عواصم ثقافيه
8 من أقوى النساء تاريخيّاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
من المؤكّد أنّ هناك قضايا تمييز خطيرة في العديد من الدول الإسلاميّة، تماماً كما هناك منارات لحقوق المرأة (في الولايات المتحدة وأوروبا).
ومع ذلك، يبقى من السهل أن ننسى أنّ نساءً قد إحتللْن مراكز بارزةً في السلطة السياسيّة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفتراتٍ طويلة من الزمن.
منذ عصر خديجة زوجة النبي محمد الثريّة والمؤثّرة إلى قائدات المنطقة في الزمن الخالي، كالشيخة وزة بنت ناصر في قطر ووزيرة الإمارات لحالة االتسامح، الشيخة لبنى القاسمي، النساء كانت لهنّ يد في مقاليد السلطة في المنطقة.
وفي ما يلي، سنلقي نظرةً على بعض النساء المسلمات البارزات اللواتي يغضّ النظر عنهنّ التاريخ في الكثير من الأحيان:
1- ست الملك في مصر المعاصرة
ساعدت ست الملك في التخطيط لقتل شقيقها الحكيم الذي حكم كالخليفة الفاطمي السادس والإمام الإسماعيلي الـ16 من مصر. وقد إستملت ست الملك زمام السلطة باعتبارها الوصيّة لإبن الحكيم، علي الظاهر.
بعد إستيلائها على السلطة في 1021، واصلت الملك ممارسة نفوذها على إبن أخيها حتّى بعد أن بلغ سنّ الرشد.
2- أسماء بنت شهاب في يمن المعاصرة
حكمت أسماء بنت شهاب اليمن إلى جانب زوجها علي الصليحي في القرن الـ11، وقد أُعطيت وضعاً موازياً لزوجها كعاهلٍ.
وكان يُشار إليها كـ”السيّدة النبيلة التي تتمتّع بالحريّة والإستقلال، المرأة السياديّة التي لا تنحني لأي سلطة عليا”. وبعد وفاة زوجها، إستمرّت بالحكم إل جانب إبنها وزوجته.
3- تركان خاتون في الإمبراطوريّة السلجوقيّة (تركيّة-فارسيّة)
حكمت تركان خاتون إلى جانب زوجها القوي مالكشاه، سلطان السلجوق (إمبراطوريّة تركيّة-فارسيّة من العصور الوسطى) من 1071 إلى 1092.
أخفت وفاة زوجها في الوقت الذي كانت فيه تحضّر لوضع إبنها البالغ 4 سنوات على العرش، فبقيت بهذه الطريقة في السلطة.
خطّتها نجحت ولكنّها أُجبرت على التنازل إلى العمل بتأثير مقام وزير كي تحافظ على قوّتها، وذلك بسبب قيادة الخليفة العباسي في تلك الفترة، المقتاد.
4- أروى الصليحي في يمن المعاصرة
على خطى حماتها، حكمت أروي الصليحي اليمن كنظيرة إلى جانب زوجيْها المتتالييْن، وبعد وفاة زوجها الثاني في 1101 وإلى 1138، حكمت بمفردها.
وإلى جانب برزوها كحاكمة قويّة، إعتُبرت أروى أيضاً قائدة دينيّة قويّة ومُنحت لقب “حجة”، الذي يصنّفها كأقرب كائن حي يشبه مشيئة الله في زمنها، وذلك بحسب الشق الإسماعيلي من الإسلام الشيعي.
5- زينب النفزاوية في الإمبراطوريّة البربريّة
وُصفت زينب النفزاويّة بأنّها هي من كانت ممسكةً زمام الأمور، وذلك خلال تولّيها الحكم على إمبراطوريّة ضخمة تشمل شمال إفريقيا وإسبانيا إلى جانب زوجها يوسف ابن تاشفين.
و تقول المراجع القديمة: “في زمنها، لم يكن هناك أحد أكثر جمالاً أو ذكاءً أو حذاقةً”.
6- شجرة الدر في مصر المعاصرة
بعد وفاة زوجها عام 1250، إستلمت شجرة الدر عرش مصر وفازت بنصرٍ كبيرٍ ضدّ الصليبيّين. ولكن على الرغم من نصرها العسكري ومهاراتها الواضحة في القيادة، إلّا أنّ الخليفة العباسي في بغداد، المستعصم، رفض أن يدعمها لأنّها إمرأة!
أمّا هي، فقد تجاهلت رفضه وتمسّكت بالسلطة من دون دعم الخليفة. لكن مع الوقت، شعبيّتها التي كانت واسعة سابقاً، تضاءلت وتمّ خلعها.
7- السيدة الحرة، ملكة تطوان في المغرب
في القرن الـ16، السيدة الحرة إستلمت الحكم لقرابة الـ30 سنى كحاكمة لتطوان في المغرب. وإسمها هذا ناسبها تماماً إذ أنّه عبّر عن حالتها كإمرأة حرة تعيش دون قيود.
كما أنّها كانت قائدة القراصنة من دون منازعٍ في غرب البحر المتوسّط.
بعد وفاة زوجها، تزوّجت من ملك المغرب ولكنّها لم تتخلَّ عن دورها السياسي، بل أجبرت الملك على ترك عاصمة فاس والذهاب إلى تطوان من أجل مراسم الزواج، وهذه كانت أوّل مرة يحصل شيء كهذا في التاريخ.
بالفعل إنّها “إسم على مسمّى”!
8- فاطمة الزامل حاكمة حائل في السعودية المعاصرة
الأميرة فاطمة الزامل حكمت منطقة حائل السعوديّة من 1911 إلى 1914.
وبعد إختيارها من قِبل شيوخ القبيلتيْن الأقوى في شبه الجزيرة العربيّة المركزيّة، حكمت (ما أصبح اليوم حطاماً) قصر برزان بمساحة 300 ألف متر مربّع.
(وكان لافتاً إستضافتها للكاتب البريطاني والسياسي غيرترود بيل،وهو صديق مقّرب وزميل للورانس العرب.)
تمّت الإستعانة بكتاب “ذا فورغوتن كوينز أوف إسلام” لفاطمة مرنيسي كمرجعٍ لهذا المقال، إلى جانب مقالٍ من عام 2011 لسلطان سعود القاسمي