مكتبة الأدب العربي و العالمي
لما عزم أبو بكر-رضي الله عنه- على قتال مسيلمة مدعى النبوة في اليمامة؛

لما عزم أبو بكر-رضي الله عنه- على قتال مسيلمة مدعى النبوة في اليمامة؛ استدعى البطل المغوار والفارس الكرار أبا سليمان خالد بن الوليد-رضي الله عنه-وقال له: قم يا خالد خذ الراية وقاتله حتى تقطع دابره من الأرض.
فخرج في جيش من أهل بدر، وغيرهم من الصحابة، فلما تلاقى الجمعان، كان جيش بني حنيفة كثيفاً جداً، كالجبال يمور موراً، فلما رآهم الصحابة قال بعضهم: فلنلتجئ إلى سلمى وأجا -جبلين في حائل – فدمعت عينا خالد، وقال: إنما ننتصر عليهم بهذا الدين: [[لا إلى سلمى وإلى أجا، ولكن إلى الله الملتجا]].
لا إله إلا الله! ما أعظم اليقين! ثم تكفن ولبس جيشه أكفانه، ولسان حالهم:
كنا نرى الأصنام من ذهبٍ** فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
لو كان غير المسلمين لصاغها ** حلياً وحاز الكنز والدينارا
أرواحنا يا رب فوق أكفنا ** نرجو ثوابك مغنماً وجوارا
ولما رأى بنو حنيفة خالداً أصابهم الهلع والرعب في قلوبهم، وأنزل الله بهم الهزيمة وقتل مسيلمة الكذاب.