الرئيسية
أمور مهمة قد لا تعرفها عن كلدان العراق
بقلم إلسي مِلكونيان:
تستعد الطائفة الكلدانية في العراق كسائر المسيحيين في العالم للاحتفال بـ”أحد الشعانين” الأحد، 99 نيسان/أبريل، كما جرت العادة قبل أن يسيطر تنظيم داعش على المناطق التي تسكنها غالبية أبناء هذه الطائفة.
ويعيش الكلدانيون في العراق رغم التحديات الكثيرة التي تواجههم، فهم يعتبرونه وطنهم الأصلي وتمتد جذورهم فيه إلى آلاف السنين. ولهم نشاط سياسي واجتماعي وحضور ثقافي كغيرهم من المجموعات الإثنية والمذهبية في البلاد.
تاريخ عريق
ظهر الكلدانيون في العراق منذ عام 539 ق.م. في منطقة تدعى “كلديا” جنوب بابل. ومنها أخذوا لقب “الكلدانيين”. وكان لهم ملوك حكموا بلاد ما بين النهرين، ومن أبرزهم نبوخذ نصر.
دخلوا الديانة المسيحية ويتبعون الكنيسة الكاثوليكية، وحافظوا على لغتهم الكلدانية التي يتحدث بها الكهنة أثناء القداديس ضمن الكنيسة حتى وقتنا الحاضر.
التمسك بالأرض والهوية
وتعرض الكلدانيون كغيرهم من الأقليات الدينية والقومية غير المسلمة إلى اضطهاد وانتهاكات وتهجير بسبب التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، مما اضطر غالبيتهم للفرار.
وفي ظل غياب الإحصاءات الرسمية حول عدد الكلدانيين المقيمين في العراق حالياً، يقدر مار لويس ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم إن عددهم يبلغ ما بين 300-350 ألف شخص بعد أن كان عددهم قبل عام 2003 يتراوح بين 700 ألف إلى مليون شخص، وهم يشكلون 70 في المئة من مسيحيي العراق.
وبعد تحرير غالبية المناطق التي كان يسكنها المسيحيون في سهل نينوى من داعش، بدأ بعض الكلدان وغيرهم من المسيحيين بالعودة.
ويقول ساكو لموقع (إرفع صوتك) “قدمنا للكلدانيين وغيرهم من المسيحيين وحتى المسلمين مساعدة مالية بالتعاون مع أبرشيات المهجر لمساعدتهم على تصليح أثاث منازلهم وما تكسر منه من أبواب وشبابيك بالإضافة إلى المساعدة الغذائية”.
وهم الآن يتجهون إلى تلّسقف وباقوفا وبطنايا والتي دمر داعش حوالي 80 في المئة منها. ولكن الناس لا يزالون يترددون في العودة إلى قره قوش وكرمليس وبرطلة بسبب التوتر الأمني في المنطقة.
ويتابع ساكو قائلاً “لا يمكننا التدخل في قرار الناس إن أرادوا الهجرة. لكن إحصائية أخيرة أجريناها على الكلدانيين أفادت بأن 80 في المئة منهم يريدون العودة إلى مناطقهم ولا يفضلون المغادرة”.
حراك سياسي
وفي عام 1999، أسّس الكلدان “حزب الاتحاد الديموقراطي الكلداني” في إقليم كردستان العراق، وذلك لأن حراكاً سياسياً كهذا كان محظوراً في بغداد أيام حكم الرئيس الأسبق صدام حسين، حسب ما يقول مؤسس الحزب أبلحد أفرام ساوا لموقع (إرفع صوتك).
ويقول ساوا “ما دفعني إلى تشكيل هذا الحزب هو وجود فراغ لكيان كلداني سياسي يدافع عن حقوق الكلدان ويحافظ على هويتهم القومية التي تمكنا من تثبيتها في الدستور العراقي”. ويتابع “وفعلاً نجحنا بعد 2003 في تأسيس كيان في بغداد توسعنا فيه حتى أسسنا فروعاً في المهجر، أي في دول أوروبا وأميركا وأستراليا، ونحن مستمرون في نشاطنا على كافة الأصعدة”.
ويشير ساوا إلى أن تحديات الحزب حالياً تتمثل في هجرة الكلدان المستمرة من العراق “والتي تقدر بنسبة 50-55 في المئة منهم وضعف الإمكانات المادية التي تحد الحركة والتوسع”. ويضيف “نخشى على مستقبل الكلدانيين والمسيحيين بشكل عام من التطرف الديني والفساد المستشري في العراق”.
المحافظة على الهوية في بلاد المهجر
وأسّس الكلدانيون في العراق والمهجر جمعيات وفرق مجتمعية غير حكومية لمواصلة الأنشطة والحفاظ على الروابط الاجتماعية فيما بينهم. ومثال على ذلك، جمعية “نجم المشرق” في فيينا و”المجلس الكلداني العربي الأميركي” في ولاية ميشيغن الأميركية.
وتسعى أيضاً هذه الجمعيات للحفاظ على اللغة الكلدانية أيضاً وتعليمها للأجيال الجديدة ومثال على ذلك، قيام الرابطة الكلدانية في ولاية ميشيغن الأميركية بالتعاون مع مؤسسة التراث الكلداني بتعليم اللغة الكلدانية في مدرسة ابتدائية كاثوليكية.