خواطر
*خاطرة رمضانية ✒️عبد الحفيظ الندوي

بئس الطعام طعام الوليمة؛ يُدعى إليها الأغنياء، ويُترك الفقراء. (رواه البخاري ومسلم)
هذا الحديث النبوي يحمل رسالة عظيمة تتعلق بالعدالة الاجتماعية في الإسلام، حيث ينهى النبي ﷺ عن اقتصار الدعوات على الأغنياء وإهمال الفقراء فيها ، ويستنكر الولائم التي تُقام دون مراعاة للمحتاجين. فالمقصود هنا ليس مجرد الطعام، بل الفكرة التي تقوم عليها بعض الدعوات التي تميز بين الناس بناءً على الثروة والمكانة الاجتماعية، مما يتنافى مع قيم العدل والمساواة في الإسلام.
إن الولائم، مثل حفلات الزواج أو المناسبات الاجتماعية الأخرى، ينبغي أن تكون فرصة لإطعام الجميع دون تفريق، لا أن تصبح وسيلة للتفاخر والتظاهر. ولكن للأسف، ما كان في الماضي مقتصراً على بعض الشخصيات السياسية والنخب الاجتماعية، أصبح اليوم ظاهرة عامة تُمارسها حتى المؤسسات الدينية والثقافية، حيث تُنظم ولائم ضخمة في أماكن فاخرة دون أن يكون للفقراء نصيب فيها.
ومثال على ذلك موائد الإفطار في رمضان، التي تُقام أحيانًا في فنادق ومطاعم راقية، بينما يُحرم الفقراء والمحتاجون من المشاركة فيها. وهذا يتعارض مع روح رمضان التي تقوم على التكافل والتضامن بين المسلمين.
اقتراحات لجعل موائد الإفطار أكثر عدلاً:
الحرص على دعوة الفقراء والمحتاجين إلى موائد الإفطار.
تجنب التكاليف الباهظة والإسراف، والاكتفاء بالطعام البسيط.
عدم تبذير الطعام، وضمان توزيعه على المحتاجين إن وُجد فائض.
اعتبار موائد الإفطار فرصة للتصدق ومساعدة المحتاجين.
دعوة الجميع دون تمييز بناءً على الغنى أو الفقر.
تجنب تحويل الإفطار إلى مناسبة لاستعراض المكانة الاجتماعية أو المصالح الدنيوية.
بهذا، يكون الإفطار والولائم مناسبات لتحقيق الرحمة والتآخي بين المسلمين، بدلًا من أن تصبح وسيلة لتعزيز الفروقات الاجتماعية والتفاخر بين الناس.