شعر وشعراء
د.عزالدّين أبوميزر رَحِمَ اللهُ المُختَارَا …

مِنْ بَعدِ شِجَارِِ بَينَهُمَا
رَجُلٌ قَدْ قَتَلَ المُختَارَا
وَالنَّاسُ عَلَى الجَانِي قَبَضُوا
وَالكُلُّ إلَى القَاضِى سَارَا
قَالُوا يَا قَاضِي هَذَا قَتَلَ
اليَوْمَ جَهَارََا وَنَهَارَا
مُخْتَارَ القَرَيةِ فَمَسَكنَاهُ
لِكَي لَا عَنَّا يَتَوَارَى
وَبِهِ جِئنَاكَ عَلَى عَجَلِ
كَيْ تَسْمَعَ مِنْهُ الإقرَارَا
قَالَ القَاضِي هَلْ تَعتَرِفُ
أمَ انْتَ تُريدُ الإنْكَارَا
قَالَ لَقَد صَدَقُوا لَكِنْ
مَقتُولِي مَا طَلَبَ جُبَارَا
إذْ سَامَحَنِي قَالَ أتَقتُلُ
ثُمَّ تُزَيِّي القَتلَ إزَارَا
مِنْ سُخرِيَةِِ لَيْسَ تُصَدَّقُ
أوْ يَقبَلُهَا العَقلُ مَسَارَا
قَالَ كَذَلِكَ أوْصَانِي
وَبِإسْمِكَ نَوَّهَ وَمِرَارَا
أنْ أهَبَكَ عَشْرَةَ آلَافِِ
لَيْرَاتِِ ذَهَبََا وَنُضَارَا
فَابْتَسَمَ القَاضِي ثُمَّ أضَافَ
وُتَشْهَدُ بِاللهِ جَهَارَا
قَالَ وَقَسَمِي أجْعَلُهُ
لِلصِّدقِ عَلَى القَولٍ شِعَارَا
وَالقَاضِي أغمَضَ عَيْنَيْهِ
وَالذًّهَبُ أدَارَ الأفْكَارَا
لِدَقَائِقَ ثُمَّ بِصًوْتِِ أعلَنَ
رَحِمَ اللهُ المُختَارَا
مِنْ بَعْدِ عَمِيقِ تَفَرّسِنَا
نَصرََا لِلحَقِّ وَإظْهَارَا
فَاللهُ أرَانِي الجَنَّةَ عَينََا
عَنهَا كَشَفَ الأسْتَارَا
فَرَأيْتُ القَاتِلَ وَالمَقتُولَ
بِصَدرِ الجَنَّةِ عُمَّارَا
وَفَوْقَ سَريرِِ وَالمَوْلَى
تَحتَهَمَا أجْرَى الأنْهَارَا
لَهُمَا قَدْ غُفِرَ وَإخوَانََا
لَا أحَدٌ يَحمِلُ أوْزَارَا
وَالْحَمْدُ لِرَبِّي حيث أضَاءَ
أمَامِي الظُّلْمَةَ وَأنَارَا
لِيُوَافِقَ حُكْمِي حُكْمَ اللهِ
تَعَالَى رَبِّي اسْتِكْبَارَا
د.عزالدّين