عش بسيطاً مهما ارتفع شأنك ،ولا تكره أحداً
مهما أزعجك توقع الأجمل مهما كانت الظروف
صعبة .. افعل الخير مهما امتنع عنه الغير
عش حياتك دائما ببسّاطة ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها.
فأبلغ العبارات أبسطها، فكم من دعاء مطوَّل منمَّق عجيب اللفظ غريبه، أغْنَت عنه عبارة من كلمتين، مبتدأ وخبر، أو فعل وفاعل.
فإذا أردتَ أن تحمد الله فقل “الحمد لله” بكل بساطة، لا تفتعل عبارات تحمد بها الله، فالحمد شعور لا ألفاظ، والله لا يحتاج منك إلى شرح وتفسير ما تقول.
فإذا أردتَ أن تحمد الله فقل “الحمد لله”.
وإذا أردتَ تكبيره فقل “الله أكبر”.
وإذا أردتَ تسبيحه فقل “سبحان الله”.
وإذا أردتَ تسميته فقل “باسم الله”.
وإذا أردتَ استغفاره فقل “أستغفر الله”.
سُئل النبي النُّصح قال لسائله: قُل آمنتُ بالله، ثم استقِمْ.
هكذا ببساطة، ولكن ببلاغة، فـ”قُل آمنت بالله” قول طيّب، و”استقِمْ” فعل طيّب ربما شمل كل الأفعال الطيّبة، والإيمان ما وقر في القلب (القول الطيّب)، وصدّقه العمل (الاستقامة)، فضمّت النصيحة العنصرين الأساسيَّين للإيمان.
سُئل العباس بن عبد المطّلب رضي الله عنه أيهما أكبر، هو أم الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أجاب: “هو أكبر منِّي، وأنا وُلدتُ قبله”، هكذا بوضوح شديد، واختصار شديد، وبلاغة شديدة.
سألوا ذات مرة أحد أثرياء طوكيو وهو رجل أعمال حول رفضه عيش حياة الأغنياء مثله لأنه لم يكن يقطن في حي راقي ولا في مسكن فسيح ولا يشتري من الملابس إلا ما يفي بالغرض فأجابهم أن سعادته تكمن في الإنجاز وجعل مدينته وبلده في المراتب الأولى على مستوى التقدم والازدهار والمضي بها قدما في ركب الحضارة وأنه يجد المسائل الاخرى دون ذلك تافهة وغير ضرورية أبدا ولا ينبغي إعطائها قيمة أكثر مما يلزم.
ولعلّ قول أبي الطيِّب المتنبي:
“وما كنتُ ممَّن يَسكُنُ الحُبُّ قلبَه *** ولكنَّ مَن يُبصِرْ جُفونَكِ يعشقِ”
… لعلّه من أوجَز ما قيل في العشق وأسبابه.
…
ولعلّ قول يزيد بن معاوية -أو ربما الوأواء الدمشقي- في حزن الحبيبة على موت حبيبها:
“واللهِ ما حزِنَتْ أُختٌ لفَقْدِ أخٍ *** حُزنِي علَيهِ وَلَا أُمٌّ على وَلَدِ”
… لعلّه من أوجز وأبلغ ما قيل في هذا الباب.
فالبساطة مصدرها بسُطَ ، بساطة الوجه : طلاقته وبشاشته، بساطة خِلقيَّة : سلاسة طبع.
• خلاف التَّركيب والتَّعقيد ، بساطة الأسلوب : سهولته ووضوحه، بكُلِّ بساطة : بكلِّ وضوح.
• سذاجة، سلامة النّيّة، عدم التَّكلُّف والتَّصنُّع ، ببساطة : بسلامة نيّة، بصدق، بدون خبث أو مكر.
والأمثلة والشواهد على الإيجاز مع الوضوح والبلاغة والفصاحة بلا حصر، أما تطويل الكلام والاستطراد فيه والإطناب في معانيه، فمكانه الخُطَب المطوَّلة التي قد يتأخّر بعض الناس عن سماعها، أو يسهو بعضهم عنها، أو يحتاج بعضهم إلى دليل، فيفيد هنا التكرار والإطناب والاستطراد والاستشهاد والإقناع،.
الاخوات والاخوة عطر الله جمعتكم بذكره