مقالات
ذكراك باقية وخالدة يا ابن العم”أبو طه” شاكر فريد حسن
تمر اليوم ذكرى رحيل وغياب الأستاذ المربي، والمثقف(بالفتحة)و(المثقف)بالكسرة، ابن العم الغالي، طيب الذكر، المرحوم محمد طه حسن اغبارية، ذلك الانسان الرائع مع الابتسامة وطيبة القلب والتواضع والهدوء والحس المرهف، والمستمع الذي يصغي بكل احترام حتى النهاية.
لقد ترك أبو طه بموته فراغًا كبيرًا في نفوسنا وحياتنا الاجتماعية يصعب ملؤه.
اننا نفتقده في أعراسنا وأفراحنا وأتراحنا، وبيوت العزاء، ومناسباتنا الاجتماعية والتربوية وفي أيام الانتخابات، حيث كان أحد مؤسسي ورواد الوحدة المصماوية.
كان أبو طه رجلًا بحجم وطن، معطاءً، مثابرًا، لا ينصاع للضغوطات من حوله، كان كالمارد شامخًا لا تهزه الرياح ولا تحنيه المصاعب.
حمل راية العلم والثقافة والأدب والأخلاق، عرف باخلاصه لرسالته كمعلم وكمدير، احترمه الصغار قبل الكبار، فكان أخًا للمعلمين، وأبًا للطلاب.
كان نعم المربي المثقف عاشق لغة الضاد، الذي كان يخاطب العقول قبل القلوب.
كان قارئًا مميزًا، وكاتب قصة مشوقة، ولو سمحت له ظروف الحياة ومشاغلها وواصل مشواره الأدبي، لكان أحد أبرز كتاب القصة القصيرة في البلاد، وتشهد على ذلك قصصه التي نشرها في صحيفة”اليوم”المحتجبة.
عرفنا أبا طه أمينًا مخلصًا، مثابرًا في عمله، ملتزمًا بمواعيده، في الدقائق والثواني، حازمًا في مواقفه، عقلانيًا في تفكيره، صاحب رؤية وحلم، همه احترام الانسان، والأداء الحسن لخدمة الانسان.
كان صاحب القلب الطفولي، الذي يداعب ويلاعب الأطفال والصغار، ويوزع عليهم السكاكر، التي كان يحفظها بشكل دائم في جيبه، والسياسي صاحب الدبلوماسية الدمثة،والمعلم(بالكسره)والمعلم(بالفتحة).
أحب قريته وأهلها الطيبين، ومنحها الحب والعطاء والتضحية دون مقابل، وكان صديقًا للجميع.
وبرحيله خسرنا رجلًا سخيًا عاقلًا متسامحاً، خلوقًا، يحترم الكبار، بشوش الوجه أمام الصديق والخصم والند، مستعدًا للمساعدة في كل حين.
ففي ذكراك سلامًا لروحك الطاهرة لك يا أبا طه، وستبقى منقوشًا على صفحات قلوب الذين عرفوك وصادقوك وعملوا معك، ولن تغيب لحظة واحدة عن العيون.