بذلك… لقد سمعت كما الآخرين بخبر ترجمة الرواية للغة الاحتلال”. انتهى الاقتباس.
وبذلك فقد أخْلَتْ الدار الأهلية والكاتب المسؤولية عن ترجمة الرواية من طرفهما. ونحن ندعمهما في حقّهما القانوني حيث لم تقم الدار التي نشرت الرواية بتوضيح من طرفها. ما يعني التغوُّل على الثقافة الفلسطينية بتجاوز الملكية الفكرية.
وقد تواصل الاتحاد مع الأهلية والكاتب وأكدا عدم منحهما التفويض بالترجمة.
وخطورة ما تقوم به (مكتوب) حسب ما جاء على موقعها الإلكتروني: “إن عمل مكتوب(Maktoob) مؤسس على عمل مشترك بين يهود وفلسطينيين بشكل يتحدّى نموذج الترجمة السائد، فبدلاً من مترجم واحد (معظمهم يهود)، نوظِّف مُتَرجِمَيْن على الأقل، أحدهما دائماً فلسطيني”. انتهى الاقتباس
ويضيف الموقع: “ولا تتم الترجمة دون الحصول على حقوق فكرية من الكُتَّاب وإجراء حوار معهم إن أمكن…ويجب عدم استخدام الأعمال المترجمة لأغراض غير أدبية لا تتفق ورؤية الكُتَّاب، ويُقرِّر الكتاب تغطية تنظيم مسألة الحقوق بما يناسبهم، خطياً أو شفهياً، مقابل نسبة من المبيعات أم كتبرع ..إلخ”. انتهى الاقتباس. وهو ما تجاوزته الدار.
ومما جاء على الموقع: “وفق منهج العمل المتَّبع في سلسلة مكتوب والذي يشمل طواقم ترجمة ثنائية اللغة وثنائية القومية، لا تتوخّى الدقّة في القواعد اللغوية والإنشاء بقدر ما تعمل على إجراء حوار كنشاط ثقافي وسياسي”. انتهى الاقتباس.
ويؤكد الاتحاد أن الخطورة وصلت بـ (مكتوب) “لترجمة ثلاث وسبعين قصة من تأليف سبعة وخمسين كاتباً من دولة إسرائيل (حسب تعبيرهم) وقطاع غزة والضفة الغربية والشتات الفلسطيني، وعمل على ترجمتها (36) مترجماً/ مترجمة (ثلثهم من الفلسطينيين).” والاقتباس من الموقع .
وهنا نتساءل عن الحوار كنشاط ثقافي وسياسي وغاياته!!، ما يتضح دون ريبة محاولة المؤسسة لاستدراج العديد من الأسماء الثقافية الفلسطينية والعربية للترجمة في حالة من الالتباس، المستفيد الوحيد فيها هو دار النشر العبرية التي تستغل اسم الكاتب لتطبيع العلاقة مع العرب وتَرَبُّح دار النشر بنشرها كتاباً لكاتب عربي.
وهو ما يستدعي التوقف أمام خطورة هذه الهرولة التي قام ويقوم بها قلَّة من الكتاب الفلسطينيين والعرب الذين يسيل لعابهم على هكذا ترجمات مرفوضة ومدانة، ما يستوجب وضع الكوابح لذلك. فالوطن تحت سياق الاستهداف والاستباحة الاحتلالية اليومية والعدو يعمِّم موته ودماره واغتيالاته بالشكول كافة، ويتحلَّل من كل التزام ويضرب عرض الحائط كل الاتفاقات، فهل نمسح الدم عن يد القاتل بقفازات حرير ثقافية، وهل تقدِّم هكذا ترجمات أو تؤخِّر في كيان ملغَّم ضد كل ما هو فلسطيني، فالاحتلال يعمل على استباحة الجغرافيا والتاريخ، فهل توغلّ حد كيً الوعي ووجداننا الجماعي ومحو ثقافتنا واغتيالها! وهل نحن في فُرجة وحياد بارد ورمادية أمام تجريف الوعي وتجويفه؟!
لقد أثبتت كل السياقات السابقة في هذا الاتجاه أننا لم نغيِّر في وعي الاحتلال باختراقه كما حاول بعض من ترجم لهم ترويجه، بل نحن الذين تغيّرنا بوقوعنا بين أنيابه.
إن قلعة الثقافة هي آخر الحصون المتبقية والتي سعى الاحتلال وما زال لاختراقها وتخريق جدرانها، معوّلاً على هدمها من الداخل، ونحن في الاتحاد لا نسجِّل للتاريخ أننا وقفنا في فُرجة بئيسة راجفة أمام محاولة “استدخال التطبيع” التي يسعى الاحتلال ومؤسساته للنيل من ثقافتنا ووعينا المنازِل، وإنَّ محاولة البعض من الكتاب تسويغ هذه الترجمة ما هو إلا تردٍّ كابٍ ونكوص وسقوط لا يليق بفلسطين وثقافتها المقاومة التي نزفت دماً مجيداً وما زالت في مواجهة رواية النقيض الاحتلالي وسياقاته الشوهاء الناهشة. ففي الوقت الذي يقف أحرار العالم ضد مقولات العدو واستطالاته لا يمكن لنا تمرير هكذا ترجمات ، وماذا سيجيب منا من يقبل الترجمة للعبرية الكاتبة الإيرلندية سالي روني التي رفضت الترجمة للعبرية ؟! وهل سيقبل البعض أن يكون بترجماته للعبرية رأس جسرٍ لتطبيع ثقافي عربي وكوني؟!
وهل يقبل مثقف حرّ يقع تحت شروط العدو ومشارطه أن يدوِّن في سيرته الأدبية : تُرجم للعبرية عن مؤسسات صهيونية؟ وماذا نقول لكتابنا الذين ارتقوا غيلة برصاص العدو؟ وماذا نقول لكتابنا الأسرى في مدافن الأحياء وباستيلات العدو ؟!وهل العبرية لغة عالمية حتى يتزاحم البعض على عتباتها الخفيضة قبولاً وترجمة؟!
لذلك كلِّه ومن أجل الوقوف على حيثيات كل ما تمت ترجمته عن دار (مكتوب) وغيرها فإنّ الاتحاد يجدِّد رفضه للترجمة معلناً عن تشكيل لجنة متابعة لهذا الملف في الإطار الوطني والقانوني والثقافي والأخلاقي لاتخاذ الإجراءات اللازمة بعد جلاء الموقف وتبيُّن مواقف الكتاب من القبول بالترجمة من عدمها. مطالباً مجلس الوزراء باستعجال إقرار قانون الملكية الفكرية حماية لحقوق المؤلف.
إن المثقف الفلسطيني سيبقى على أُحد الوطنية والثقافة ثابتاً على ثابت البلاد حقاً وحقيقة حتى التحرير والعودة الكاملة على كامل التراب.. فهو أوّل القتلى وآخر من يموت، لا ينحني إلاّ ليقبّل أمه الأرض ، يذوق الردى ولا يتردّى. وهو رأس رمح الثقافة العربية صُعُداً مع أحرار العالم. حفاظاً على الخط السليم لفلسطين قضية وثقافة مقاومة.

بالدم نكتب لفلسطين وللوطن العربي ولأحرار العالم
من يكتب يقاوم.. ومن يقاوم ينتصر .

فلسطين: 23/10/2022
الكاتب شفيق التلولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق